الثلاثاء 16 أغسطس 2016 / 18:33

فرنسا: التربية الأخلاقية تعود بقوة إلى المناهج...العيش معاً

أدرجت "التربية الأخلاقية والمدنية" في المناهج التعليمية الفرنسية في بداية السنة الدراسية لعام 2015، وفي البرنامج "العيش معا" و"الفكر النقدي" و"مكافحة العنصرية"، إلى دروس أخرى.

وفقاً للبرنامج الموزع في يوليو (تموز) 2014، " يهدف التعليم الأخلاقي والمدني إلى تنمية قدرة على العيش معاً" وتعميم "ثقافة التوعية" (احترام الذات" و"القدرة على التعاطف") و"ثقافة الحكم والقانون في مجتمع ديموقراطي (معرفة المواثيق الرئيسية المتعلقة بحقوق الإنسان ومبادئ دستور الجمهورية الخامسة، والمؤسسات وطريقة عملها)

فبعدما كان مقرراً أن يبدأ تعليم التربية الأخلاقية في العام الدراسي 2016، قدم الموعد إلى سبتمبر (ايلول) 2015 إثر الهجمات الإرهابية التي شهدتها باريس في يناير (كانون الثاني) 2015.

وغداة تلك الهجمات، قالت وزيرة التربية الوطنية حرفياً: "نعم للمدرسة وظيفة أخلاقية"، لافتة إلى أن أحداث يناير جعلت أكثر إلحاحاً الحاجة إلى "عيش قيم الجمهورية".

فبعدما غابت منذ نهاية الستينات من القرن الماضي، عادت الأخلاق إلى المدرسة تدريجاً. ففي أيام جول فيري، السياسي الفرنسي الذي ارتبط اسمه بإلزامية التعليم العلماني ومجانيته، كانت الأخلاق أحد الأركان الأساسية للتعليم. وهكذا كان يمكن العثور في كتيب على جمل على غرار أن "إهانة بلدك إهانة لأمك".

تراجع
وتراجعت دروس التربية الأخلاقية تدريجاً حتى ستينات القرن الماضي، إذ كانت تقتصر غالباً على قراءة قصة خرافية أو حكاية تتم بعدها كتابة "الأمثولة الأخلاقية" منها على اللوح لينسخها التلامذة. وبعدما هبت الرياح التحررية في مايو (أيار) 1968، ألغى جورج بامبيدو الممارسة اليومية للتعليم الأخلاقي في المدارس لتحل محلها دروس التربية البدنية، أي تنشئة المواطن.

وتذكر صحيفة الفيغارو الفرنسية أنه عام 2008، عاد التعليم المدني والأخلاقي إلى مقاعد المدرسة. وعام 2011 وجه وزير التعليم لوك شاتيل مذكرة يطلب فيها من المعلمين نشر "التربية الأخلاقية في المدارس"، إلا أنه لم تكن ثمة برامج مفصلة في هذا الشأن.

التعليم الأخلاقي والمدني

وبعد إصلاحات بيون، استبدلت "التربية المدنية" بـ"التعليم الأخلاقي والمدني" الذي يدرس من الصفوف الابتدائية إلى التكميلية. كذلك، فقد أدرجت المادة جنباً إلى جنب مع التاريخ والجغرافيا بمعدل 3 ساعات أسبوعياً في الصفوف الثانوية. وبحسب الوزير، ستكرس 300 ساعة من مجمل تعليم التلميذ لتعلم هذه المادة.

أهداف
ووفقاً للبرنامج الموزع في يوليو (تموز) 2014، " يهدف التعليم الأخلاقي والمدني إلى تنمية قدرة على العيش معاً" وتعميم "ثقافة التوعية" (احترام الذات" و"القدرة على التعاطف") و"ثقافة الحكم والقانون في مجتمع ديموقراطي (معرفة المواثيق الرئيسية المتعلقة بحقوق الإنسان ومبادئ دستور الجمهورية الخامسة، والمؤسسات وطريقة عملها)، و"ثقافة الحكم على الأمور" (تطوير تفكير نقدي ومواجهة أفكار الفرد بأفكار الآخرين من خلال النقاش)، و"ثقافة الالتزام" (الخدمة المدنية وغيرها).

نقاشات
وفي كتاب أصدرته دار "ناتان" لأساتذة الصف الثاني تكميلي، ثمة اقتراحات لـ"نقاشات" عدة في الصف، مثلاً "مهن نسائية، مهن ذكورية؟". ويهدف مثل هذا الفصل إلى مناقشة الصورة النمطية في المهن. وفي برامج النقاشات الأخرى العنصرية والتميير والمساواة والحياة الجنسية والتضامن وطبعاً العلمانية من خلال "ميثاق العلمانية في المدرسة" الذي اقترحه الوزير فنسان بيون عام 2013.

وبعد هجمات يناير، قرر الوزير تطبيق "تعبئة كبيرة في المدرسة من أجل قيم الجمهورية. ومن أجل تعويو سلطة المدرسة في هذا الشأن، أوصى الوزير أيضاً بـ"فهم العادات الجمهورية ورموز الجمهورية" (النشيد الوطني والعلم والشعار)". وثمة اقتراحات أخرى بينها تطوير مجلس للأولاد منذ المدرسة الابندائية، والاحتفال بـ"يوم العلمانية" في كل المدارس وتخصيص أسبوع بمكافحة العصنرية وعاداة السامية".