الثلاثاء 5 أغسطس 2014 / 20:55

نائب أمريكي: هل تنتهي لعبة إسرائيل بالاستحواذ الكامل على غزة؟

24 - إعداد ميسون خالد

انتقد النائب الديمقراطي بمجلس النواب الأمريكي، دينيس كوتشينتش، سياسات الولايات المتحدة "المتضاربة" بخصوص العدوان الإسرائيلي على غزة، في مقال له بصحيفة "غارديان" البريطانية، اليوم الثلاثاء.

بينما يقطن حوالي 1.8 مليون غزيّ في 147 مليل مربع الآن إلا أن هذه المساحة ستتقلص إلى 82 ميلاً مربعاً بسبب الإجراءات الإسرائيلية

وأشار المقاء إلى استياء البيت الأبيض من الهجوم على مدارس الأونروا، واعتباره "غير مقبول بالمرة"، بينما وافق في الوقت نفسه على دعم مقداره 225 ميلون دولار لتمويل "القبة الحديدة" الإسرائيلية.

الجنسية: فلسطيني
ولفت كوتشينتش إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية مضت لأبعد من ذلك، حيث تمول إسرائيل بـ 3.1 مليار دولار كل عام، ما يزيد من الجهوزية العسكرية الإسرائيلية وقابليتها لضرب عدد أكبر من المدارس، وتمويل حروب أقوى تخوضها ضد أناس بريئين، ذنبهم الوحيد هو "جنسيتهم الفلسطينية".



وانتقد كوتشينتش هذا الأمر مؤكداً أنه "يجب على الأمريكيين ألا يدفعوا أموال ضرائبهم لتحصل إسرائيل على تمويل عسكري! على الغرب التوقف عن رفض التحقيقات الجدية حول التناقضات الأخلاقية لإسرائيل، أو السماح لها بالاستفادة من أي شيء، في ظل الأزمة الحالية في غزة".

وأكد كوتينتش أن القضية الأساسية هي "انتزاع الأرض"، حيث قلصت الحرب على غزة مساحة الأرض المأهولة بالفلسطينيين بنسبة 44%، عبر أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بإنشاء "منطقة عازلة" تمتد على مسافة 3 كيلومترات(1.8 ميل)، بحيث لا يمكن للفلسطينيين الذهاب إليها.



وبحسب السياسي الأمريكي، فإن لهذا الأمر تأثيراً بالغاً، حيث يجب على أكثر من 250 ألف فلسطيني مغادرة منازلهم في هذه المنطقة، أو أن يتعرضوا لقصف القنابل، وبينما يقطن حوالي 1.8 مليون غزيّ في 147 مليل مربع الآن، إلا أن هذه المساحة ستتقلص إلى 82 ميلاً مربعاً بسبب الإجراءات الإسرائيلية.

نهاية جديدة للعالم
يواجه الفلسطينيون، إذاً، "نهاية للعالم مكتوبة برصاص الجيش الإسرائيلي"، حيث يجري تدمير أكثر من 130 مدرسة إلى جانب أسواق وأنظمة مائية وأنظمة مجاري، الأمر الذي يترك السكان بلا ماء أو غذاء أو كساء أو رعاية طبية.



ونظراً لتقلص المساحة المسموح للغزيين بالعيش فيها، علينا أن نسأل، بحسب كوتشينتش: "ما هي نهاية اللعبة؟"، فقبل 3 أسابيع فقط، طالب نائب رئيس الكنيست، موشي فيغلين، بأن "تصبح غزة جزءاً من دولة إسرائيل، وأن يسكنها اليهود"، زاعماً أن هذا الأمر "سيخدم المشكلة السكانية في إسرائيل أيضاً".

ويتساءل كوتشينتش متهكماً: "لدى إسرائيل مشكلة سكانية؟ بعد إخلاء "المنطقة العازلة" الذي تعتزم إسرائيل إجراءه، سيكون هناك حوالي 21951 فلسطينياً في الميل المربع الواحد في غزة، بينما تصل الكثافة السكانية لإسرائيل لـ 964 شخص في الميل المربع الواحد فقط".

نهاية اللعبة
ويريد فيغلن أن يخسر الفلسطينيون في غزة أرضهم كلها، ونظراً لفقد غزة 44% من أرضها الآن أصلاً، ربما آن الأوان لأن نسأل: "هل إنشاء منطقة تمتد لـ 3 كيلومترات يكشف عن خطة أكبر؟ هل هذه هي نهاية اللعبة؟"، بحسب النائب الأمريكي.

عندما يصبح العالم مذعوراً بسبب ذبح سكان غزة، سيصبح الغرب معتاداً على هذا العنف، منوماً مغناطيسياً من قبل وسائل الإعلام بالإيقاع المتواصل للأجساد الميتة، ويتحول غير المحتمل في البداية إلى "أمر طبيعي"، ما سيجعل منه أخباراً قديمة، وعندها سيكون الوقت مثالياً لترك الكيلومترات الثلاث التي أعدتها إسرائيل في مكانها! لأغراض أمنية طبعاً، ومن ثم المضي قدماً لاقتراح أن يرحل الفلسطينيون المتبقون في الـ 56% من غزة، ببساطة، وفقاً لكوتشينتش.



ويؤكد النائب الأمريكي: "أفترض أن الجيش الإسرائيلي يعمل، مع المداولة، بناءً على أوامر من حكومة نتنياهو، وأعتقد أن النقل القسري غير العادي وغير القانوني لأكثر من 250 ألف فلسطيني من 44% من الأراضي في غزة هو جريمة ضد الإنسانية تحت ستار إقامة "منطقة عازلة" لأغراض أمنية".

سرقة أرض
ويشدد كوتشينتش: "فلننظر في خرائط المنطقة من كتاب للتاريخ الحديث، فلننظر في التآكل المستمر للأراضي الفلسطينية والاستيلاء على الأراضي من قبل إسرائيل، وسنفهم أن الهجوم الحالي على غزة ليس فقط عن حماس، إنه خلاف حول الأرض.. ليس الأمر فقط حول صواريخ حماس، إنه حول الأرض... الأمر ليس فقط بخصوص أنفاق حماس، بل هو حول الأرض.. ليس الصراع بسبب عمليات الاختطاف، بل هو بخصوص الأرض.. وليس بالتأكيد بخصوص حل مشكلة سكنية في إسرائيل!"



الأمر كله يتمثل في "انتشال" الأرض من الفلسطينيين في غزة، والموارد الطبيعية التي تأتي مع هذه الأرض، عند غزو الجيش الإسرائيلي لغزة.

الحق الفلسطيني
ومع ذلك، يعتبر كوتشينتش أن "هجوم حماس على إسرائيل غير مشروع وتجب إدانته، وأن يحاكم الذين نفذوا الهجمات، باسم القانون، ويجب أن تدان كل السياسات والممارسات التي ترفض الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، فلها الحق في الوجود".

ويستطرد "لكن حق إسرائيل في الوجود يضعف عندما تقرر هي أنه ليس للفلسطينيين أي حق في الوجود على أرضهم".



ويختتم النائب الأمريكي مقاله بقوله: "حان الوقت بالنسبة لنا (أي الغرب) لوقف دفع ثمن الاستحقاق الإسرائيلي المدمر المشكوك فيه، وحان الوقت لأن تناقش "متلازمة الإيمان بالذات" التي يعاني منها قادة إسرائيل، في المحكمة الجنائية الدولية، بشأن الاعتداءات على غزة – وخصوصاً منطقتهم الجديدة العازلة ذات الثلاث كيلومترات".