السبت 5 سبتمبر 2015 / 22:34

شهداء الوطن

شاركت الإمارات دوماً الأشقاء العرب في الشدائد وساندتهم بكل ما هو ممكن، من عتاد ومال وأنفس، والتاريخ يشهد بذلك، ويذكر موقع ويكبيديا اختصاراً لهذه المشاركات: في 1973 شاركت الإمارات في حرب 1973 بقوة عكسرية وبقطع النفط عن الدول الداعمة لإسرائيل، في 1975 شاركت الإمارات في قوات الردع العربية خلال الحرب الأهلية اللبنانية في فبراير(شباط) 1991 كانت الإمارات جزءًا من التحالف الدولي لتحرير الكويت من الغزو العراقي خلال حرب الخليج الثانية.

ومن الطبيعي جداً أن لا تقف الإمارات مكتوفة الإيدي إزاء الإرهاب الذي يحدث من حولها للأشقاء في ظل هذه الأزمات التي تحدث من قبل من يحاول إستغلال الضعف الأمني والسياسي في بعض الدول، فما يطالهم يطالنا أيضاً فالدم واحد و المصاب واحد، شاركت الإمارات بقواتها في البحرين لحفظ أمنها، و كذلك لبت نداء الشقيقة اليمن، جنباً إلى جنب مع القوات السعودية والبحرين وقوات التحالف الأخرى.

ولا يثير استغرابي أكثر ممن يقول دعوا اليمن تحل أزمتها (الداخلية)، لا أعرف كيف تكون داخلية، بينما تحاول قوات الحوثي المدعومة بالكامل من –إيران- النيل من اليمن نفسها والعبث بالحدود السعودية كما شهدنا، وعبث عفاش الذي يحاول بإستماتة العودة للسلطة، بدون إكتراث لما يريده اليمنيون أنفسهم!

من حق اليمن أن تكون آمنة وتعود الشقيقة السعيدة المستقرة، إستقرارها يعني إستقرارنا أيضاً، هو جسد واحد إن تداعى، تداعينا جميعاً، وهذا ما لن تسمح به السعودية ولا الإمارات ولا البحرين ولا الدول التي تشارك في التحالف، بإقتناع تام لنصرة الحق لآخر الطريق كما وعد اليوم الفريق محمد بن زايد رئيس اليمن الذي زار الإمارات للمشاركة في تشييع الشهداء.

نعم قدمت الإمارات دم أبنائها، الذي امتزج بدم الأشقاء من السعودية والبحرين واليمن، عسى أن يتقبلهم الله جميعاً ويرحمهم، لكنهم قدموا لنا في المقابل شرف الشهادة، شرف المشاركة في تطهير اليمن الغالية وحماية بلاد الحرمين من أطماع –التوسع الإيراني- الذي يحلمون به ولن ينالوه!

كل شهيد نفقده يؤلمنا ونبكي ونحزن والإمارات كلها تتقاسم الحداد، و تتقاسم العزاء والحزن، ونتقاسم أيضاً الفخر بأبطالنا الشهداء. البارحة حين قرأت الخبر كنت مع صديقاتي الألمانيات، و حين بكيت بحرقة، سألتني إحداهن إن كان بينهم قريب لي، فقلت لها: كلهم أهلي! لكن هذا الفقد، لن يثنينا، فكلنا جنود في سبيل الحق و حماية أمن الوطن.

اليوم فقد أبي شابين من اقربائه، أحدهما شهيد من ضمن الـ 45 شهيداً الذين فقدناهم والآخر في حادث سيارة. أتخيل الحزن في قلبه. وأتخيل أيضاً الحزن في قلب الأمهات. اللواتي فقدن أبنائهن، وأعرف حجم الفقد، و لكن أعرف أن كل أم منهن، تستحق تشريفها بأن تكون أم الشهيد، أليست درجة الشهادة ما نطلبه من الله في كل دعواتنا؟! هنيئاً لأمهات الشهداء، و هنيئاً لنا نحن الفخورين بأبطالنا الشهداء، سنتذكرهم دائماً في دعواتنا، واسأل الله السلامة للمتواجدين هناك الآن، وأسأل الله أن يعيد للشقيقة اليمن إستقرارها وأمنها وأن يبعد عنهم شر الحوثيين وعفاش.

وأقولها وبصوت عال، أنا الأنثى الإماراتية ابنة زايد، لو أمرني اليوم محمد وأخوانه بالمشاركة مع أخواني المتواجدين هناك، للبيت النداء بحب و فخر وأعرف أن كل أهل الإمارات سيفعلون مثلي وبلا تردد، فلا شئ أنبل من خدمة الوطن ونيل شرف الشهادة في سبيله وسبيل الأشقاء والوطن واحد.