السبت 7 يونيو 2014 / 10:24

المونديال..وفيفا- قطر



بعد أقل من أسبوع ينطلق الحدث الأهم في كرة القدم على مستوى العالم، وهو مونديال البرازيل الذي ينتظره الجميع، المتابع للرياضة وغير المتابع، ليس لشيء، إلا لأنه أيقونة الكرة على مستوى العالم والذي يتصارع فيه الكبار من أجل اللقب.

كان من الطبيعي أن نتحدث عن أسرار وخبايا البطولة وما يدور في الكواليس من أسرار وحكايات، بالإضافة إلى استعدادات البلد المضيف الذي يواجه حالياً العديد من المشكلات والمصاعب نتيجة لحجم المظاهرات التي يشهدها الشارع، احتجاجاً من الفقراء والمهمشين على حجم الإنفاق على الملاعب مقارنة بميزانيتي الصحة والتعليم في البلاد.. لكن الحقيقة أنني وجدت نفسي أمام قضيتين مهمتين، سنتناولهما تفصيلياً فيما بعد.. أولهما تأثير ما يسمى الربيع العربي على كرة القدم، أما القضية الثانية، فهي تشغل بال كل المتابعين ليس فقط على المستوى بل السياسي أيضاً، وهي الخاصة بكواليس التصويت لصالح الملف القطري لاستضافة مونديال 2022، وما يتعرض له هذا الملف حالياً من رياح عاتية.

ففي القضية الأولى، لا يختلف اثنان على تراجع شعبية كرة القدم في العالم العربي على الأقل خلال السنوات الثلاث الأخيرة بسبب ما تعيشه المنطقة من هموم وحروب وانكسارات وتقلبات، سببها الظاهري ما يطلق عليه ثورات الربيع العربي، التي انجرف خلفها البسطاء طلباً للعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، إلا إنهم أفاقوا على سرقة ثوراتهم من قبل جماعة الإخوان الإرهابية التي لا تعرف إلا الانقضاض وسرقة الأحلام وهدم الأوطان.. فوسط هذه الدوامات تقهقرت الرياضة كما توارت باقي النشاطات الفنية والثقافية، فلم يعد لكرة القدم طعم ولا لون ولا رائحة.

أما القضية الثانية والتي أصبحت المادة الخام لكثير من الصحف البريطانية والعالمية، والتي يصح أن نطلق عليها قضية "فيفا- قطر"، فلقد شغلت الرأي العام لدرجة أن هناك من يؤكد استبعاد قطر من حق الاستضافة وإسناد البطولة إلى إنجلترا أو غيرها، بسبب حجم الاتهامات الموجهة لأعضاء اللجنة الفنية المسؤولة عن الاختيار، وما يوجه لهم من اتهامات بالرشى من قبل قطريين.. ما جعل الـ"فيفا" يفتح تحقيقاً في الأمر قد يطال العديد من الشخصيات المهمة داخل الاتحاد الدولي، خاصة أن التحقيقات ستنتهي يوم 9 من الشهر الجاري.

لم تعد "فيفا- قطر"، مجرد قضية رياضية، بل تطور الأمر إلى صراع بين الساسة واستغلال كافة الأوراق للضغط من هنا وهناك، وهو ما جعل رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، يستغل وجوده في قمة مجموعة السبع في بروكسل، ويلمح إلى إمكانية استضافة بلاده لمونديال 2022 وسط تجمع كبار اقتصاديي العالم، فهل ستتحقق تلميحاته وعلى أي رأس ستنقلب نتائج تحقيقات الـ"فيفا". ويبقى السؤال الأهم، ففي حال صحّت الاتهامات الموجهة لقطر: ما هو حجم الضرر الذي ألحقته قطر - حتى لو احتفظت بحق التنظيم - بكرة القدم العربية؟ وما علاقة هذا الضرر البالغ، بالأضرار الأخرى التي تسبب بها "ربيع الإخوان"، الذي ليس دور قطر فيه خافياً على أحد أيضاً؟