جيش الإمارات .. درع اتحادنا (أرشيف)
جيش الإمارات .. درع اتحادنا (أرشيف)
الأحد 8 مايو 2016 / 08:55

جيش الإمارات.. درع اتحادنا

د.سالم حميد - الاتحاد

صادف يوم الجمعة الماضي السادس من مايو، الذكرى الأربعين لتوحيد القوات المسلحة الإماراتية في عام 1976، وهي مناسبة وطنية تعيد تذكيرنا بالخطوات العظيمة التي قام بها رواد الاتحاد في دولة الإمارات العربية المتحدة، والذين حولوا حلم الاتحاد إلى حقيقة، وشيدوا الصرح الاتحادي وفق منهج ورؤية عملية واضحة الملامح. كانت البداية بلملمة صفوف الشعب وإعلان ميلاد دولة الاتحاد، ثم بناء أعمدة الدولة، وفي مقدمتها القوات المسلحة التي تعتبر في أي بلد أساس استقلاله وعنوان عزته.

إن كل من عاصر ولادة الاتحاد، يعرف أن التحديات كانت كبيرة، لكن الروح الاتحادية التي يمتاز بها الشعب الإماراتي، ساهمت في تذليل الصعاب، وجعلت كل الطموحات ممكنة، بما فيها بناء مؤسسة عسكرية قوية لحماية مكتسبات الوطن، وحراسة حدود وأمن أرض وشعب الإمارات. ولا بد من الإشادة في هذه المناسبة برواد تأسيس اتحاد الإمارات، وعلى رأسهم القائد الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذين تحلوا بروح قيادية وإدراك لأهمية مواجهة تحديات المستقبل. فكان توحيد القوات المسلحة وتطويرها، دافعاً إضافياً لمسيرة الاتحاد التي انطلقت لكي تستمر بلا توقف، وعلى رأس أهدافها التنمية وإسعاد المواطن، وفي الوقت ذاته حماية أمن الوطن، وتوفير بيئة اقتصادية جاذبة للتطوير والإعمار والاستثمار. ولا شك أن قواتنا المسلحة ورجالها الأبطال، شركاء في الوصول بالإمارات إلى هذا القدر من الاستقرار والنهوض والتقدم في المجالات كافة.

لقد دل الحس الوطني والانتباه المبكر إلى أهمية بناء وتحديث القوات المسلحة الإماراتية، على بعد نظر القيادة واستشرافها للمستقبل، وحرصها على خلق كيان إماراتي قوي وجيش يحمي حدود البلاد براً وبحراً وجواً. وتمكنت القيادة من اجتياز مهمة تحديث وتطوير وتدريب جيش الإمارات، وصولاً إلى تزويد قواتنا المسلحة بأحدث الأسلحة، بل والمبادرة بتنظيم مشرف لمعارض الدفاع والطيران الدولية على أرض الإمارات.

كان لا بد أن تكون القوات المسلحة الإماراتية مؤسسة اتحادية لصياغة الوجدان الإماراتي، وبوصلة لترسيخ اللحمة الوطنية، ووجهة للبذل والعطاء والفداء. ومن خلال تشكيلات قواتنا المسلحة ووحداتها، وجد المواطن الإماراتي وسيلة للتعبير عن مشاعر الفداء والتضحية، وترجمة الولاء للوطن والقيادة. وأصبحت القوات المسلحة الإماراتية مصنعاً للرجال الشجعان الذين يجسدون وحدة الإمارات، ويرسمون سقف الأمن الوطني الإماراتي لمواجهة أي خطر أو تطاول يحاول المساس بالدولة وأمنها.

وبعد أربعين عاماً على هذه الخطوة العملاقة متمثلة في توحيد قواتنا المسلحة، يشعر كل الإماراتيين أن اتحادهم يمتلك درعاً حصيناً وضمانة لحماية أمنه. ومن البديهي اعتبار أن القوات المسلحة والأمن تمثل رأسمال استقرار الإمارات وحماية حاضرها ومستقبلها. ومن الدلائل على تفاعل المجتمع الإماراتي وأجياله الجديدة مع القوات المسلحة الإماراتية، ذلك الحماس الذي انتشر في أوساط الشباب الإماراتي والأهالي عندما بدأ قبول الملتحقين بالخدمة الوطنية. كما نجحت قواتنا المسلحة في الاختبارات الميدانية، وأنجزت المهام التي أوكلت إليها من قبل القيادة، وآخرها المساهمة في دعم الشرعية، ودحر الانقلابيين في اليمن، وتطهيره من التنظيمات الإرهابية.

ومن مؤشرات أهمية ذكرى توحيد القوات المسلحة، اهتمام قيادة الدولة وإدراكها العميق لما يمثله هذا الحدث الذي يستحق الاحتفاء، وقد حظيت المناسبة هذا العام باهتمام قيادة الإمارات، وفي مقدمتها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حيث وجه سموه كلمة عبر مجلة «درع الوطن»، أكد فيها سموه عظمة التلاحم بين شعب الإمارات وجنوده البواسل. كما وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كلمة بالمناسبة، إلى جانب كلمة أخرى وجهها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله. ويأتي اهتمام القيادة بقواتنا المسلحة ليؤكد أهمية الإنجاز الدفاعي للإمارات والثقة بمهارة جنودنا الأبطال.