الإثنين 30 نوفمبر 2015 / 18:12

لحظات فارقة في التاريخ

لحظة سقوط الصاروخ الغادر على جنود الإمارات في مأرب بتاريخ 4 سبتمبر(أيلول) 2015م هي لحظة فارقة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، قدّم فيها أبناءُ الوطن أرواحهم الطاهرة فداءً للوطن، وإعلاءً لكلمة الحق، ونُصرةً لإخواننا في اليمن، خيَّم في تلك اللحظة الحزن العميق على ربوع الإمارات من جنوبها إلى شمالها، ومن شرقها إلى غربها، سماءها وبحرها وبرها، خيّم الحزن على شيوخها وشبابها وبناتها، على الأمهات والأباء وحتى الأطفال، هدوء عمَّ المكان، لا يضاهيه ألم ولا حزن إلا الذي أصابني وأصاب كل أبناء الوطن عند إعلان فاجعة خبر وفاة مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه، لحظات فارقة في تاريخ دولة الإمارات، ولكنها تعزِّز بصدق مفهوم الولاء والانتماء عند أبناء هذا الوطن المعطاء.

روحٌ جديدة ولدت في الإمارات كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان - حفظه الله ورعاه - وهي روح توّاقة مفعمة بالحماس والبذل والتضحية والعطاء، أتت بعد مرور فترة تزيد عن ثلاثة وأربعين عاماً، حينما اجتمع شيوخ الإمارات السبع ليعلنوا إلى العالم قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، روح جديدة ولدت لتصنع أملاً في مستقبل مشرق واعدٍ بتحقيق المزيد من التقدم الباهر والإنجازات العملاقة، مع المحافظة على الإرث الحضاري والثقافي العظيم الذي تركه لنا آباؤنا وأجدادنا.

شهداء الإمارات هم من عوائل مختلفة من كل مناطق الإمارات، كان هدفهم واحد، وغايتهم واحدة، وهي نيل الشهادة دفاعاً عن الوطن، لا بل عن العرب جميعاً، لم تفرق بينهم الفوارق الثقافية أو الاجتماعية، كانوا في خندق واحد مجتمعين تحت راية واحدة، مصرِّين
على أن لا تكون اليمن بأي حال لقمة سائغة في يد الإيرانين وأعوانهم في المنطقة، الذين يسعون بكل صلف إلى السيطرة على خاصرة الخليج، على اليمن السعيد، ولكن باءت محاولاتهم بالفشل، بفضل رجال صدقوا الله ما عاهدوا عليه، وبفضل إخوان لنا ما زالوا ثابتين بكل عزّة وإباء في الجبهات الأمامية، حفظهم الله وأمدّهم بنصره وتأييده.
  
اليوم تتوحد قلوب الإماراتيين والعرب جميعاً في التضرع والابتهال للعلي القدير أن يرحم الشهداء الأبطال الذين علقوا أوسمة على صدور أبنائهم وآبائهم، وها نحن نرى كيف أن الأبناء سطروا أكبر معاني الشجاعة والفخر لآبائهم.
  
أُسر الشهداء سيكونون دائماً تحت رعاية أبوية حانية من القيادة الحكيمة، والتي لم ولن تدخر أي جهد في سبيل الإهتمام والرعاية لأسر أولئك الأبطال الميامين، تكريماً لهم وتخليداً لذكراهم العظيمة.
  
رحم الله شهداءنا الأبراء وأسكنهم فسيح جناته.