الأربعاء 7 مايو 2014 / 18:37

تأويل رؤيا عبد الفتاح السيسي




1
وقد رأى في المنام أنه يحمل سيفا مكتوبا عليه بالأحمر لا إله إلا الله.

عندما سئل في لقائه مع إبراهيم عيسى ولميس الحديدي هل سيكون لجماعة الإخوان وجود في رئاسته، رد بحسم: لا.

سأله عيسى إن كان الناخبون، وهم يدلون بأصواتهم، يعلمون أنه ينوي القضاء على جماعة الإخوان المسلمين. فقال: نعم. عبد الفتاح السيسي يؤمن أنه صاحب رسالة. وأن حربه من أجل دعوة الحق.

2
وقد رأى في المنام أن له ساعة أوميجا فيها نجمة خضراء كبيرة، وسأله الناس في الحلم عنها قال هي على اسمي.

فسر حلمه بنفسه

المواطن عبد الفتاح السيسي يرى نفسه إنسانا منضبطا، كالساعة، ،ساعة بمنبه، سيصحو مبكرا ويوقظ الناس لتعمل، "لا هينام ولا هيخليهم يناموا" ينبه الناس حال أي خروج عن الانضباط، ويرى أن دوره كرئيس يشمل "ضبط المجتمع". لأنه "قائد"

كيف؟
بأن ينضبط الناس، فعل ذلك وهو ضابط في الجيش. والمثال الذي ضربه في حديثه، من الحياة المدنية، هو إشارة المرور الحمراء. الحمراء. التي تلزم الناس بالوقوف.

نعم، ولكن كيف سيفعل ذلك؟

بالقدوة والمثل، باستخدام رسالة دور العبادة. المواطن عبد الفتاح السيسي نفسه كان في طفولته يستمع هناك إلى الشيخ "الصادق العدوي"، وهنا إلى الشيخ "محمد متولي الشعراوي". لو يستمع المجتمع إلى مثل ما استمع إليه عبد الفتاح السيسي في شبابه سيصير منضبطاً على صورة المواطن عبد الفتاح السيسي. منضبطاً، معتدلاً، دقيقاً، كالساعة الأوميجا.

حسناً.. أين السياسات؟ أين القوانين؟

طوال فترة وجود الوزير عبد الفتاح السيسي في الوزارة، ورغم إحساس الناس بأنه الرئيس الفعلي للبلاد، فإنه يقول إنه لم يكن أكثر من وزير، يجلس في مكانه، صموت بطبعه، لا يتحدث إلا وقت اللزوم. وربما أصر على موقفه في شيئين أو ثلاثة، يتذكر منهم الحد الأدنى والأقصى للأجور، والمعاشات الاجتماعية.

لكن الحد الأدنى والأقصى للأجور لا يفيد إلا فئة موظفي الدولة! الساعة الأوميجا تعمل ١٤٤٠ دقيقة في اليوم والموظف في هذه الفئة يعمل ١٩ دقيقة فقط. فهل تكافئهم وتنسى ملايين الفقراء "المستقلين" من الحرفيين والأرزقية وسائقي السيارات الأجرة، وكلها فئات تضررت بشدة خلال السنوات الثلاث الماضية أكثر مما تضرر موظفو الحكومة الذين يتقاضون مرتباتهم بغض النظر عن ما يحدث؟

المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي يرى أن هذا اعتبار "إنساني". السياسي عبد الفتاح السيسي يرى السياسات من منظور أخلاقي. صواب أخلاقياً أو خطأ أخلاقياً من وجهة نظره، لا يحدثنا عن حسابات المكاسب والخسائر وإمكانيات التحقق. من أجل "الاعتبارات الإنسانية" يتدخل، وهو وزير الدفاع، بإصرار في الملف الاقتصادي لصالح وضع حد أدنى للأجور. لا يرى في ذلك غضاضة. يؤكد مرة أخرى أن ذلك لاعتبارات إنسانية.

وهو بهذا يستبعد أن يكون السبب الحقيقي أن هذه الفئة تشمل سبعة ملايين ناخب، وعوائلهم، يحصلون على رواتبهم من السلطة القائمة، ويدينون لها بالولاء. وهم جيش التأييد الأساسي لدولة يوليو، منذ عهد جمال عبد الناصر وحتى الآن.

هل يعلق السيسي صورة عبد الناصر في بيته؟

عبد الناصر لا يحتاج إلى تعليق صورته، يقول السيسي، لأنها معلقة في كل قلب. السيسي مولود في عهد عبد الناصر. الهزيمة الفاجعة التي وصمت عبد الناصر، والتي لم تنفعه فيها شعاراته الكبيرة في غياب الكفاءة الإدارية والقتالية، هي التي حفزت الشاب عبد الفتاح السيسي للالتحاق بالكلية الحربية.

بورتريه عبد الناصر لا يحتاج إلى تعليق لأنه، حسب السيسي، معلق في القلوب. فماذا عن البورتريه الذي رسمه السيسي لنفسه، من تعلقه ومن لا تفعل؟

شعبية السيسي ليست مرتبطة برأيي، فهي تقدم إجابة قوية عن محبيه من حيث العدد. لكن السيسي، وبلغة قوية، يرى أن الإسلامجية الحاليين "أفقدوا الإسلام إنسانيته". الإسلامجية لن يعلقوا بورتريه السيسي في بيوتهم. المتطلعون إلى دولة جديدة، عصرية، دورها أن تحقق للناس منافع معيشية، وليس أن تربيهم، لن يعلقوا بورتريه السيسي. هذا بورتريه على مقاس جدران آبائهم، أبناء الحقبة الناصرية، ومناسب لألوان طلائها. هو أيضاً يشبه آباءهم، هادئا في بداية الحديث، داعياً للحوار، متحدثاً بلهجة الحكيم، متذمراً، عصبياً، حين يحدث الاختلاف.