الثلاثاء 24 يونيو 2014 / 23:27
شيء يدعو للأسى والاشمئزاز والاستغراب بل والفزع أن يطلب أحد المتطرفين من "شيخ" أن يبيح له اللواط مع زميله في مجموعة إرهابية حتى يوسع له دبره فيكون قادراً على حمل "كبسولات مفخخة" أو "قنابل" تتيح له أن يفجر نفسه بسهولة في وجه من يعتقد أنهم كفار أو أغيار أو معتدين.
هذا ليس كذباً ولا اقتراء إنما تعليق على فيديو عرضته قناة "الشاهد" الكويتية ضمن برنامج "وجهاً لوجه" الذي يقدمه الإعلامي المتميز محمد الملا، الذي لم يتمالك نفسه من الفزع والقرف، فعبر بكل ملامح وجهه عن شعوره هذا، الذي ينتاب كل من يرى تلك المقطوعة المصورة التي تقطر بالإغراق في الخبل والجنون، ولم يجد وصفاً لهذا الأمر سوى أنه يسميه "شر الفتن".
السائل متطرف مجهول والمجيب شخص تصدر للإفتاء في زمن الضياع والجهل، يطلب الأول هاتفياً من الثاني أن يفتيه في هذا، ويقول له إنه سأل "شيخاً" يدعى "أبو الدماء القصاب" في شأن إباحة اللواط مع إرهابي مثله ليتمكنا من القتل في سهولة ويسر، وأن الشيخ أباح له هذا.
ويقول له من يزعم أنه شيخ أو مفتي: "الأصل أن اللواط محرم في الإسلام ولا يجوز، غير أن الجهاد أولى، فهو سنام الإسلام، وليس هناك أوجب من الجهاد عليك، وعليك أن يلاط بك".
لم تشأ القناة أن تصمت حيال ما عرضته، بل عبرت عن موقفها خير تعبير باستعارة مقاطع من برنامج أسباني عن أشهر الضحكات في العالم، ظهر فيها شخص مسن ذو أسنان مثرمة يضحك ضحكات غريبة، وكأنه يستنهض كل ما أوتي من قوة على السخرية في سبيل التعليق على هذا الفيديو الشائن المستهجن.
هاهي المساخر تستمر، فبعد "جهاد النكاح" في سوريا الذي ساق فتيات عذراوات أو غير أبكار، شريفات أو داعرات محترفات، ليذهبن إلى ساحة القتال كي يسرين عن مقاتلي "النصرة" و"داعش" ومن لف لفهم، ها نحن نرى طوراً أبعد من الاستخفاف بالدين والشرع والأخلاق والعادات والتقاليد والحس الإنساني، وهي مسألة بلغت حداً أن أدانها الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في معرض تعليقه على ظاهرة سفر فتيات من بلاده ينتمين إلى "السلفية الجهادية" للقيام بتلك المهمة القذرة.
وقبل هذا كان كلام قد ثار على أن المقاتلين في سوريا والعراق يبيحون لأنفسهم اللواط مع بعضهم البعض ليقضوا وطرهم، بهذه الطريقة التي لا يقرها نقل ولا عقل، وانبرى منهم من ينفي هذا ويعزوه إلى الدعاية المضادة التي يقوم بها نظام بشار الأسد وإعلامه، أو تلك الافتراءات التي يسوقها كل من يرفضون الجهاد وينبذونه، أو الادعاءات التي يطلقها من يحللون "زواج المتعة". لكن هذا الفيديو يفضح كل شيء، وحتى يكون كلامي هنا موثقا فها هو الرابط.
لم نسمع في تاريخ المسلمين الأوائل، ولا في عصر الأمويين والعباسيين، الذي استمرت فيه الفتوحات واتسعت في مشارق الأرض ومغاربها، أن أحداً من المقاتلين أو المحاربين أو المجاهدين أو المرابطين فكر في هذا، وكل ما ورد أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه طلب من قادة الجيش في إحدى المعارك وبعد النصر المظفر أن يسمحوا لنصف المقاتلين بأن يعودوا إلى دورهم ليستأنسوا بنسائهم في الحلال.
أما إرهابيو هذا الزمن، الذين يسيطر عليهم تفكير النصف السفلي، فبعد فتاوى قديمة عن تحريم أكل الباذنجان والخيار والكوسة، لأنها تشبه العضو الذكري للرجل، وتحريم جلوس النساء على المقاعد حتى لا يثار من يجلس مكانهن بسخونة أجسادهن، ها هم يأتون بالعجب العجاب عن "جهاد الدبر"، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.