الثلاثاء 15 أبريل 2014 / 16:11

اسمع من سامي الجابر يا ميسي



لفت انتباهي بالأمس تصريح المدير الفني لنادي الهلال السعودي، أسطورة كرة القدم الآسيوية سامي الجابر، عندما قال في مؤتمر صحافي: "إذا كنت تحت ضغط الانتقادات، فيجب أن تعرف أولاً من ينتقدك".

بالتأكيد الجابر كان يتحدث عن نفسه، لأنه يعاني منذ تسلمه مهمة تدريب الهلال من انتقادات شبه يومية، لكني ومع سماع تصريحاته، تذكرت أفضل لاعب في العالم بالسنوات الأربع الأخيرة، النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي أصبح فريسة دسمة تنهشها معظم الصحف الإسبانية بشكل خاص، والأوروبية والعالمية عامةً، من خلال الانتقادات اللاذعة التي تطاله، بحجة تراجع مستواه وتهربه من مسؤولية قيادة برشلونة نحو الألقاب، كما كان يفعل في السنوات العشر الماضية.

شككوا بموهبته الاستثنائية، لأنه لم يقدم مجهوداً كبيراً في آخر مباريات فريقه، وتناسوا أنه اللاعب الوحيد، في العقدين الأخيرين، الذي وُضع عبر الصحف ذاتها على رأس الهرم الكروي فوق مارادونا، وبيلي، وكرويف، ودي ستيفانو، وغيرهم من أساطير اللعبة.

نعم تراجع مستوى ميسي، ولم يقدم في المباريات الأخيرة شيئاً يذكر، فخرج برشلونة من دوري الأبطال، وتراجع إلى المركز الثالث في الدوري الإسباني، خلف أتلتيكو المتصدر، وريال الوصيف، لكن هل يجوز أن تصل حدة الانتقادات إلى درجة التشكيك في قدرات ميسي؟ وهو من حطم ولايزال يطيح بالأرقام القياسية واحداً تلو الآخر.

أعجب من نُقاد، يعتبرون أنفسهم فطاحله في عالم الساحرة المستديرة، لا يدركون أن أفضل مراحل لاعب كرة القدم تبدأ بعمر الـ26، إذ تجمع بين الخبرة والشباب، وهو سن ميسي حالياً.. أي علمياً وبالنظر إلى نجوم العالم الحاليين والمعتزلين بشكل عام، ندرك أن مسيرة "البرغوث" ستبدأ مرحلة جديدة أفضل من سابقتها.

بالعودة إلى أساس هذه الانتقادات، نجد أن صحيفة ماركا الإسبانية، التي تعتبر نفسها الجناح الإعلامي لريال مدريد، والمتكفلة بشكل غير رسمي بالضغط على خصوم "الملكي"، هي من بدأت التغني بتدني مستوى ميسي، ووضعت مسؤولية تراجع أداء برشلونة على اللاعب نفسه، متناسية أن السمة الأساسية في طريقة لعب النادي "الكاتالوني" هي الجماعية، والفريق بأكمله مسؤول عن النتائج السلبية.

أما انتقادات جماهير برشلونة فهي غيورة على ميسي، وتريده البقاء كأفضل لاعب في العالم حالياً وعبر التاريخ.

وكما عودنا "الأعجوبة" طوال مسيرته، أن الضغط عليه لا يولد إلا مزيداً من السحر والإبداع، وهو ما نستجديه دوماً من كرة القدم، أما ماركا وأخواتها فليقلن ما شئن ولننتظر تفجر الأسطورة من جديد.