الثلاثاء 22 مارس 2016 / 23:43

أم الإمارات: ربيع الزمان وروح المكان

إن الاحتفال بيوم الأمّ في الحادي والعشرين من مارس هو احتفاء أيضا بأول أيام الربيع، حيث تنبت الأعشاب وتزهر النباتات، لتظهر معالم الحياة الخضراء بعد برودة الشتاء. لا عجب في ذلك؛ لأن الأمّ هي ربيع العمر، وروح المكان والزمان. وإذا كان معظم البشر قد احتفوا واحتفلوا بأمهاتهم فإننا احتفلنا بأمهاتنا، وبأمّ الجميع أمّ الإمارات، في حفل تكريم أمّ الإمارات على وقع أنغام الموسيقى، في ظل ضحكات الطفولة البريئة وعذوبتها، إضافة لصوت الشعر ورقته. عشنا بهجة اليوم وسعادته القصوى.

حين سمعت ضمن الأوبريت:
زايد اللي قدّم لشعبه هدية
اتحاد و أم وأبناء وقيادة

شعرت بالزهو والفخر، فنعمة الاتحاد من أجلّ النّعم علينا، وأم الإمارات هي أمّنا جميعا، وتكريم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة من قبل رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، هو تكريم مستحق، لتاريخها الطويل، ودورها المتميز الفاعل في شتى المجالات.إن وسام الشيخ زايد هو من أعلى الأوسمة، وله مكانة خاصة، تتوج الأوسمة المحلية والإقليمية والعالمية التي حصلت عليها أم الإمارات عرفانا بدورها ومسيرتها الحافلة بالعطاء والإنجازات.

تعلّمنا منها أروع الدروس، نهلنا من نبعها الصافي ماء الحياة فارتوينا. عرفنا معنى العطاء والابتكار في أفضل تجلياته ومبادراته، فتشربنا بذلك حبّ الوطن وقيمة الولاء والإخلاص.

هي شخصية تتمتع بجاذبية اجتماعية خلاقة، من خلال ابتسامتها الصادقة، وحديثها الطيب، تجعل الضيفة تشعر بالأنس والمحبة، وهذا ما يتعمق أكثر ويتحول ذكرى لا تنسى، في حوارها الشيق المثمر، وسؤالها عن اهتمامات الضيفة وأبرز إنجازاتها، لتختم حديثها معها باقتراحات ذكية مبتكرة توسع الآفاق لدى الزائرة، داعية لها بالتوفيق والنجاح.

هي أم الإمارات، وهم أبناء زايد، القادة المبادرون دوما، هم الساهرون على حماية الإنجازات، والاستثمار في شباب الوطن وشاباته، الحريصون على رؤية المستقبل البعيد والتخطيط له كأنه يحدث الآن.

لقد بدأت أمّ الإمارات اهتمامها بالمرأة والطفل من التعليم، باعتباره أساس التطور والتقدم، وأما العمل المؤسسي فبدأ بتأسيس جمعية المرأة الظبيانية عام 1973، ثم تغير المسمى في السنوات الماضية إلى مؤسسة التنمية الأسرية، ثم أسست الاتحاد النسائي عام 1975. لم يكن اهتمام سموها محصورا بتعليم المرأة وعملها فحسب، وإنما امتد ليشمل النواحي الاجتماعية والثقافية والرياضية من خلال التوجيه بإقرار التشريعات والقوانين، والمبادرات الرائدة والفعاليات المتميزة. أضف إلى ذلك المؤتمرات التي تدرس تقدم المرأة في الإمارات، من أجل استشراف المستقبل ووضع الخطط الاستراتيجية المتطورة التي تتابع سموها تنفيذها بعناية، مع ضرورة إزالة أية عوائق أو تحديات، مما أدّى إلى تحسين الأداء في شتى جوانب حياة المرأة؛ لأن دعم المرأة صار هدفا استراتيجيا في حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، مما خلق تنوعا للفرص، فأتاح بذلك خيارات عديدة أمام المرأة الإماراتية، مما ساعدها على الابتكار في مجال عملها.

يد أم الإمارات ممتدة دوما بالخير والمحبة والعطاء للآخرين؛ لأنها تؤمن بأهمية توفير الحياة الكريمة الآمنة للجميع؛ لذلك لم تأبه بحدود الجغرافيا، ولا لبعد المسافات، مما جعلها عونا ونصيرا للمرأة عامة، وللمرأة العربية خاصة، من خلال حثّ الاتحاد النسائي على المشاركات الخارجية بفعالية من خلال المبادرات الخلاقة، للدفع بالعمل النسائي إلى الأمام؛ إضافة إلى مبادرات كثيرة تهتم بتعليم المرأة وتطويرها؛ ولأن المجالات والأمثلة عديدة، أتوقف عند دعم المرأة اللاجئة، بتأسيس صندوق لدعمها، وغيرها من الفعاليات والمبادرات.

في يوم الأم وأول الربيع كل المحبة والتقدير وجميل العرفان لدور أم الإمارات، التي جاء تكريمها معبرا عن مشاعر كل الإماراتيين والإماراتيات، وحبّهم الغامر لها.

حفظ الله لنا أم الإمارات، وأدام عليها موفور الصحة والعافية.