(صحف 24)
(صحف 24)
الجمعة 4 فبراير 2022 / 11:00

صحف عربية: مقتل القرشي.. ضربة للإرهاب وفرصة لبايدن

24 - أحمد إسكندر

تلقى التنظيم الإرهابي داعش ضربة "قاصمة" جديدة، حين تمكنت القوات الخاصة الأمريكية من قتل زعيم التنظيم "المجهول" في عملية عسكرية جديدة نفذت في عمق البلاد السورية التي تعد في الوقت الحالي الحاضنة لأبرز التنظيمات المتطرفة مثل القاعدة وداعش، وما تفرع عنهما من ميليشيات.

وبحسب صحف عربية صادرة، اليوم الجمعة، عاد تنظيم داعش للتذكير بخطره حينما استولى على سجن في شمال سوريا لمدة أسبوع في هجوم نادر أسفر عن مقتل المئات بينهم مدنيون فيما منحت العملية العسكرية مزيداً من "الأوكسجين" لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية المعروفة بـ"قسد".

الحلقة الأحدث
وذكرت صحيفة "إندبندنت عربية" أن عملية قتل أبو إبراهيم الهاشمي القرشي زعيم تنظيم داعش تمثل "الحلقة الأحدث" في سلسلة من الغارات والضربات البارزة التي استهدفت قادة داعش والقاعدة، مبينة أن تقديرات المسؤولين وخبراء مكافحة الإرهاب حول مدى تأثر داعش بمقتل زعيمها الذي أكمل عامين فقط في منصبه منذ مقتل أبو بكر البغدادي عام 2019، وهو ما يُصَعّب على داعش اتباع نهج عالمي متكامل، فعلى الرغم من صعوبة تتبع الوحدات اللامركزية لتنظيم داعش، إلا أنه عندما لا تتواجد نواة مركزية يمكنها صرف الأموال، فإن ذلك يجعل من الصعب على عناصر التنظيم الحصول على الموارد.

وبينت الصحيفة أنه "لكي يستمر الضغط الأمريكي على داعش، فإن نجاح غارة يوم الخميس سيجعل بايدن أكثر استعداداً للموافقة على العمليات الأكثر خطورة التي ستأتي بعد ذلك إذا كان يريد تنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب ضمن أسلوب "عبر الأفق" أي باستخدام طائرات "الدرون" أو مقاتلات سلاح الجو، مع ملاحظة أن عملية الخميس ضد زعيم داعش لا تشبه نهج "عبر الأفق" حيث توجد القوات الأمريكية حال القيام بعمليات في سوريا، كما أن الغارة تُظهر أهمية الحفاظ على وجود الولايات المتحدة في هذه المناطق وضرورة الإبقاء على العلاقات مع القوات العسكرية للدول المضيفة، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا".

ونبهت الصحيفة إلى أنه من الواضح أن القوات الكردية، ستواجه صعوبة في احتواء داعش من دون الولايات المتحدة التي يوجد لها نحو 900 جندي في شمال شرق سوريا، لذلك لا يزال من غير الحكمة الضغط من أجل خروج الولايات المتحدة من المنطقة، بالنظر إلى حرص التنظيم الإرهابي على إعادة بناء قدراته، ولا يزال يمثل تهديداً كبيراً للقوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها، وكذلك المدنيين.

أخطر الإرهابيين
وأشارت صحيفة "القبس" إلى أن الرئيس الأمريكي أكد أن بلاده ستواصل مطاردة الإرهابيين في العالم بعد مقتل زعيم داعش أبو إبراهيم الهاشمي القرشي الذي فجّر نفسه خلال عملية إنزال نفّذتها وحدة كوماندوز أمريكية فجر الخميس على منزل في سوريا كان يقيم فيه مع عائلته مشيراً بايدن إلى أن إنّ الولايات المتّحدة "أزالت تهديداً إرهابياً كبيراً في العالم" وما حمله بايدن من وعود بأن تظل الولايات المتحدة ملتزمة الحرب الدولية ضد الإرهاب، رغم الانسحاب من أفغانستان في أغسطس (آب)الماضي.

ولفتت الصحيفة إلى أن القرشي ومنذ تسلّمه مهامه خلفاً للبغدادي في نهاية أكتوبر(تشرين الأول) 2019، لم يظهرعلناً في أيّ من إصدارات التنظيم المتطرف ولا يُعرف الكثير عنه أو عن تنقّلاته ولم يَعنِ اسمه حينها شيئاً للكثير من الخبراء بشؤون الجماعات الجهادية. حتى أنّ بعضهم طرح إمكان أن يكون شخصية وهمية، وقال عنه مسؤول أميركي رفيع حينها إنّه "مجهول تماماً".

وبعد تقارير استخبارية كشفت اسمه الحقيقي، وهو محمّد عبد الرحمن المولى الصلبي، تبيّن أن الولايات المتحدة كانت رصدت في أغسطس(آب)2019 مكافأة مالية تصل قيمتها إلى 5 ملايين دولار مقابل أي معلومة تقودها إلى المولى، الذي كان لا يزال في حينه قيادياً في التنظيم الجهادي، لكنّه مع ذلك كان "خليفة محتملاً" للبغدادي وضاعفت المكافأة في يونيو(حزيران) 2020 الى 10 ملايين دولار، بعد أسابيع من وضعه على لائحتها السوداء "للإرهابيين الدوليين".

تشابه النهايات
 وأشارت صحيفة الشرق الأوسط إلى تشابه المسارات والنهايات بين القرشي وأبوبكر البغدادي حتى في طريقة الموت وتنفيذ العمليتين.

وذكرت الصحيفة بأن مقتل القرشي يمثل نصراً من نوع ما للرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن الذي يعاني من تراجع في شعبيته نتيجة أسباب عدة بينها الانسحاب الفوضوي للأمريكيين من أفغانستان، لكنّ "نصره" هذا لا يقارَن بنصر سلفه دونالد ترمب الذي نجح في قتل البغدادي قبل أكثر من عامين. فعلى الرغم من أن القتيلين يرأسان نفس التنظيم (داعش) فإن البغدادي ارتبط في أذهان الأمريكيين على مدى سنوات بعمليات قطع الرؤوس والتفجيرات وعمليات السبي، في حين أن القرشي، وهو أصلاً من المقلّين من الكلام، لم يسمع به ربما سوى قلة من المعنيين بشؤون هذا التنظيم.

وبينت الصحيفة أن مقتل القرشي، وقبله البغدادي، في محافظة إدلب السورية سيعني تسليط الأضواء من جديد على هذه المحافظة السورية التي يبدو أنها ما زالت تحتضن مجموعة من المتشددين سواءً من قادة داعش أو جماعات أخرى مرتبطة بتنظيم القاعدة على غرار جماعة "حراس الدين".

واللافت هنا أن الأمريكيين، رغم علاقتهم الوثيقة بتركيا، قرروا كما يبدو أن ينفّذوا هم أنفسهم عملية قتل القرشي، وقبله البغدادي، من دون الطلب من تركيا تنفيذ مهمة اعتقالهما، علماً بأن المفترض أن هذه المنطقة تقع ضمن نفوذها المباشر في شمال غرب سوريا وإذا كانت أمريكا قد استفادت من إزاحة القرشي اليوم، فإن هذه الاستفادة ستمتد، على الأرجح، إلى جماعة هيئة تحرير الشام المعادية لداعش والتي تعد إدلب معقلاً لها.