الخميس 17 مارس 2016 / 20:16

عن لقاء محمد بن زايد بأم الجنود

تتجلى في شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، روح قيادة فعالة، أساسها القيم التي يؤمن بها فتنعكس في أفعاله وسلوكياته. من أبرز تلك القيم إدراكه لدور الأم العظيم، في تربية نشء محب لتراب وطنه، يضحي من أجله بالغالي والنفيس. نعم إن الأم هي المرآة الصادقة للمجتمع؛ فهي تصنع الأمة، التي تكتسب منها قوتها وصلابتها؛ لأن غرس السنين على حب الوطن والإخلاص له، يثمر شباباً متعلماً وشابات واعيات.

يتعلم الأبناء من الأم العطاء وحبّ العلم، وتترسخ فيهم محبة الوطن، والذود عن حياضه في كلّ وقت. منها يتعلمون أروع الصور في حبّه، وهم في المدرسة أو الجامعة، في المصنع أو المختبر أو المكتب، وفي كلّ مكان. فكيف إن نالوا شرف الانضمام إلى القوات المسلحة؟!

هذا ما يدركه صاحب السمو محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، من أهمية دور الأم وأثرها، خاصة تلك التي تدفع بأبنائها إلى ساحات العزّ والشّرف، ساحات الوغى. الأم التي تبحث عن واسطة ليس لمنفعة دنيوية ولا لمصلحة شخصية، وإنما من أجل إلحاق ابنها الأخير بالقوات المسلحة ؛ لينضمّ إلى بقية إخوته، رافضة إعفاءه ليبقى لرعايتها والاهتمام بشؤونها.

إنها الوالدة آمنة سالم حمدان المراشدة، التي ضربت أروع الصور في حبّ الوطن، لقد فضّلت أن يبقى ابنها ساهراً على حماية وطنه، بدلاً من البقاء إلى جوارها للاهتمام بها، لقد غلّبت حبّ الوطن ومصلحته على مصلحتها الشخصية؛ لذلك زارها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والتقى بأبنائها، تكريماً لحسن تربيتها لأبنائها، مثنياً على دور الأمّ في نهضة البلاد وحماية الإنجازات.

عظمة صاحب السمو محمد بن زايد آل نهيان لا تظهر في أقواله وأفعاله فحسب، وإنما في شخصيته الفذة، تلك الشخصية التي تشربت روح القيادة من المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فآمن بأن القائد هو الأب الذي يحنو على أبنائه ويرشدهم؛ لذلك نجده حين يلتقي بالشباب والشابات يطرح عليهم أسئلة عميقة عن أحلامهم وتطلعاتهم، وما تنتظره بلادهم منهم. هي أسئلة هدفها توجيههم نحو الرؤية المشتركة للوطن، لتغيير حياتهم إلى الأفضل من أجل تطويرهم ومستقبل البلاد، من ثمّ تصبح تلك الأسئلة كعلامات مضيئة في دربهم.

هذا هو القائد الأب الذي صار قائداً بفطرته، وبفضل التراث العريق في القيادة الذي نهل من ينبوعه، أضف لذلك خبرته المكتسبة من تجربته ومن اطلاعه الواسع في شتى المعارف والعلوم.

كما أنه القائد الابن، الذي يذكر الفضل دائماً لمن أسهم من الرعيل الأول في بناء الدولة ونهضتها؛ لذا نجده يطبع قبلة الشكر على جبين أحد الفائزين بجائزة أبوظبي، ثم يستمرّ بالتواصل مع كبار السّن وتفقده الدائم لأحوالهم، وما قد يحتاجون إليه. نعم هو القائد الفذّ الذي نتعلم كلّ يوم منه، دروساً قيّمة في المحبة والقيادة وفعل الخير.