(صورة تعبيرية).
(صورة تعبيرية).
السبت 20 يونيو 2015 / 17:01

كيف يستعيد الطالب ثقته ليلة الامتحان؟

24 - الشيماء خالد

يصيب التوتر والقلق من الامتحان جمهوراً عريضاً من طلاب الثانوية العامة بالذات، ويفقد الكثيرون ثقتهم بأنفسهم، مع اقتراب وقت الامتحان، وتعتبر الليلة الأخيرة قبل انطلاق الامتحانات، عنصراً فاصلاً في تحقيق النجاح من عدمه.

تقول أستاذة علم النفس، حياة العربي لـ 24: "من المهم أن يتحلى الطالب بالثقة في نفسه، وخاصة خلال الامتحانات، وهذه الثقة هي ما يجعل أداء الطلاب أفضل، وبحسب دراسات أخيرة، ارتفعت درجات مجموعة من التلاميذ حين أجابوا عن الأسئلة في أجواء مرحة وكأنهم ليسوا في امتحان، بينما تناقصت تلك الدرجات بوضعهم في أجواء مشحونة، والإشارة إلى جوانبهم السلبية".

وتبعاً لذلك ينصح الكثير من الخبراء الطلاب بتجنب الخواطر السلبية ليلة الامتحان، والمحافظة على هدوء الأعصاب.

وفي هذا الإطار، تقول الطالبة رقية محمد: "كنت أبالغ في قلقي وتوتري حيال الامتحان، ولم يزدني ذلك سوى تراجعاً في علاماتي، لذا قررت منذ عام ألا أقع تحت سطوة الخوف، واكتشفت طرقاً سهلة، أعادت لي ثقتي بنفسي".

ليست نهاية العالم
ومن أبرز الطرق لاستعادة الثقة بالنفس، تذكير النفس دائماً بقدرات العقل الهائلة، والتي لابد وأن تكون استوعبت الكثير طوال عام دراسي كامل، كما يجب على الطالب إيقاف توتره بالتقليل من صرامة الأمور، فبالنهاية، ليس الامتحان نهاية العالم، كما تقول رقية.

وتضيف رقية: "لا أخاف، وأفكر على الدوام في أسوأ السيناريوهات المحتملة، فأجد أن الأمر ليس بذلك السوء، كما أني اعتدت اعتبار الحياة مغامرة ورحلة، لذا لن أقلق، سأقوم بما أستطيع وكفى".

هرمونات السعادة
وينصح البعض بالفكاهة كأداة تقلل التوتر وتريح أصحابها، كونها تفرز هرمونات السعادة، التي تحسن أداء الدماغ.

يقول الطالب سالم الكعبي: "أسخر من كل ما يقلقني عادة، ويعمل ذلك كالسحر، فأنا أطلق النكات حول مستقبلي وعن الامتحان، فأجدني أصبحت أكثر راحة، وتزيد ثقتي بنفسي، خاصة وأن الكثير من الفاشلين أصبحوا أثرياء ومشاهير أو مخترعين، لذا أعتقد أني لن أكون اسوأ حالاً بعد كل ما درسته".

وعلى ذلك تعلق د. العربي: "بالفعل يستطيع المراهقون رفع ثقتهم بأنفسهم وسط أجواء المرح والتهكم، فلا يفكرون ساعتها بالاحتمالات السلبية بشكل كبير، كاحتمال صعوبة الامتحان، أو عدم قدرتهم على خوض المنافسة، إلخ".

الشوكولا والنوم
كما تنصح العربي بإحاطة الطالب سواء من ذويه أو معلميه بأجواء إيجابية، وتقول: "عليكم أن تتجنبوا الضغط على الطلاب، أو تخويفهم، لأن ذلك يعطي نتائج عكسية، فلا يمكن تعزيز ثقة الشخص بنفسه حين يستفز أو يقلق".

"يساعدني تناول طعام لذيذ، وخاصة الشوكولا على تحسن مزاجي ليلة الامتحان"، فكما يشعر الكعبي، تساعد السكريات على تنشيط ذهنه وإشعاره براحة نفسية.

وبحسب الدراسات فإن الدماغ يعتمد على الغلوكوز في تغذيته، مما يجعل وجبة الطعام ضرورية قبل المذاكرة وقبل ميعاد الامتحان.

ويقول الطالب محمد هاشم: "أوزع وقتي بشكل منطقي خلال فترة الامتحانات، كما أحرص على الحصول على قدر كاف من النوم، وهذا ما يجنبني الانفعالات، كما أنسى كل امتحان أنتهي منه، ولا أفكر فيه إطلاقاُ حتى لا تؤثر سلبياته على الامتحان المقبل".

وتنصح العربي الطلاب بتنظيم الوقت ورسم خطة مبسطة حيال الامتحانات، وتجنب تقليل ساعات النوم، والحرص على هدوء الأعصاب، وتكرار عبارات إيجابية على أنفسهم لرفع ثقتهم بقدراتهم، وفتح آفاقهم لما هو أهم وأكبر في الحياة من جعل العلامات العالية الهدف الأعظم.

وتقول العربي: "على الطلاب أن يعرفوا أن هذه الامتحانات ليست بشيء أمام امتحانات الحياة الكبرى، وأن التقييم الحقيقي للأمور أكبر من الدرجات، وأن لا شيء يستحق كل ذلك القلق والتوتر الهدام".