السبت 7 فبراير 2015 / 19:41

من فنون مجنون ليلى: يقولون ليلى في العراق مريضةٌ

بصوت د. علي بن تميم

ولا زلنا مع شاعر الغزل العفيف، مجنون ليلى، قيس بن الملوح، نواصل معه رحلة العشق والوجد والحنين والصبابة من قصيدة إلى أخرى، هنا يتحدى من يلومونه لأنه اختار ليلى قرينة لقلبه، تجاهل أسانيدهم وقولهم إنها من "بيت عداوة"، ويقال إن والده جمع أعمامه وأخواله فلاموه وقالوا له "لا خير لك في ليلى ولا لها فيك"، وقال والده له: "يا قيس دع عنك ليلى لقد ضعف جسمك واعتراك الهزال، وصرت ناحلاً كالخيال وليس بعد ذلك إلا إضاعة العمر والمصير إلى المهالك"، فلما سمع قيس ذلك تنفس وأنشد يقول:

قَد لامَني في حُبِّ لَيلى أَقارِبي  أَبي وَاِبنُ عَمّي وَاِبنُ خالي وَخالِيا

يَقولونَ لَيلى أَهلُ بَيتِ عَداوَةٍ  بِنَفسِيَ لَيلى مِن عَدوٍّ وَمالِيا

أَرى أَهلَ لَيلى لا يُريدون بيعها بِشَيءٍ وَلا أَهلي يُريدونَها لِيا

قَضى اللَهُ بِالمَعروفِ مِنها لِغَيرِنا  وَبِالشَوقِ وَالإِبعادِ مِنها قَضى لِيا

قَسَمتُ الهَوى نِصفَينِ بَيني وَبَينَها  فَنِصفٌ لَها هَذا لِهَذا وَذا لِيا

أَلا يا حَماماتِ العِراقِ أَعِنَّني  عَلى شَجَني وَاِبكينَ مِثلَ بُكائِيا

يَقولونَ لَيلى بِالعِراقِ مَريضَةٌ  فَيا لَيتَني كُنتُ الطَبيبَ المُداوِيا

فَشابَ بَنو لَيلى وَشابَ اِبنُ بِنتِها  وَحُرقَةُ لَيلى في الفُؤادِ كَما هِيا

وَإِلّا فَبَغِّضها إِلَيَّ وَأَهلَها  فَإِنّي بِلَيلى قَد لَقيتُ الدَواهِيا

يَلومونَ قَيساً بَعدَ ما شَفَّهُ الهَوى  وَباتَ يُراعي النَجمَ حَيرانَ باكِيا

فَيا عَجَباً مِمَّن يَلومُ عَلى الهَوى  فَتىً دَنِفاً أَمسى مِنَ الصَبرِ عارِيا

يَبَيتُ ضَجيعَ الهَمِّ ما يَطعَمُ الكَرى  يُنادي إِلَهي قَد لَقيتُ الدَواهِيا

بِساحِرَةِ العَينَينِ كَالشَمسِ وَجهُها  يُضيءُ سَناها في الدُجى مُتَسامِيا