الخميس 3 فبراير 2022 / 15:22

ناشيونال إنترست: لماذا غابت منظمة شانغهاي للتعاون عن أحداث كازاخستان؟

24-زياد الأشقر

عن أسباب غياب منظمة شانغهاي للتعاون عن الأحداث في كازاخستان، كتب المتخصص في شؤون آسيا الوسطى والقوقاز فالي كاليجي في مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أن منظمتين للأمن الإقليمي ظهرتا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في مجموعة الدول المستقلة. فقد تأسست منظمة معاهدة الأمن الجماعي عام 1992، وتبعتها منظمة شانغهاي للتعاون في 2001.

لماذا طلب توكاييف مساعدة عسكرية من منظمة معاهدة الأمن الجماعي وليس من منظمة شانغهاي للتعاون؟

وكازاخستان هي عضو مؤسس في المنظمتين. وكان الأعضاء الأساسيون الخمسة لـ"مجموعة شانغهاي" عام 1996، هي روسيا والصين وقرغيزستان وطاجيكستان وكازاخستان. وتلك المجموعة توسعت لتصير منظمة شانغهاي للتعاون في 2001.

واندلعت احتجاجات وأعمال عنف في كازاخستان في يناير(كانون الثاني)  2022 بعد استحداث زيادة حادة على أسعار الغاز المسال. وتم اعتقال 8 آلاف شخص على الأقل وقتل العشرات، بينهم مواطنون ورجال شرطة. وطلب الرئيس الكازاخي قاسم جومرت توكاييف دعماً عسكرياً من منظمة معاهدة الأمن الجماعي في 5 يناير 2022 "لمساعدة كازاخستان على تجاوز التهديد الإرهابي".

وعقب هذا الطلب، تدخلت منظمة معاهدة الأمن الجماعي ونشرت قوات بهدف القمع والسيطرة على الاحتجاجات والعنف. وكان التدخل شبيهاً بتدخل الجيش السوفياتي في ربيع براغ عام 1968. وفي الوقت نفسه، لم تبد منظمة شانغهاي للتعاون أي رد فعل جدي أو عملي. وبعد مرور خمسة أيام على تمكن قوات الأمن التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي والقوات الكازاخية من السيطرة على الوضع، حتى صرح ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية في 7 يناير "بأن الصين وأعضاء آخرين في منظمة شانغهاي للتعاون... ترغب في الإضطلاع بدور إيجابي في استقرار الوضع".

لماذا طلب توكاييف مساعدة عسكرية من منظمة معاهدة الأمن الجماعي وليس من منظمة شانغهاي للتعاون؟ فإذا كان القادة الكازاخيون قد أعلنوا أن الاحتجاجات وأعمال العنف هي "تهديد إرهابي"، فلماذا لم يطلبوا تدخل الهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب التابع لمنظمة شانغهاي للتعاون، الذي يتخذ من طشقند عاصمة أوزبكسان مقراً له؟ وعندما انفجرت الاحتجاجات وأعمال العنف، لماذا توجه المسؤولون الكازاخيون السياسيون والأمنيون أولاً إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي؟

6 نقاط
عند الإجابة على هذه التساؤلات، يتعين أخذ ست نقاط في الحسبان:

أولاً، إن منظمة معاهدة الأمن الجماعي هي ذات هيكلية روسية، بينما منظمة شانغهاي هي ذات هيكلية روسية-صينية. وتتألف منظمة معاهدة الأمن الجماعي من روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأرمينيا. وهذه الدول لديها روابط تاريخية ولغوية وثقافية تجمع بينها، وتشاركت في العيش تحت حكم روسيا القيصرية والاتحاد السوفياتي ومجموعة الدول المستقلة.

وعلى رغم مرور ثلاثة عقود على انهيار الاتحاد السوفياتي، فإن هذه الدول تتصرف أكثر الأحيان كجمهوريات سوفياتية.

وفي المقابل لا يوجد مثل هذا التاريخ والتجربة المشتركين بين هذه الدول وأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون مثل الصين والهند وباكستان. ولذلك، عندما وجدت كازاخستان نفسها في موقف حرج، توجهت إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي وليس إلى منظمة شانغهاي للتعاون.

ثانياً، إن منظمة معاهدة الأمن الجماعي تتألف من ست دول فقط، تتشارك كلها علاقات سياسية وثيقة. وهذا يجعل ردها أكثر انسجاماً وسرعة، بينما من الصعب أن تتحرك منظمة شانغهاي للتعاون التي تضم باكستان والهند ودولاً عدة بصفة مراقب، بالسرعة المطلوبة.

ثالثاً، إن منظمة شانغهاي للتعاون ليست مصنفة على أنها "معاهدة أمن جماعي" بخلاف حلف وارسو السابق وحلف شمال الأطلسي. فالفقرة 4 والفقرة 5 من ميثاقي وارسو والأطلسي تنصان على أن على الدول الأعضاء أن تدافع عن بعضها .

رابعاً، إن تعامل منظمة شانغهاي للتعاون مع الأزمات الإقليمية والدولية كان سلبياً إلى حد كبير في العقدين الماضيين.

خامساً، إن قوة التدخل السريع التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي تتيح التحرك بسرعة في حال حصول أزمة في إحدى الدول الأعضاء، وهذا غير متوافر في منظمة شانغهاي.

أخيراً، إن احتجاجات كازاخستان تشكل أمراً مختلفاً بالنسبة إلى موسكو، التي تضطلع بدور محوري في قيادة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، مما تشكله بالنسبة إلى الصين والهند وباكستان ودول أخرى في منظمة شانغهاي للتعاون