الأربعاء 18 مارس 2015 / 14:52

سيرة "خوان مارسيه" في كتاب جديد

24- إعداد: أحمد ضيف

أكد الروائي الإسباني الشهير خوان مارسيه، أنه عندما يقرأ كتاباً لا يحب أن يفكر في مؤلفه، فقط يفكر في الكتابة، كأنه مقاد بيد خفية، في تعليق على نشر كتاب "بينما تأتي السعادة.. سيرة خوان مارسيه".

ويعيش مارسيه شبه منعزل عن الحياة الاجتماعية، وعن إعطاء تبريرات، ما يعطي أهمية مضاعفة لكتاب جوزيف ماريا كوينكا، مؤلف سيرته، إذ استطاع أن يتجاوز هواجس الروائي في الكتابة عن حياته، وأن يخترق بلطف هذا التكتم، والنتيجة سيرة ساحرة ومحركة للمشاعر، حكى فيها مارسيه أنه كان ابناً متبنى في ظروف غير واضحة كلية، متناولاً الأساطير التي دارت حول هذا الحدث.

في الفصول الأولى، كتب كوينكا ما حدث بالفعل، ما يتعلق بهذا التبني الذي كان ثمرة اتفاق بين رجلين، جوان فانيكا ومارسيه بالاو، كانا يعملان في الحكومة الكتالونية، وكلاهما كان مجنوناً بما يكفي، ثم الفقر الذي عاشته عائلة مارسيه خلال سنوات، وترك بصمته في فضاءاته الأدبية، وما أن يختفي حتى يظهر في رواياته.

في بعض الأجزاء يتناول أيضاً حياته الأدبية، مثل وصول روايته "محبوسون مع لعبة واحدة" لنهائي جائزة بيبليوتيكا بريبي عام 60 دون الحصول عليها، وتأثير الكاتب خايمي خيل بيدما في كتابة "الأمسيات الأخيرة مع تيريسا" وقوته في تحويل "ساحر شنغهاي" إلى عمل سينمائي، كذلك يثير الكتاب خلافات مارسيه مع خوان جويتيسولو وبالتاسار وأومبرال وبيثنتي جوميث، ليعكس وجه مارسيه الأقل جاذبية، رجل جاف وسيء المزاج، قليل الكلام، ويقطع علاقته بمن لا يروقون له.

مدينة مغزولة بين لغتين 
غير أن الجزء الأهم في "بينما تأتي السعادة" هو إعادة بناء مسيرة الكاتب الأدبية، التي لا يعرف عنها الكثير، وهنا تظهر كارمن بالسلس، وكيلته الأدبية التي لم تكن تكتفي بدور الوكيل، بل بدور المتبني للكاتب والصديق أيضاً، هكذا اشترت بيتاً لمارسيه في ضاحية كالافل، عندما عرفت أنه بيت حياته.

وتوضح الرسالة التي بعث بها مونتسرات رويج لمارسيه عام 1971 ليسأله "إلى أي ثقافة تنتمي"، الأيديولوجيا القومية التي لا تستوعب الثقافة الكتالونية خارج لغتها، وهو الخطأ الكبير الذي أدى لاستبعاد كاتب مثل مارسيه نادراً ما كتب بعيداً عن مدينته المغزولة من لغتين، ربما بذلك نفهم سر سوء مزاجه إذ لا يزال يدخل في حروب يعلم مقدماً أنها خاسرة.