السيد محمد حسن الأمين
السيد محمد حسن الأمين
الإثنين 16 فبراير 2015 / 16:53

محمد حسن الأمين لـ24: الغلو الديني عدوان على العقل

استنكر المفكر الإسلامي والمثقف اللبناني السيّد محمد حسن الأمين الجريمة البشعة التي ارتكبها داعش في ليبيا بحق 21 مصرياً، معتبراً أن "رجال الدين والمؤسسات الدينية مقصّرة في مكافحة ظاهرتي الغلو والتعصبت المستفحلتان والمنتشرتان في مجتمعاتنا".

ورأى الأمين في تصريحات لـ24 أن "غياب دور المؤسسات الدينية ورجالها في بث روح الاعتدال، يُسهم في تعزيز نزعة التمذهب وفي التراخي تجاه نزعات الغلو التي تنشأ في الطوائف والمذاهب". 

وتابع الأمين: "من وجهة نظرنا، فإنّ هذا يعود إلى عارض تاريخي شاذّ يتصل مباشرة بما يتنافى مع كون الإسلام ديناً وليس مؤسسة، فمن الخطر بمكان أن تقوم داخل الإسلام مؤسسات دينية لأنّ أحد أهم سمات المؤسسات هي في النظر إلى مصلحة المؤسسة، وهذا ما نلاحظه في كل المؤسسات التي تغدو فيها المصالح، أي مصالح الجماعة المنتمية إليها، متقدّمة وهدفها مواصلة السير على مبادئ هذه المؤسسة، وهذا ما أفسد الكثير من المؤسسات الإسلامية".

وأشار العلامة الأمين إلى أنّ "الغلوّ الديني هو صورة بليغة من صور ترسيخ عملية الانتماء إلى مذهب ما أو إلى عقيدة ما ونزعة سخيفة من نزعات ربط الجماعة بعقيدة المؤسسة (على حساب الدين أو الجماعة أو المسلمين ومصلحتهم المشتركة أحياناً) كما أنّها صورة من صور استبعاد وظيفة الحوار والتفاعل الفكري والاجتماعي بين المذاهب والطوائف المختلفة، كما أنّ الغلوّ هو في جانب أساسي منه عدوان على العقل واحترامه بوصفه مرجعاً لكل فكرٍ بما فيه الفكر الديني نفسه".