مسجد بن حمودة (أرشيف)
مسجد بن حمودة (أرشيف)
الأربعاء 15 يوليو 2015 / 11:31

قصة جامع| بالصور: "بن حمودة" مسجد يحاكي قصر الحمراء في غرناطة

24- أبوظبي- أحمد الخطيب

تعتبر المساجد في دولة الإمارات، من المعالم الدينية والحضارية الهامة التي أنشئت بحرفية معمارية متميزة، وضمت مراكز ثقافية وتعليمية دينية غنية بالمعارف وأصول الفقه، إذ حرصت الدولة على العناية بالمساجد بجعلها منارة للعبادة فشيدتها بتصاميم إسلامية عريقة ونفذتها بطرق بناء حديثة وهادفة، وأنشأت المساجد الصديقة للبيئة كما سجل بعضها مراكز عالمية في مساحتها وخدماتها وأهميتها، وينشر 24 قصة نشأة 30 مسجداً منها خلال شهر رمضان المبارك.

مسجد بن حمودة، افتتح عام 2006 ليكون إضافة لمساجد العين الرائعة وواحداً من أكبر المساجد فيها، حيث بات من أبرز معالم المدينة بطرازه المعماري الإسلامي الذي انبثق من ثقافة الأندلس، فهو يمتاز بجدرانه العالية، المبنية من حجارة مصقولة تمنح المسجد رونقاً وجمالاً خلاباً، حيث أنه يشبه في تصميمه قصر الحمراء في غرناطة.




 
يتميز التصميم الداخلي للمسجد، بباحة خضراء جميلة، وممرات مزينة بالقبب الصغيرة هرمية الشكل، وهي قائمة على أعمدة وأقواس منحوته منحنية أكثر من انحناء نصف الدائرة.

كما يعرف عن المسجد قبتة الهرمية المتدرجة، التي تعكس شكل القباب في المساجد الأندلسية، المنقوشة بحرفية عالية، بالإضافة إلى المئذنة المربعة التي تضم ساعة رقمية واضحة للمارين حول المسجد، تعرض مواقيت الصلوات والإقامة، والوقت.



وتعلو جدران المسجد آيات قرآنية نقشت بالخط الأندلسي، من بينها عبارة (لا غالب إلا الله) وهي نفس العبارة المرسومة بنفس النقش في قصراء الحمراء الأندلسي، أما السقف الذي تلعب فيه الإضاءة المخفية لعبة الضوء والظل مع النور الخارجي، تتدلا منه ثريات دائرية جميلة، تضيف بعداً تراثياً على المكان.

ونقشت الجدران والأسقف بفن "الزليج" المغربي، وهو فن تجريدي يقوم على زخارف جصية تصنع يدوياً وتخلط بمواد خاصة، ثم تلون لتصبح أشبه بالفسيفساء، وهي أشهر ما تزين به قصر الحمراء في غرناطة الأندلس.


تبلغ مساحة المسجد الداخلية 900 متر، ويتألف من طابقين أرضي وسفلي، يتسع كل طابق منهما نحو 1200 مصل، بينما تتسع الباحة الخارجية لـ 400 مصل، ما يجعل سعته الاستيعابية تصل إلى 3000 مصل.

ويتضمن المسجد قاعات متعددة الاستخدامات في المسجد، لتحفيظ القرآن الكريم وإلقاء المحاضرات وقاعات نسائية، يزينها جميعها خشب الأرز الذي نحتته أيد خبيرة مغربية، تعيد متأمل المسجد لعصر الدولة الإسلامية في الاندلس.