الثلاثاء 5 يوليو 2016 / 09:40

آمال السلام المبدّدة

صادق ناشر- الخليج

تراجعت الآمال في اليمن لجهة انتهاء الحرب بعدما أخفق المتحاورون بالكويت في التوصل إلى صيغة لإنهاء الحرب العبثية الدائرة منذ نحو عامين ، بخاصة منذ سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء في الحادي والعشرين من سبتمبر(أيلول) من العام 2014، ورفضها القبول بتسوية أممية مسنودة بإرادة شعبية بإنهاء انقلابها، حيث وجدت دعماً ومساندة له من قبل أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
الحوارات في الكويت كان مصيرها مثل مصير حوارات سابقة، بخاصة في سويسرا خلال الأشهر القليلة الماضية، وهي حوارات شابتها إخفاقات بسبب إصرار الحوثيين وأنصار صالح على تضمينها إقراراً حكومياً بالانقلاب والاعتراف بالأمر الواقع.

تزامن تعثر مفاوضات الكويت وانتهاؤها من دون نتائج إيجابية، مع اندلاع معارك شرسة ودامية تدور منذ أكثر من أسبوعين بشكل متواصل في كل من منطقة نهم، شرقي العاصمة صنعاء، والجوف ومأرب والبيضاء، إضافة إلى تعز، التي تصر جماعة الحوثي وأنصار صالح على عدم تقديم أية تنازلات لإقرار هدنة فيها جرى الاتفاق عليها بين الجانبين برعاية أممية.

وعلى الرغم من أن موعداً جديداً لاستئناف المفاوضات حدد له في الخامس عشر من شهر يوليو (تموز) الجاري، إلا أن الآمال التي كان يعلّق عليها اليمنيون في اتفاق الأطراف في إنهاء الحرب، تلاشت مع استمرار المعارك واشتدادها في كل مكان، بعدما كانت قد بدأت تتوقف في بعض الجبهات، باستثناء تعز التي استمر فيها القتال منذ أن تم الاتفاق على هدنة أعلن عنها في العاشر من إبريل ( نيسان) الماضي، أي قبل انطلاق جولة الكويت في الحادي والعشرين من الشهر نفسه.

ربما يكون الإنجاز الوحيد في الكويت هو الاتفاق على نقل لجان التهدئة العسكرية إلى منطقة ظهران الجنوب في السعودية لتفعيل آلية المراقبة للجان المشرفة على تطبيق آلية وقف إطلاق النار، ولهذا الغرض تواجد الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام في السعودية، في ثالث زيارة له إلى المملكة لوضع الاتفاق موضع التنفيذ.

الإخفاق في تحقيق تقدم في الحوارات السياسية دليل على أن أطراف الحرب لا تزال تعتقد أن الحل العسكري هو الخيار الأخير للمشاريع السياسية المطروحة، وما يساعد في ذلك أن صوت المجتمع الدولي بدأ يخفت قليلاً، ويخشى معه أن يتم ترك اليمنيين ليحلّوا مشاكلهم بأنفسهم، ما يعني دخول البلاد في مرحلة تشبه النموذج الصومالي، وهو حل أفشل الدولة وخلق أمراء حروب عاثوا في البلاد فساداً، كما هو حاصل حالياً، حيث لم ينتج عن استمرار الحروب سوى فساد صار يمارس جهاراً نهاراً بسبب غياب الدولة، نتيجة بروز أمراء حرب يدّعون مقاومة العدوان، فيما هم في الحقيقة يمارسون كل أنواع الفساد في بلد أنهكته الحروب الداخلية والخارجية، وصار اقتصاده يلفظ أنفاسه الأخيرة، وتحوّلت الدولة القائمة إلى مجرد واجهة ممزقة تنهي آمال اليمنيين في استعادة دولتهم المفقودة.