الخميس 3 فبراير 2022 / 13:41

وول سترتيت جورنال: الصين تبني "سوراً عظيماً" آخر لتحصين حدودها

أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الصين تزيد حالياً الحواجز الشائكة على حدودها الجنوبية البالغ طولها أكثر من 4800 كيلومتر، وفقًا للوثائق العامة والبيانات الرسمية والمقابلات مع السكان، ظاهرياً لمحاربة "كوفيد 19"، ولكن من شأنها أن تترك تداعيات محتملة طويلة الأمد على التجارة والسفر.

على طول الحدود مع فيتنام في أقصى الشرق، شيدت الصين سياجاً بارتفاع 12 قدماً (٣.٧ متر) بشكل مفاجئ العام الماضي

وشهدت مدينة رويلي الصينية الصغيرة، الواقعة في أقصى الجنوب بجوار ميانمار، مشروع بناء كبير خلال العامين الماضيين وهو سياج حدودي مجهز بأسلاك شائكة وكاميرات مراقبة وأجهزة استشعار.

على طول الحدود مع فيتنام في أقصى الشرق، شيدت الصين سياجاً بارتفاع 12 قدماً (٣.٧ متر) بشكل مفاجئ العام الماضي. وقال سونغ هو، صاحب فندق بمقاطعة لاو كاي الجبلية بفيتنام، إنه يمنع السكان المحليين الفيتناميين من التوجه إلى القرى الصينية لجني الذرة أو بيع الأعشاب الطبية.

وتعطلت شاحنات حاويات فيتنامية أثناء عبورها الشهر الماضي للحدود الصينية في مقاطعة لانغ، وعلقت آلاف الشاحنات التي تحمل الفاكهة على الحدود، مع تشديد الصين سياساتها الحدودية.

وقالت كارين دين من جامعة تالين في إستونيا، والتي تدرس ديناميات الحدود بين الصين وميانمار، إن هذه الجهود جزء من حملة أوسع تقوم بها الصين لتأمين حدودها وتسهيل مشاريع البنية التحتية ومنع اللاجئين من العبور إلى أراضيها.

وبينما تحاول بلدان أخرى التعايش مع فيروس كورونا، تحافظ الصين بتصميم على استراتيجية "صفر كوفيد"، خاصة مع انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين هذا الأسبوع.

عزل الدول المجاورة
ولا تقتصر الإجراءات الصينية لمكافحة الفيروس على عمليات الإغلاق الصارمة والاختبارات الجماعية لسكان المدن، بل أيضا على عزل جيرانها بشكل متزايد.

وكشفت مراجعة الصحيفة الأمريكية للسجلات العامة أنه في العامين الماضيين، شيدت الصين وعززت ما لا يقل عن 300 كيلومتر من الأسوار الشائكة على طول حدودها، معظمها في الجنوب.

ففي مقاطعة كوانغ ننه الساحلية الفيتنامية، موطن المجتمعات الزراعية الصغيرة التي تنتمي إلى مجموعة داو العرقية، يمتد سياج قوي مع أعمدة معدنية صلبة ذات حواف حادة وأسلاك شائكة ملفوفة عبر قمم التلال على طول الحدود الصينية.

وتظهر الكاميرات والأضواء على فترات فوق الهيكل الذي تم تشييده مؤخراً باللون الأزرق، مع مسار ضيق مرصوف على الجانب الصيني.

وإلى جانب الحدود الجنوبية، حصنت العديد من المناطق الصينية الشمالية المجاورة لمنغوليا وروسيا الحدود بالأسوار على مدار العامين الماضيين، حسبما تظهر السجلات العامة.

تحصين الحدود
ورداً على أسئلة، أفادت وزارة الخارجية الصينية أن تحصين الحدود هو ممارسة دولية مقبولة على نطاق واسع، وأن السياج يساعد في منع انتقال كوفيد-19 عبر الحدود.

وقال المحاضر بجامعة ساسكس ومؤلف كتاب عن الأراضي الحدودية في ميانمار ديفيد برين إن الصين تحاول السيطرة على حدودها مع ميانمار منذ سنوات للحد من أنشطة مثل التهريب وتحديداً المخدرات، و"قد يكون كوفيد المبرر الرسمي الذي تقدمه الصين لبناء المنطقة العازلة الآن. لكن هذه النية بدأت قبل وقت طويل".