الثلاثاء 2 سبتمبر 2014 / 16:01

يا تلاميذ غزة لكم تنينكم ولنا تنين




أطفال غزة لا ينتظرون منكم شيئاً، يقولون انتهت الحفلة، ربما اكتفيتم من غسل عيونكم دمعاً بعد عصرها تأثراً علينا، يقولون لديكم الآن قصص أخرى تنشغلون بها، ربما انتهت زوبعة الفنجان، وخبت عاصفة الصيف الترابية بسرعة، يقولون اذهبوا واتركونا، لا ننتظر منكم شيئاً، سنعود للمدرسة، اذهبوا أنتم وحاولوا أن تتعلموا شيئاً ما.

قال نزار قباني: يا تلاميذ غزة علمونا بعض ما عندكم فنحن نسينا، علمونا بأن نكون رجالاً فلدينا الرجال صاروا عجيناً، علموناً كيف الحجارة تغدو بين أيدي الأطفال ماساً ثميناً.

ويقول تلاميذ غزة بلا مبالاة، نحن لا نعيركم اهتماماً، لا إعلامكم يعنينا، ولا كلماتكم تغنينا، لا نسألكم شيئاً.

يعرف تلاميذ غزة أننا هربنا من خدمة الجيش منذ زمن طويل، ودعوناهم في ضربة من شيطان الشعر أن يأتوا بحبالهم ويشنقونا، لكن ما إن عدنا لرشدنا العربي، حتى ربطناهم بحبالنا وتركناهم في غابة الذئب ليلاً، قرباناً على مذبح الذعر خوفاً على أنفسنا، وظننا أننا سننجو.

حينها لم يستطع صغار غزة أن يقاتلوا التنين، حاولوا لكن الحبال تشدهم للأرض حيث تركناهم، وربضنا بعيداً تحت صخرة في وادٍ قريب نسترق السمع بينما نشيب كمن عاش ألف قرن، ثم خرجنا لنبتعد أكثر نزرع القات السياسي ونأكله بين مقابر الأحلام وسجون التخلف.

يا تلاميذ غزة اكتشفنا أنكم ربما قطعتم الحبال بسحر ما، وقمتم وحدكم تقاتلون التنين، بلا حتى سيوف ولا منجنيق ولا سهام، بينما نتمترس نحن اليوم تحت بقايا عصورنا المظلمة نحمي أنفسنا من تنين آخر صنعناه بأنفسنا، فيا ترى هل ستغسلوننا من قبحنا؟

يا تلاميذ غزة وداعاً، لكم تنينكم ولنا تنين.