الثلاثاء 18 نوفمبر 2014 / 21:05

مجلة أمريكية تحذر من رضوخ البيت الأبيض لابتزازات إيران

24- إعداد: فاطمة غنيم

نشرت مجلة "ويكلي ستاندرد" الأمريكية مقالاً لأحد كبار محرريها الصحافي لي سميث، أعرب فيه عن قلقه العميق إزاء عدم وضوح رؤية البيت الأبيض من إبرام اتفاق نهائي مع إيران حول برنامجها النووي، مع اقتراب الموعد النهائي لما يُعرف باسم "خطة العمل المشتركة" في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، في ظل عدم تغطية قضايا رئيسية مثل عدد أجهزة الطرد المركزي التي تستطيع إيران الاحتفاظ بها.

وأكد الكاتب أن صلب الموضوع، سواء تم التوصل لاتفاق نهائي في نهاية الشهر من عدمه، يتعلق بخضوع البيت الأبيض لابتزازات إيران، ليس على صعيد المفاوضات النووية فحسب، وإنما على صعيد سياستها الإقليمية الأوسع نطاقاً أيضاً.

ضربات انتقامية
واستدعى الكاتب إعلان أوباما في بداية رئاسته بأن الخيار العسكري ما زال مطروحاً على الطاولة إذا فشلت الخيارات الأخرى في منع إيران من بناء قنبلة نووية.

ولكن خشية مسؤولي البيت الأبيض آنذاك من احتمال تعرض المصالح الأمريكية في المنطقة لضربات انتقامية إيرانية، وخاصة في العراق وأفغانستان، جعلت أوباما يتنازل عن النفوذ الأمريكي في مفاوضاته مع إيران مقابل عدم الحصول على شيء.

وقال الكاتب إن أوباما تنازل عن أقوى أداة ضغط على إيران بموافقته في العام الماضي في جنيف على تخفيف العقوبات بينما كان الاقتصاد الإيراني في حالة ركود حاد، وبلغ معدل التضخم بشكل رسمي 40%، وبشكل غير رسمي فوق 80%.

وأضاف الكاتب أن الاتفاق المؤقت اعترف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم بينما تجاهل برنامج الصواريخ البالستية الإيرانية، وهي آلية متقدمة لتوصيل القنبلة، على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي (1929) فضلاً عن عدة تشريعات بالكونغرس تطالب ايران بوقف مثل هذه الأنشطة.

كما سمح الاتفاق المؤقت لإيران بمواصلة بناء منشأة في أراك تضم مفاعلات تعمل بالماء الثقيل لإنتاج البلوتونيوم، وبينما سعى الاتفاق للحد من أنشطة البحث والتطوير المتعلقة بأجهزة الطرد المركزي المتقدمة، استغلت طهران تلك النقطة في بناء 5000 جهاز طرد مركزي متقدم.

خداع الإدارة الأمريكية 
وأوضح الكاتب أن إيران تواصل خداعها في الوقت الذي تواصل فيه الإدارة الأمريكية مساعدتها، ويضرب مثلاً صارخاً على ذلك بمقاومتها المستمرة لدخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أراضيها ومنعهم من تقدير الوضع الكامل لبرنامجها، وهو الشيء الذي يثير التساؤل بأنها إذا كانت تفعل ذلك الآن، فماذا بعد توقيع اتفاق نهائي، وأي آلية ممكن تضمن مراقبة إيران للحفاظ على تعهداتها في مثل هذا الاتفاق.

ورأى الكاتب أن برنامج إيران النووي ما هو إلا مجرد جزء من مشروع إقليمي توسعي يتفاخر الآن بالسيطرة على 4 عواصم عربية هي بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء.

وأذعنت الإدارة الأمريكية لطموحات إيران في جميع أنحاء المنطقة من خلال التنسيق السياسي مع عملاء إيران في لبنان والعراق، والتخلي عن فرص إسقاط الحليف الإيراني بشار الأسد وغيرها.

دعم العملاء
وتوقع الكاتب أن يتوصل البيت الأبيض إلى اتفاق مع إيران، فكل المؤشرات تدل على أن أوباما يريد التوصل إلى أي اتفاق لأنه يرمي، كما أوضح في عدة مقابلات شخصية، إلى إحداث توازن جيوسياسي جديد بين حلفاء الولايات المتحدة التقليديين، مثل إسرائيل والمملكة العربية السعودية، ضد عدو لهم في طهران منذ أجل بعيد.

وأقر الكاتب بصعوبة الوصول إلى ما يدور في البيت الأبيض حول سياسته تجاه إيران، إذ أن جزءاً من هذه السياسة يتم في الخفاء، وسخر الكاتب من أوباما ورسالته السرية التي بعث بها إلى خامنئي المرشد الأعلى لإيران يحثّه فيها على التوقيع على اتفاق نهائي نظير التعاون ضد تنظيم داعش المتطرف، قائلاً إن الرئيس الأمريكي يتصور نفسه المرشد الأعلى الذي يستطيع الالتفاف على ممثلي الشعب الأمريكي.

وأعرب الكاتب عن تفاؤله بسبب إدراك الكونغرس لحجم المخاطر المعنية، حيث تريد أغلبية الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ الإشراف على أي اتفاق مع إيران، وربما ينضم إليهم ديمقراطيون لمزيد من الضغط على البيت الأبيض.

وحذر الكاتب من الاستجابة لدعوات البيت الأبيض لمنتقديه بالصبر حتى يرون بنود الاتفاق النهائي، لأن سياسته الخارجية أسست بالفعل لنمط واضح للرضوخ لإيران حول الملف النووي وغيرها، ولذا ليس هناك أي حاجة للانتظار.