الإثنين 13 مايو 2019 / 12:43

شواهد عن التسامح ... احترام الاختلاف يحقق مصالح الشعوب

بالتعاون مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الإماراتية، يستعرض موقع 24 على مدار شهر رمضان المبارك شواهد عن التسامح في الدين الإسلامي، عبر تسليط الضوء على مواقف من دين اليسر والمحبة تجسد قبول الآخر واحترامه، والمساواة بين الجميع، ونشر الوئام والسلام لمحاربة الكراهية والتطرف وازدراء الأديان.

وتتضمن الحلقات مواقف تزخر بالتسامح والمحبة والتعايش بين مختلف الأديان والمشارب والمذاهب، مستمدة من القرآن الكريم والسنة، وكيف جسدت الإمارات هذه القيم واقعاً حقيقياً بتكريس التسامح نهج حياة على أرضها وبين جميع قاطنيها لأن المحبة والتعايش واحترام الآخر هي صمام أمان لحماية الأوطان.

إن روعة الدين الإسلامي أنه دين جاء بالحنيفية السمحة، يجمع ولا يفرق، يؤلف ولا يشتت، ومن هذا المنطلق يحترم الإسلام الاختلاف والتنوع عند بني البشر، لأن الاختلاف سنة ربانية ماضية لا قبل لأحد في إزالتها، بل إن الله سبحانه يخبرنا أن هذا الاختلاف آية من آياته ونعمة تعود بالخير على الناس.

ونظرة الإسلام إلى الاختلاف نظرة إيجابية، وهي تدخل في إطار التعاون المثمر للوصول إلى تحقيق مصالح العباد، فليس في تعاليم الإسلام مفهوم الاستحواذ وإلغاء الغير، ولم يكن هذا الأمر وارداً في منهج الإسلام، ولا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي التي تعتبر ترجمة للإسلام العملي.

تعارف الشعوب
وإن المتصفح لكلام الله سبحانه يجد الدعوة إلى التعارف بين الشعوب مهما تنوعت مشاربهم وألوانهم، وليس أدل على ذلك من موقف النبي من حلف الفضول، وهو حلف قام به أناس مشركون، قد شارك فيه النبي لأنه حلف للخير، بل إنه قال: "لو دعيت إليه في الإسلام لأجبت".

والمتأمل في قوله تعالى "شعوباً وقبائل"، يجد هذه الدعوة للتعارف لا يشترط أن تقوم على أساس توافق الشعوب في المعتقد أو العرق أو الأصل، بل إنها تقوم على أساس التكامل وتبادل المنافع.

حقيقة الإسلام
ولقد أقام النبي صلى الله عليه وسلم علاقات داخل وخارج جزيرة العرب مفتتحاً عهداً جديداً من العلاقات الدولية، ومؤسساً للتفاهم بين الشعوب بما يعود عليها بالخير والمنفعة، ودليل ذلك ما قام به من معاهدة بعض القبائل في شمال جزيرة العرب عند عودته من تبوك، وكذلك في صلح الحديبية الذي أنهى حقبة من الصراع، ومهد لتفاهم وتواؤم بينه وبين أعدائه الذين تحولوا فيما بعد الى أحباب بسبب إقامته للإسلام عملاً وفعلاً وحقيقة وخلقاً.

مهمة المسلم
ومن خلال هذه الحقائق فإن المسلم مطالب بأن يكون صلة وصل بين الناس سواء أكانوا من أبناء دينه أم من غيرهم، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا إذا كان قدوة في أخلاقه وتعاملاته، وفهمه الصحيح لدينه، ولابد أن يكون مسلماً حقيقياً يعيش الإسلام عملاً وممارسة يومية، وهو بذلك يحقق هدفاً سامياً، ويوصل رسالة ناصعة عن دينه وعقيدته، ويصحح بعض المفاهيم الخاطئة والتصورات المسبقة عن الإسلام، لأن المسلك القويم والالتزام بالقيم أعظم سبيل للتعريف بالدين الحنيف.

بصمات الإمارات
يذكر في هذا الصدد ما قامت به دولة الإمارات من دور رائد في مجال التواصل مع الآخر، وإقامة العلاقات المتميزة مع كل شعوب الأرض.

واستطاعت الإمارات استيعاب أكثر من مائتي جنسية على ترابها، ما جعلها جديرة ومؤهلة لأن تحمل راية التآلف والتآخي الانساني، وكان من ثمار ذلك التوجه عدم وجود أرض في هذه المعمورة إلا وللإمارات فيها بصمة خير وأثر طيب.