السبت 12 نوفمبر 2016 / 23:17

بالفيديو| فاطمة المزروعي: الجماعات المتطرفة ظهرت من جلباب "القاعدة"

قالت الباحثة والقاصّة الإماراتية، فاطمة المزروعي، إن "الجماعات المتطرفة من داعش وغيرها، برزت كلّها من جلباب تنظيم القاعدة"، مؤكدة أن معظم الدول العربية، وخاصةً دول الخليج، بدأت تعيد النظر في المناهج الدراسية، في الإشارة إلى دورها في التصدي للفكر المتطرف.

الآخر مفهوم نسبي وهو وسيلة للتفاعل ومجتمع الإمارات خير مثال للانفتاح للتسامح لتقبل الآخر

وأكدت فاطمة المزروعي خلال لقاء في برنامج "روافد" على قناة العربية أن "معظم الدول العربية، وخاصةً دول الخليج، بدأت منذ عشر سنوات تعيد النظر في المناهج الدراسية، وتنظر إلى المدرّسين وما يحملونه من أفكار".

وعن ثورات الربيع العربي قالت المزروعي إن "الشعوب العربية كانت مندفعة بآمال وطموحات ولكن للأسف أصبحت بلاءً، باستثناء تونس التي بقيت مستقرة، ومحافظة على وحدتها الوطنية"، مضيفة أن "ثورة تونس تسمى ثورة الياسمين لمشاركة المرأة فيها، النساء في تونس مثقفات مطلعات، وهذا ليس غريباً، لأن المرأة التونسية منذ فترة طويلة، ضالعة بالعمل جنباً إلى جنب مع الرجل، ودورها مشهود ومعروف".

واعتبرت فاطمة المزروعي أن "المرأة كانت عاملاً من عوامل نزع فتيل العنف في تونس التي لم تشهد ما شهدته غيرها من الدول العربية الأخرى من عنف وتطرف". وما يشغل فاطمة هو دور المرأة المرتجى والمعول عليه في الحد من دورات العنف والتطرف، لإيمانها أن المرأة هي الأكثر قدرة على القيام بعبء هذه المهمة، باعتبارها "سيدة البيت أماً ومربية"، وهو ما ركزت عليه في الكثير من مقالاتها وأبحاثها.

وأضافت أن "المتطرفين يعودون إلى الكتب القديمة والآراء المتطرفة المتشددة"، مشيرةً إلى أن الكثير من النصوص في التراث العربي تحتاج إلى إعادة نظر وتمحيص ونقد، كما أن المتطرفين يستغلون بعض القضايا السياسية في الشرق الأوسط، مثل قضية فلسطين، إذ أنهم يهدفون إلى الزعامة والوصول إلى سدة الحكم والسلطة.

وقالت إن "الجماعات المتطرفة تلعب على وتر العواطف، وتحاول الوصول إلى الناس من خلال العواطف، وهذا أيضاً يشير إلى نقص في تربية الإنسان، وهنا لا بد أن تمنح الأم والأسرة والتعليم، الحصانة للطفل، وذلك من خلال، تنمية التفكير النقدي لديه، حتى لا يستجيب لأي شخص ويتبع أفكاره".

وأكدت فاطمة المزروعي أن "دور الأم محوري ليس للأسرة فقط وإنما للوطن، قائلة "عندما تخبر الأم طفلها المسلم أن المسيحي هو أخ لك، أو أي شخص من عرق مختلف، لما رفع هذا الطفل السلاح في وجه الآخر". وأضافت "المرأة هي الربيع والجمال والسلام والأمان، تستطيع أن تنزع فتيل العنف والتطرف، من خلال التربية، لأن الأم تحتك بأبنائها بشكل يومي".

وتحدثت فاطمة المزروعي عن تجربتها بقولها: "كثير من الآمال التي رافقتني وأنا صغيرة تحققت، الكتابة وخدمة الوطن، كنت دائماً أريد أن أكتب عن الإمارات، كنت أكتب دائماً أبحاثاً أكاديمية وغيرها، لكني لم أكن مستعجلة في الكتابة عن الإمارات، إلى أن تم تكليفي من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بالكتابة عن الشيخ زايد، وكان أجمل تكليف في حياتي".

وبشأن الحضور المختلف للمرأة على المستوى السياسي الاجتماعي والثقافي في الإمارات، قالت المزروعي "إذا تحدثنا عن المرأة في الإمارات لا بد أن نعود إلى ما قبل الاتحاد، فهي فترة مهمة جداً، المرأة كانت معلمة وتقوم بأعمال يدوية، وكثير من النساء كن يحفرن الآبار، المرأة كانت مسؤولة عن البيت والأسرة، المرأة لها تاريخ مهم قبل الاتحاد لا يمكن إغفاله، أما بعد الاتحاد فلا ننسى دور الشيخ الراحل، زايد بن سلطان آل نهيان، فكان هو المشجع والمحفز للمرأة على التعليم، إضافةً إلى دور الشيخة فاطمة بنت مبارك، في توعية النساء".

وأضافت فاطمة المزروعي "في المجتمع الإماراتي لدينا عدد كبير من القياديات، وكثير من المناصب تشغلها المرأة، أيضاً القرارات الحكومية الهامة، مثل برنامج التمكين للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، من 2007 إلى 2016، كان للمرأة وجود وتمثيل في كل اللجان والبرلمانات، وفي مناقشة القوانين معظم نساء العالم بارزات، ومنهن المرأة الإماراتية، ولكن في الجانب الرقابي ومحاسبة المسؤولين ومساءلة الوزراء، معظم دول العالم للمرأة دور أقل بهذه الجوانب، خلافاً للإمارات".

وكتبت فاطمة المزروعي في بداياتها القصة والمقالة، ثم اتجهت إلى الأبحاث الأكاديمية والدراسات وتناولت موضوعات نادراً ما يتوجه إليها النسوة، لصعوبتها البحثية، ومن هذه الأبحاث صورة الآخر وتماثلاته ما قبل الإسلام، والمنافرات التي كانت تقام بين القبائل.

وعن مفهومها للآخر، قالت الباحثة والقاصة فاطمة المزروعي: "الآخر مفهوم نسبي، وهو وسيلة للتفاعل، ومجتمع الإمارات خير مثال للانفتاح للتسامح لتقبل الآخر، انا ضد أن يقول أي إنسان هذا عربي وغير عربي، هذا مسلم وغير مسلم، لأن هذا في البد الواحد ستسبب فتنة وتنزع الوحدة الوطنية".

كما أشارت الباحثة والقاصّة الإماراتية الدكتورة فاطمة المزروعي إلى أن "أكثر شيء أثّر في حياتها هو وجود مكتبة في البيت، ما جعلها تقضي طفولتها ومراهقتها وهي تقرأ". وأشارت إلى أنها تحب التراث الشعبي لجميع دول العالم، ولا سيما دول الخليج والدول العربية، فقد كتبت مقالة باسم: "العجوز والبرد" تظهر فيه تقارب التراث الشعبي بين الإمارات والخليج العربي وبلاد الشام والتراث القديم.

وبشأن الكتابة للطفل، قالت المزروعي إن الكتابة للطفل تحتاج إلى القدرة على إحداث المتعة والدهشة للطفل، وبعيدة عن الوعظ وفي داخل كل إنسان طفل هو الذي يتحكم، بعض الناس يهملون هذا الطفل داخلهم، كاتب الأطفال يلعب لعبة ماكرة عندما يبدأ بالكتابة، نحن لا نكتب للأطفال، ولكن نكتب كأطفال، الطفل هذا يغافلنا ويلعب معنا، الكاتب يأخذ وستفيد من طفولته من طفولة أبنائه وأحفاده.

وفاطمة سلطان المزروعي كاتبة قصص قصيرة وباحثة إمارتية، وُلدت في أبو ظبي في 6 يونيو 1978 بدأت الكتابة في عمر السابعة عشر. حصلت على الليسانس في التاريخ والآثار من جامعة الإمارات عام 2004، تخصص علوم سياسية. تكتب في مجالات الشعر والقصة والرواية والمسرح والسيناريو والمقالة.

نوّعت في مجال الكتابة ما بين القصة والرواية والبحث والتوثيق، ومن بين تلك الدراسات تمثيلات الآخر ما قبل الإسلام، والمنافرات بين القبائل، وفي مجال البحث حققت كتاب الأغاني الشعبية والحكايات، بالإضافة إلى العديد من القصص المختصة بعالم الأطفال.