الثلاثاء 25 يناير 2022 / 13:33

بوب ديلان يبيع حقوق كامل أعماله الموسيقية المسجلة

باع الفنان الأمريكي بوب ديلان حقوق كامل مجموعاته الموسيقية المسجلة إلى "سوني"، على ما أعلنت المجموعة العملاقة في مجال الموسيقى، في أحدث حلقات سلسلة صفقات بيع لحقوق المجموعات الموسيقية استحالت أصولاً ثمينة في زمن البث التدفقي.

ويعود الاتفاق إلى يوليو (تموز) الماضي ولم يُعلن سوى الاثنين، وهو يتناول 39 مجموعة موسيقية أُنتجت على مدى حوالى ستة عقود لمغني موسيقى الفولك والكانتري، الحائز جائزة نوبل للآداب سنة 2016، منذ أول ألبوم يحمل اسمه سنة 1962 والذي مُني بالفشل، إلى "راف أند رودي وايز" سنة 2020.

حقوق الإصدارات الجديدة
وأبعد من أغنيات ضاربة مثل "لايك إيه رولينغ ستون" و"تانغلد آب إن بلو" و"جاست لايك إيه وومان"، تغطي العملية أيضاً حقوق "الإصدارات المستقبلية الجديدة" لأغنيات الفنان البالغ 80 عاما، وفق بيان لمجموعة "سوني ميوزيك إنترتاينمنت" (اس ام إي).

ولم تعلن قيمة الصفقة، غير أن مواقع متخصصة في القطاع الموسيقي، مثل "بيلبورد" و"فراييتي"، قدّرتها بأكثر من 200 مليون دولار.

وكان بوب ديلان، الأسطورة الموسيقية الحية وكاتب نصوص ملتزمة ضد الظلم الاجتماعي والحرب والعنصرية والعبودية، قد طبع القطاع الموسيقي نهاية 2020 من خلال تخليه عن مجمل حقوقه كمؤلف (وهي مختلفة عن حقوق التسجيل المباعة إلى "سوني")، إلى مجموعة عملاقة أخرى هي "يونيفرسال"، في صفقة قُدرت قيمتها حينها بـ300 مليون دولار.

وفيما تتيح حقوق المؤلف تقاضي إيرادات مالية عن بث أي عمل على الإذاعات أو عبر خدمات البث التدفقي وعلى مبيعات الألبومات أو استخدامها في فيلم أو إعلان، يبقى لحائزي حقوق التسجيل الحق في أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون إعادة إصدار نسخ مقبلة.
وأعلنت سوني أن "بوب ديلان و+اس ام اي+ سيواصلان التعاون على سلسلة من الإصدارات المجددة من مجموعة أعمال الفنان"، متطرقة إلى سلسلة ألبومات "بوتليغ" الشهيرة التي تضمنت نسخا غير منشورة سابقا لأعمال بارزة أو كتب بدأ طرحها سنة 1991 وأصبحت حاليا في نسختها السادسة عشرة.

ويعزز الاتفاق العلاقة القديمة بين "سوني" وبوب ديلان الذي وقّع سنة 1961 عقد تعاون مع شركة "كولومبيا ريكوردز" التي أصبحت بعدها تابعة للمجموعة الموسيقية العملاقة.

وقال ديلان في تصريحات أوردها البيان إن "كولومبيا ريكوردز وروب سترينغر (رئيس مجموعة سوني ميوزيك) لطالما كانا جيّدين معي، على مدى سنوات طويلة جدا ومع عدد كبير من الأسطوانات. أنا سعيد بأن تبقى تسجيلات كلها حيث يجب أن تكون".

وتشكل هذه الصفقة أحدث حلقات مسلسل شراء حقوق المؤلف أو الإعداد الموسيقي لكاتالوغات فنانين راحلين أو أحياء قدّموا أعمالا عابرة للزمن والأجيال. واستحالت هذه الحقوق أصولا ثمينة خصوصا مع الثورة الحاصلة في قطاع البث التدفقي.

وتتوسع القائمة في الأشهر الماضية، إذ تشمل ديفيد بووي الذي باع حقوق المؤلف الخاصة بأعماله إلى شركة "وورنر" مقابل 250 مليون دولار. كذلك الأمر مع بروس سبرينغستين الملقب "ذي بوس" (الزعيم) الذي باع إلى شركة "سوني" في ديسمبر (كانون الأول) الماضي حقوق المؤلف والتسجيل المرتبطة بكامل أعماله مقابل أكثر من 550 مليون دولار. وقبل هؤلاء، عمد نجوم كبار من أمثال تينا تورنر ونيل يونغ وفرقة "ريد هوت تشيلي بيبرز" إلى بيع حقوق أعمالهم.

وبعد مرحلة صعبة خلال العقد الأول من القرن الحالي، استعاد قطاع الإنتاج الموسيقي زخمه بفضل خدمات البث التدفقي التي تشكل مصدر دخل رئيسياً لحائزي حقوق المجموعات الموسيقية.

ويشهد العمالقة الثلاثة في قطاع الموسيقى، "سوني" و"يونيفرسال" و"وورنر" على دخول لاعبين جدد إلى القطاع، بينهم صناديق استثمارية مثل "هيبغنوسيس" المهتمة بحيازة حقوق الكلاسيكيات الموسيقية لكونها تشكّل أصولاً استثمارية آمنة.