الأربعاء 20 أغسطس 2014 / 15:24

سميح القاسم: أيقونة الإبداع والمقاومة

24- إعداد: نيفين الحديدي

رحل شاعر فلسطين الكبير سميح القاسم، ليترك في قلوب محبيه من أنحاء العالم العربي غصة كبيرة، ولتفقد القضية الفلسطينية توأمها الثاني، الذي طالما وهبها شعره وأدبه، مع رفيقه محمود درويش.

وبعد صراع مرير مع مرض السرطان، امتد لثلاث سنوات، توفي شاعر الثورة والمقاومة سميح القاسم، عن عمر يناهز 75 عاماً، في مستشفى صفد، حيث تدهورت حالته الصحية في الأيام الأخيرة.

ولد سميح القاسم في 11 مايو (أيار) 1939 في بلدة الرامة شمال فلسطين، ودرس في مدارس الرامة والناصرة، واعتقل عدة مرات، وفرضت السلطات الإسرائيلية عليه الإقامة الجبرية بسبب أشعاره ومواقفه السياسية، وقاوم التجنيد الذي فرضته إسرائيل على الطائفة الدرزية التي ينتمي إليها.

وبرحيل القاسم خسر الفلسطينيون والعرب شاعراً آخر بعد محمود درويش، كان يحمل لواء القضية الفلسطينية، فالشاعران من مؤسسي أدب المقاومة، وتوأم مسيرة حافلة في النضال والإبداع والحياة.

ويحفظ السجل الأدبي لسميح القاسم الكثير من الإبداعات التي أثرت الساحة العربية، منها قصيدته التي غناها مرسيل خليفة، ويغنيها كل أطفال فلسطين "منتصب القامة أمشي، مرفوع الهامة أمشي، في كفي قصفة زيتون، وعلى كتفي نعشي، وأنا أمشي وأنا أمشي".

وتنوعت أعماله، وهو الأب لأربعة أولاد هم وطن ووضاح وعمر وياسر، بين الشعر والنثر والمسرحية، ووصلت لأكثر من سبعين عملاً، واشتهر أيضاً بكتابته المشتركة مع الشاعر محمود درويش، مثل "كتابات شطري البرتقالة".

وحظي القاسم بتقدير المثقفين في العالم العربي وخارجه، ونال كثيراً من الجوائز من إسبانيا وفرنسا وفلسطين، وكان آخر تكريم له حصوله عام 2006 على جائزة نجيب محفوظ، التي يمنحها الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.

إذاً رحل صاحب "مرفوع القامة أمشي" في هذه الأيام المريرة التي تعيشها غزة، بينما يتردد صدى كلماته عبر القنوات الفلسطينية والعربية اليوم "تقدموا، تقدموا براجمات حقدكم وناقلات جندكم فكل سماء فوقكم جهنم، وكل أرض تحتكم جهنم".