الإثنين 14 مارس 2016 / 12:20

حريت: خلاف روسي إيراني متنام حول الأسد

24- إعداد: رنا نمر

رصدت صحيفة "حريت ديلي نيوز" التركية شيئاً ما "يغلي" في المنطقة منذ ثلاثة أسابيع.

الخلاف الحقيقي سيبدأ ما إن تنتهي محاربة داعش

في البداية، تعهّد الرئيس السوري بشار الأسد بالقتال حتى استعادة البلاد كلها وتحقيق النصر. وبناءً على هذا التصريح، واجه توبيخاً من روسيا، أحد مناصريه الرئيسيين، إذ حذره السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين للمرة الأولى علناً، قائلاً إن على الرئيس السوري الامتثال لقيادة موسكو "إذا كان يريد حل الأزمة". وبعد ذلك بأسبوع، سُجّل هجوم روسي آخر، وهذه المرة مع قول نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن سوريا يمكن أن تصير "دولة فيديرالية".

في حينه، تقول الصحيفة التركية، صار الجميع يتساءل "عما إذا كانت روسيا قد بدأت تسحب دعمها للأسد"، إلا أن الخطوة الأكثر إثارة للدهشة جاءت من إيران، الداعم الأساسي للأسد، والحليف الرئيسي لموسكو. فعندما سئل الرئيس الإيراني حسن روحاني عن موقف ريابكوف، ابتسم قليلاً ثم قال: "نتمتع بعلاقات جيدة مع روسيا ولكن هذا لا يعني أن كل ما تقوم به توافق عليه ايران". وزادت الأمر غموضاً التقارير عن أن موسكو جمّدت تسليم إيران نظام الدفاع الصاروخي "أس -300"، الأمر الذي شكل بمثابة قنبلة إعلامية حقيقية.

أهمية الاسد
وفي رأي الصحيفة أن الأسد هو سبب الخلاف بين هذين الحليفين، إذ إن أهميته تختلف بالنسبة إلى كل منهما. بمعنى أن إيران تحتاج إليه ما دام الراعي الأساسي لـ"حزب الله" ، وليس واضحاً ما إذا كانت سوريا بعد الأسد ستواصل هذا الدعم القوي للجماعة الشيعية. وفي المقابل، تسعى روسيا لحماية مصالحها في الشرق الأوسط وشرق المتوسط عبر سوريا. ولهذه الغاية، يبدو أنها بدأت التحرك لضمان مصالحها في سوريا الجديدة، وهو ما أثار جنون إيران.

تشابك مصالح
بتعبير آخر، منذ بدأ مستقبل سوريا يتّضح ، بدأ الجميع بالتشدد. وهذه ليست الا البداية، ذلك أن الخلاف الحقيقي سيبدأ ما إن تنتهي محاربة داعش. فالدول المتحالفة حالياً تتعاون تكتيكياً على الأرض فقط، وعندما ينتهي القتال سيكون عليها تقاسم الكعكة وعندها ستتشابك مصالحها.

وفي هذا السياق، يُتوقع أن تكون أمريكا وروسيا أول دولتين تختلفان. فحالياً هما تتعاونان خلف الكواليس من دون أن تتواصلا مباشرة. ولكن ما إن تقفَل جبهة داعش ويبدأ تقاسم السيادة في سوريا، سيطفو على السطح تضارب المصالح بينهما.

الأكراد
كذلك، تلفت الصحيفة إلى أن تنافس الجانبين على حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري خرج الى العلن أخيراً، وهو نذير لأمور لاحقة. فالولايات المتحدة كانت تدعم تقدم الحزب الكردي في الشطر الشرقي من شمال سوريا، بينما تدعم موسكو تقدمه في الشطر الغربي من الشمال السوري. لكن واشنطن أرسلت مزيداً من الإشارات في الأسبوعين الاخيرين إلى أنها غير راضية عن مغازلة موسكو للحزب.

من جهة أخرى، قد تعيد واشنطن تقويم سياستها السورية بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. فإذا ارتأى رئيس جديد أن ينخرط أكثر في الشرق الأوسط، لن يكون مستبعداً حصول مواجهة أكبر بين أمريكا وروسيا.

وينطبق الأمر نفسه، بحسب "حريت" على الجماعات المعارضة داخل سوريا. فالاتحاد الديمقراطي الكردي كان يحارب على الأرض مع مجموعات عربية جنباً الى جنب، ولكن ما إن تقفل جبهة داعش سيجد الأكراد والعرب السوريون نفسهم يتقاتلون على السيطرة على البلاد. وهذا الأمر ينسحب على كل الجماعات المعارضة في سوريا والتي تتعاون حالياً على أسس تكتيكية.