صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الأربعاء 2 فبراير 2022 / 11:02

صحف عربية: الإمارات غير قابلة للابتزاز

24. إعداد: شادية سرحان

تكشف الاعتداءات الإرهابية الحوثية على الإمارات، قصوراً استراتيجياً وتكتيكياً فادحاً، يكشف سذاجة الميليشيا، ومن يحركها، وهي التي تتوهم النجاح في تحقيق مخططها المكشوف منذ عقود.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، وقع الحوثيون وأنصارُهم مرة أخرى في مأزقٍ كبيرٍ، بعدم انتكاستهم المدوية في شبوة ومأرب وغيرهما باليمن، حيث نجحت السعودية والإمارات حتى الآن في إفشال المشروع الإيراني في اليمن.

رهان على الأوهام
في صحيفة "العرب" اللندنية،  قال خيرالله خيرالله: "يفترض في من يعتدي على دولة الإمارات ألا يغيب عن باله أن أمن الدولة خط أحمر في عالم لا مكان فيه للمترددين ولا للمراهنين على الأوهام من نوع الحماية الأمريكية وغير الأمريكية. لا مكان لابتزاز الإمارات والتهويل عليها، لا لشيء سوى لأنها قادرة على الدفاع عن نفسها فضلاً عن أنها ترفض في كل وقت الدخول في هذه اللعبة المرفوضة من أي دولة تحترم نفسها".

وأضاف الكاتب أنه منذ الاعتداء الإرهابي الأول على أبوظبي تبين، أن "الإمارات تملك الوسائل الكفيلة بالدفاع عن نفسها وحماية أراضيها من جهة، وعلى توجيه ضربات سريعة إلى المعتدين من جهة أخرى. أكثر من ذلك، كشفت الاعتداءات على الإمارات أن الحوثيين فقدوا صوابهم في ضوء الضربات التي تلقوها في محافظتي شبوة وأبين اليمنيتين. بكلام أوضح، تلقى المشروع الإيراني في اليمن ضربة قويّة في ضوء التقدم الذي حققته على الأرض قوات ألوية العمالقة".

وأنهى الكاتب قائلاً، إن ورطة الحوثيين بعد استهدافهم للإمارات تتمثل في أنهم لم يفهموا أنهم "يتعاطون مع دولة دون عقد اسمها دولة الإمارات العربية المتحدة. هذه الدولة تجاوزت الشعارات المضحكة المبكية التي تتاجر بها إيران وغير إيران عن فلسطين والفلسطينيين. هذه دولة غير قابلة للابتزاز وللخضوع للتهويل، أقله لسبب واحد هو أنّ حكامها متصالحون مع شعبهم لا أكثر ولا أقل. مشكلة الحوثيين مع الشعب اليمني، لكنها تكمن أيضاً في أنّهم أسرى مشروع إيراني لا يأبه بما يحل بالشعب اليمني وأطفاله".

أصل الإرهاب
وفي صحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، لفت السيد زهرة، إلى الموقف الأمريكي من الاعتداءات الحوثية على الإمارات، والسعودية، وقال إن "الموقف‭ ‬العملي‭ ‬للمسؤولين الأمريكيين هو أهم من إصدار الإدانات‭ ‬المتكررة‭ ‬لهذه‭ ‬الاعتداءات".

وأكد الكاتب أن "إقدام ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬‬على‭ ‬رفع‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثي‭ ‬الإرهابية‭ ‬من‭ ‬قائمة‭ ‬الإرهاب، أعطى الضوء الأخضر للحوثيون للمضي قدماً في‭ ‬تصعيد‭ ‬عدوانهم‭ ‬داخل‭ ‬اليمن‭ ‬وعلى‭ ‬السعودية‭ ‬ثم‭ ‬الامارات".

وأضاف "في‭ ‬أعقاب‭ ‬العدوان‭ ‬الحوثي‭ ‬الايراني‭ ‬الأخير‭ ‬على‭ ‬الامارات‭ ‬تصاعدت‭ ‬الدعوات‭ ‬داخل‭ ‬أمريكا‭ ‬وخارجها‭ ‬لإعادة‭ ‬إدراج‭ ‬الحوثيين‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابي، لكن أغلب‭ ‬المحللين‭ ‬يجمعون‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬بايدن‭ ‬لن‭ ‬يعيد‭ ‬إدراج‭ ‬الحوثيين‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬الإرهاب‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭ ‬ولفترة‭ ‬طويلة‭ ‬قادمة"‭.‬

وأضاف الكاتب "أصل الإرهاب وأصل العدوان على الدول العربية في طهران، والحوثيون والقوى والميليشيات العميلة الأخرى، ما هي إلا أدوات لتنفيذ ما يخطط له ويريده النظام الإيراني. وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬أي‭ ‬مواجهة‭ ‬لهذه‭ ‬الاعتداءات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جادة‭ ‬وحازمة‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬حازم‭ ‬تجاه‭ ‬النظام‭ ‬الايراني، وموقف‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬متخاذل‭ ‬إلى أقصى حدٍ".

وعلى هذا الأساس يرى الكاتب في ختام مقاله أن "في‭ ‬المحصلة‭ ‬النهائية‭ ‬الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تعيها‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وتتصرف‭ ‬على‭ ‬أساسها‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬أمريكا‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يعنيها‭ ‬كثيراً‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬دولنا‭ ‬ولا‭ ‬يزعجها‭ ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬تتعرض‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬اعتداءات‭ ‬إرهابية‬".

دعوات مشبوهة
وفي صحيفة "عكاظ" قال عبدالعزيز سلطان المعمري، إن الدعوات للحوار والدبلوماسية مع الحوثيين بعد الهجمات الإرهابية على الإمارات وقبلها السعودية، تكشف نقصاً في التعاطي السليم مع الميليشيا اليمنية الموالية لإيران، وأن مسؤولية هذا الفشل تقع على عاتق المجتمع الدولي، الذي فشل "في إقناع الحوثيين بمعالجة أزمة الشرعية في اليمن بعد أن انقلبوا عليها، فتكون بالتالي الدعوات التي تصدر حالياً رغم أن الحوثي يتوسع في حروبه، شيئاً غريباً ويحتاج إلى التيقن، بل إن هذه الدعوات تعمل على هزّ الموقف الدولي الذي بدأ يتشكل ضد الحوثي لتصنيفه منظمة إرهابية".

ويرى الكاتب أن "مثل هذه الدعوة ينبغي أن تؤجل بعض الوقت أو في أحسن الأحوال ليس وقتها إلا بعد أن يكون هناك ضمان دولي من الداعين من دول ومؤسسات أن يقبل الحوثي بالخروج من أي حوار دبلوماسي بحل مع الشريك دون الاستعانة بصديق إقليمي معتاد على مساعدته بالأسلحة والخبراء لتهديد استقرار الجوار اليمني، والبحار والممرات المائية الدولية، لأن من غير المنطقي في ظل الهزائم التي يتلقاها الحوثي أن يكون قد فكر في التفاهم مع المجتمع الدولي".

وأكد أنه "ليس من المنطق لوم دول تدافع عن نفسها من اعتداءات مباشرة من قبل مليشيات إلا إذا كان الهدف جعل استباحة سيادة الدول أمراً طبيعياً ووقتها سنكون تحت رحمة ابتزاز المليشيات أو من يقف وراءها".

وختم مقاله قائلاً "نجحت السعودية والإمارات الآن في إفشال المشروع الإيراني في اليمن والذي كان يهدف إلى تطويق المنطقة من الأطراف الثلاثة لبنان، والعراق، واليمن، كما نجحت في الحصول على دعم دولي من أجل التعامل مع مليشيا الحوثي وإمكانية تصنيفه منظمة إرهابية استعداداً للتضييق عليه ووصلت اليوم إلى الحديث عن تحرير مناطق يمنية فيكون من المؤسف أن نجد من يزعزع ذلك بدل من الدعم لإنهاء مأساة اليمنيين وأمن الملاحة الدولية".

سذاجة حوثية
وفي صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، قال د.وحيد عبدالمجيد: "وقع الحوثيون وأنصارُهم في مأزقٍ كبيرٍ عندما تراجعت قُواتُهم في مناطق عدة في محافظتي شبوة ومأرب وغيرهما. عندها كشف النقاب مرةً أخرى عن طبيعة هذه الجماعة التي انقلبت على اتفاق وقعته، واحتلت مساحاتٍ كبيرةً من اليمن، ونصبت في صنعاء ما أسمتها حكومة سرعان ما تبين أن ليس لها من هذا الاسم نصيب".

وأشار إلى أن "الحوثيون لا يعرفون كيفيةَ بناء الدول"، لذ "لجأوا إلى ما تخيلوا أنها ضربة مؤثرة في الدولةِ التي تدعم حرب التحرير في اليمن من خلال عضويتِها في تحالف يؤيد الشرعية المنقلب عليها"، فهاجموا مواقع في دولة الإمارات "اعتقاداً منهم بأن تغطية الاعتداء في وسائل الإعلام يمكن أن تضعفَ سُمعتَها والاستقرارَ الذي تتمتع به، أو تخيفَ شركاتٍ ومؤسساتٍ تعمل فيها فتهرع إلى المغادرةِ خوفاً! ينطوي ذلك التصعيدُ إذن على رهانٍ واضحٍ هو إضعاف ما يظن الحوثيون أنها مقومات التقدم الذي حققته دولة الإمارات، عبر تخويف أصحاب ومديري شركات على ما يملكونه".

وأكد الكاتب أن "هذا رهان ساذج، لأن المُراهنين عليه يعيشون في زمن غير الزمن، ولا يُدركون أن هذا التقدمَ يتحقق نتيجة قدرة عالية على توفير مقوماته العصرية التي تتعذر زعزعتها بواسطة بضع صواريخ ومسيرات، لأنها تتعلقُ بالبشر قبل المنشآت، وبالعقول قبل المواقع، وبالمعاني قبل المباني، وبالابتكار قبل المال".

وتابع أنه "رهان ساذج لأن أصحابه لا يفهمون أنهم لا يستطيعون النيل من رأسِ المالِ الأكثر أهمية الذي أعطتهُ دولة الإمارات أولوية قصوى. إنه رأس المال المعرفي، الذي لا يُمكن النيل من مكوناتِه، التي لا توجد على الأرضِ ولا في الأجواء، بل في البشرِ وعقولِهم. ومن أهم هذه المكونات التعليم والتدريب والمهارة والخبرةُ، وقواعدُ البياناتِ وأنظمة التشغيلِ وبراءات الاختراعِ، فضلاً عن العلاقات القائمة على قيم الكفاءة والثقة والتفاؤل والإيمان بالقدرة على الإنجاز، أي في القوة الناعمة أكثر منه في القوة الصلبة. وهذا ما يجعل الرهانَ الحوثي ساذجاً، وبالتالي خاسراً في النهاية، إذ يُشبه حالة من يدخل أحد أنديةِ القمار متخيلاً أنه سيجني ثروة، دون أن يدركَ ما هو فاعل، حتى يخرجَ وقد فقد كلَ شيء في النهاية".