الداعية الإسلامي الحبيب علي الجفري (أرشيف)
الداعية الإسلامي الحبيب علي الجفري (أرشيف)
الإثنين 1 يونيو 2015 / 22:04

الجفري لـ24: الإمارات نموذج التعايش بين مختلف العناصر والأعراق

أكد الداعية الإسلامي الحبيب علي الجفري، أن الإمارات تعتبر نموذج التعايش بين مختلف العناصر والأعراق، التي بلغت 204 جنسيات تعيش في أمان واحترام لحقوقها الدينية والثقافية، ما دامت تحترم قوانين الدولة ولا تتعدى على النسيج الثقافي فيها، لافتاً إلى أن الشيخ زايد، رحمه الله، أسس هذه الدولة على أساس احترام وجود التعددية الطائفية بين مواطنيها من غالبية سنية استوعبت الأقلية الشيعية والإباضية في إطار تعايش وتعاون مشترك وهو الولاء للوطن والعمل على نمائه وازدهاره، مع رفضٍ حازم لتمزيق هذا الولاء إلى ولاءات.

وقال الجفري: "التنوع إرادة الهية {وجعلناكم}، والحكمة من ذلك هي تلاقح الأفكار والتعارف والتعايش المشترك {لتعارفوا} وليس "لتعاركوا"، والأفضلية "عند الله" للتقوى وليست للعنصر أو اللون {أتقاكم}".

وأضاف: "لهذا فلا يمكن لأي مجتمع أن ينعم بالاستقرار والأمان والازدهار إلا إذا ارتقى وعي أفراده إلى مستوى تقبل وجود هذا التنوع والقدرة على التعايش معه".

النعرة الطائفية
وأكد أن النعرة الطائفية إذا انتشرت وتفشّت في أي مجتمع تتحول إلى قنابل إرهاب موقوتة لا يقل ضرر التصادمات الناتجة عنها عن أضرار التنظيمات الإرهابية، لافتاً إلى أن إدارة الاختلاف من هذا المنطلق، مع مراعاة أدب الاختلاف تجعل الحوار بالحُجَج العقلية والنقلية، وقبول نتائجه، دون فرض رأي على الآخر، هو صمّام أمان للمجتمع والدولة والأمة، إذا تم تجنب توظيف التنوع الطائفي ضمن التجاذبات السياسية.

كما قال: "ينبغي تجنب المجاهرة بالخطابات الاستفزازية المتهجمة على مقدسات أصحاب التوجه المختلف، فإنها لا تثمر سوى تهييج مشاعر الصدام، وتَحوُّل نعمة التنوع إلى نقمة الصراع والتفتت".

صراعات سياسية
وتابع: "الصراعات الموجودة اليوم في حقيقتها ليست طائفية بل هي سياسية تقوم على تجاذب القوى والمصالح، ولكنها تلبّست ثوب الطائفية، وذلك لاستغلال غيرة الناس على عقائدهم، ولكون العقيدة هي المحرك الأقوى لتفاعلات الناس وانفعالاتهم"، لافتاً إلى وجود أنظمة وتنظيمات أرادت تحقيق أهدافها وأطماعها التوسعية من خلال الخطاب الطائفي الذي يؤدي إلى الانقسامات الداخلية في المجتمع الواحد، وتمزيق وشائج الانسجام بين أفراده وطوائفه، ثم الصراع والاحتراب الداخلي، وكذلك الصراع العنصري الذي يدعو إلى تمزيق المجتمع المتعايش إلى تصادم قائم على الأعراق والعناصر قبيلة كانت أو عرقية من عرب وعجم وغيرها، وهو خطاب وصفه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه مُنتِن فقال عن هذه العصبية: (دعوها إنها منتنة).

وقال: "كان التعايش في اليمن بين السنة ٧٠ ٪ والزيدية ٣٠ ٪ من السكان تقريباً وقليل من اليهود على نسق منسجم تكاملي لما يزيد عن ألف سنة لم يتكدر فيها السلم المجتمعي إلا نادراً، حتى جاءت الانتماءات السياسية للدول الخارجية والكيانات التنظيمية من خلال الطائفية المقيتة فعصفت بالبلاد ووصلت به إلى الحالة الراهنة، كذلك الأمر في العراق بين السنة والشيعة والِملل المسيحية واليهودية والإيزيدية والآشورية وغيرها، والأعراق العربية والكردية والفارسية، وفي سوريا بين السنة والشيعة والنُصيرية والدروز".

وأضاف: "لولا تنبه الشعب المصري ومؤسسات الدولة فيها والقيادات الدينية الراسخة من أزهرٍ وكنيسة إلى خطورة هذا الأمر لعصف الصراع المسلم المسيحي بالبلاد لا قدر الله".

وقفة جادة
وأكد أن الوضع الراهن بحاجة إلى وقفة جادة حازمة في وجه من يثيرون النعرات الطائفية والعنصرية، والعمل على إطفاء ما اشتعل منها.

وشكر الجفري في نهاية حديثه، موقع 24 على هذه الحملة المهمة في هذا التوقيت الحرج.