مناصرون لحزب الشاي الأمريكي يتظاهرون ضد الاتفاق النووي الإيراني.(أرشيف)
مناصرون لحزب الشاي الأمريكي يتظاهرون ضد الاتفاق النووي الإيراني.(أرشيف)
الجمعة 4 فبراير 2022 / 10:38

هل يؤثر إحياء الاتفاق النووي على نتائج الانتخابات الأمريكية؟

طرحت الباحثة في العلاقات الدولية داليا داسا كاي سؤالاً بعد قراءتها تقريراً في صحيفة نيويورك تايمز عن احتمال عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران.

بالنسبة إلى التصويت، ثمة القليل من الأدلة على أن أي شخص سيغير رأيه بناء على الشؤون الخارجية

أشارت الصحيفة إلى أن إعادة العمل بالاتفاق "ستصبح بشكل شبه مؤكد قضية حملة خلال الانتخابات النصفية". سألت كاي: "ماذا يعتقد المحللون السياسيون الأمريكيون؟ هل سيبني الأمريكيون أصواتهم على هذه القضية؟"

الجواب القصير سهل بحسب تحليل الكاتب السياسي في شبكة "بلومبيرغ" جوناثان بيرنستاين: لا. بطريقة شبه مؤكدة، لا. يصعب أن يغير أي شخص تصويته بصرف النظر عما يحدث مع الاتفاق النووي. لكن الجواب الطويل هو أكثر تعقيداً بقليل وفقاً للكاتب.

أدلة قليلة

بالنسبة إلى التصويت، ثمة القليل من الأدلة على أن أي شخص سيغير رأيه بناء على الشؤون الخارجية. في الواقع، هنالك أدلة قليلة على أن الأحداث السياسية الدولية، حتى الدرامية منها، تترك أثراً على شعبية الرئيس، باستثناء تأثيرات التجمعات السياسية القصيرة المدى. إن الارتفاع الأكبر لشعبية أي رئيس، والذي حصل بعد هجمات 11 سبتمبر، أعطى جورج بوش الابن تأييداً إضافياً سرعان ما تلاشى بعد 15 شهراً. تتبدد التجمعات العادية بعد أسابيع، أحياناً بعد أيام.

استثناء؟
يكمن الاستثناء الكبير في أن الحروب التي تتسبب بسقوط ضحايا أمريكيين تؤذي شعبية الرئيس عادة. يحصل ذلك نمطياً بعد حشد أساسي إيجابي. أبرز أمثلة على ذلك بحسب بيرنستاين، هاري ترومان مع كوريا، ليندون جونسون وريتشارد نيكسون إلى حد ما مع فيتنام، وجورج بوش الابن مع العراق. لكن الفوز بحرب لا يساعد الرئيس كثيراً. لقد كان جورج بوش الأب رئيساً خلال نزاع قصير ناجح مع بنما، وخلال حرب حاسمة مع العراق، كما أشرف على نهاية ناجحة جداً للحرب الباردة. مع ذلك، لم يستطع أي من هذه التطورات إنقاذه من الهزيمة حين سعى إلى إعادة انتخابه سنة 1992.

يرى بيرنستاين أن المثل الأكثر شهرة على خسارة كهذه يأتي من الخارج. فقد خسر وينستون تشرشل الانتخابات بعد فترة قصيرة على نهاية الحرب العالمية الثانية، وخسر ديموقراطيو الرئيس ترومان الغالبيتين في مجلسي النواب والشيوخ في أول انتخابات نصفية تلت الحرب العالمية الثانية.

ما لن يؤثر على شعبية بايدن
يعتقد الكاتب أنه طالما لم تندلع حرب مع إيران، لن يحصل الرئيس جو بايدن على مساعدة أو يعاني من ضرر شعبي بصرف النظر عما يحصل مع الاتفاق النووي. يتحدث المرشحون عن الشؤون الخارجية خلال الحملات، سواء أكان الناخبون مهتمين أم لا. إذا عاودت الولايات المتحدة دخول الاتفاق النووي، فسينتقده الجمهوريون على ذلك. وإذا لم تنضم واشنطن إليه فسيلومونه بما أن إيران تقترب من اختبار سلاح نووي.

وبإمكان الوعود الانتخابية أن تكون مهمة جداً بصرف النظر عن تغييرها أو عدم تغييرها النتائج. لقد رأى المراقبون ذلك مرتين لغاية اليوم في ما يخص هذه السياسة تحديداً. خاض دونالد ترامب حملته ضد الاتفاق النووي في 2016 قبل أن ينسحب منه عقب فوزه بالرئاسة، بينما خاض بايدن حملته على إعادة انضمام بلاده إليه وقد عمل على ذلك بعد انتخابه رئيساً.

أسباب أهمية هذه الوعود
ترجع هذه الوعود جزئياً إلى كون المرشحين، خصوصاً حكام الولايات وآخرين، يمتلكون الحد الأدنى من الخبرة في السياسة الخارجية، وهم يريدون إثبات كفاءتهم في هذه المجالات. السبب الآخر هو أن لدى الديموقراطيين والجمهوريين مجموعات في الحزبين تهتم كثيراً بالسياسة الخارجية بشكل عام أو بشكل يرتبط ببعض قضاياها المحددة.

إن الفوز بدعم هذه المجموعات قد يكون مهماً للفوز بالترشيح. لهذا السبب، يحاول المرشحون مواءمة أولوياتهم وتفضيلاتهم السياسية مع أولوليات تلك المجموعات. ولأن خبراء السياسة الخارجية في الحزب الجمهوري يميلون للاهتمام كثيراً بالملف الإيراني، يمكن توقع أن يتحدث المرشحون الجمهوريون كثيراً عنه في 2022 و 2024، بصرف النظر عما يظنه الناخبون، ختم بيرنستاين.