زعيم داعش أبو إبراهيم الهاشمي القرشي (أرشيف)
زعيم داعش أبو إبراهيم الهاشمي القرشي (أرشيف)
الخميس 3 فبراير 2022 / 22:24

القرشي.. "الخليفة الخائن" ومهندس المذابح

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس، مقتل الزعيم الجديد لتنظيم داعش الإرهابي المعروف بأبي إبراهيم الهاشمي القرشي بعملية عسكرية لقوات خاصة في شمال سوريا.

القرشي الذي تسلم دفة قيادة التنظيم الإرهابي بعد مقتل سلفه أبو بكر البغدادي في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019، ظل غامضاً بالنسبة للاستخبارات العراقية والأمريكية، ورغم أن المعلومات كانت شحيحة عنه إلا أنها لم تخف الجانب الوحشي لشخصيته في ظل ما نسب إليه من جرائم إبادة خاصة بحق بحق الأقلية الأيزيدية في شمال العراق.

ولم تؤكد وزارة الخارجية الأمريكية تولي المولى قيادة داعش إلا في مارس (آذار) الماضي، ووضعته على قائمة أكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم، وعرضت مكافأة لمن يدلي بمعلومات عنه.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن المولى "كأحد منظّري داعش القدامى، ساعد في تبرير اختطاف وذبح أفراد الأقلية الأيزيدية في شمال غرب العراق والمتاجرة بهم، كما قاد بعض العمليات الإرهابية العالمية للجماعة".

من هو؟
هو أمير محمد سعيد المولى، ويطلق عليه الكثير من الأسماء المستعارة، كالمهندس والبروفيسور والمدمر ، نُصّب "أميراً" لمحاولة لم شتات التنظيم وإعادة سلطته التي تأثرت كثير بعد الخسائر التي لحقت به في سوريا والعراق.

أثار تولي القرشي المولود عام 1976، زعامة داعش استغراباً لكونه ينحدر من أسرة تركمانية من بلدة تلعفر قرب الموصل، في ظل عدم صعود شخصيات غير عربية إلى الواجهة الرئيسية في التنظيم.

بحسب روايات، إن المولى تخرج من كلية الشريعة في كلية الإمام الأعظم بالموصل، وعمل خطيبا في مسجد وسط تلعفر، ثم غادر إلى أفغانستان عام 2001 مع حركة الجهاد السلفي وعاد بعد 6 أشهر وألقي القبض عليه.

كما تقول رواية أخرى، إنه كان ضابطاً في الجيش العراقي خلال حكم الزعيم الراحل صدام حسين، قبل أن ينضم إلى صفوف تنظيم القاعدة الإرهابي بعد الغزو الأمريكي عام 2003، بحسب تقارير لمراكز أبحاث التطرف، ليتولى منصب المندوب الديني الشرعي فيه، ثم ألقت القوات الأمريكية القبض عليه ووضعته في سجن بوكا بالعراق.

رفيق البغدادي
في سجن بوكا التقى القرشي بالبغدادي وبقي بجانبه بعد خروجها من السجن عندما تزعم تنظيم القاعدة في العراق، ثم خرجا من التنظيم لإنشاء تنظيم إرهابي محلي عرف باسم "الدولة الإسلامية في العراق" قبل أن يتسع ويتطور إلى تنظيم داعش.

في 2014 كان المولى في مقدمة مستقبلي أبوبكر وداعش عند اجتياح الموصل، وحظي بثقة كبيرة بسبب أسلوبه الوحشي في القضاء على معارضي البغدادي، وكان له دور بارز في تحول منطقة تلعفر إلى مصنع كبير للمتفجرات والتخطيط لشن الهجمات الانتحارية.

وظهر قرداش إلى جانب البغدادي في شريط فيديو بثه التنظيم في مطلع 2019 قبل أن يخلفه لاحقاً في قيادة داعش.

الخليفة الواشي
في وثائق نشرها موقع قناة الحرة الأمريكية وصحيفة الإندبندنت البريطانية، أظهرت أن القرشي كان خائناً لرفاقه في التنظيم الإرهابي.

وتضمنت الوثائق التي نشرها مركز مكافحة الإرهاب الدولي بالأكاديمية العسكرية الأمريكية، "ويست بوينت"، معلومات أثبتت ضلوع المولى بالكشف عن هوية العشرات من أعضاء التنظيم عندما كان مسجوناً عام 2008.

وقالت صحيفة الإندبندنت إن المعلومات التي كشفها قادت إلى تنفيذ القوات الأجنبية عمليات عسكرية ناجحة ضد شخصيات في التنظيم، كعملية مقتل الرجل الثاني في تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق" في ذلك الوقت أبو جاسم أبو قسورة، على أيدي قوات أمريكية بعد 8 أشهر من تقديم المولى معلومات عنه.