الأحد 18 سبتمبر 2016 / 17:07

فيديو "المقلاع البشري في دبي" مفبرك

24 - إعداد: محمود غزيّل

تناقل عدد كبير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب بعض وسائل الإعلام على الإنترنت مقطع فيديو يظهر فيه شخص يتم قذفه بمقلاع فوق ناطحات سحاب قيل إنها في دبي، وينتهي الفيديو - كما يبدو - بمأساة لم تتبين طبيعتها تماماً، إلا أن أدلة عديدة حول هذا المقطع تشكك بمصداقيته.

وبحسب ما تظهره وسائل التواصل الإجتماعي، فإن الفيديو قد انتشر انطلاقاً من حساب واحد على فيس بوك، وهو يعود لمديرة في شركة تسويق وعلاقات عامة، نشرت الفيديو معلقة بالقول: "هذا حدث في دبي، هل تجرؤ؟ أنا عاجزة على الكلام"، من دون أن تضيف أي معلومة إضافية.

وأفادت ناشرة الفيديو بأنه وصلها عن "طريق صديق" ومن ثم أضافت "عن طريق تطبيق واتس اب"، وهو أمر يطرح الشكوك حول إمكانية التقاط كاميرا الهاتف هذه النوعية أو يمكن عن طريق التطبيق مشاركة النوعية العالية للفيديو.

وفي إطار التحقق من الفيديو، تبين أنه لم ينشر، بالجودة العالية، سوى في مكانين، حساب فيس بوك المذكور، وقد نشر يوم أمس السبت عند الساعة 8:34 من بعد الظهر (بتوقيت أبوظبي)، إضافة إلى فيديو آخر نشر على موقع يوتيوب عند الساعة 8:30 من بعد ظهر اليوم عينه، أي بعد 4 دقائق.

وبالنسبة إلى حساب يوتيوب، فهناك ملاحظات عدة يمكن وضعها.

في البداية، الحساب جديد، وهو فارغ من كل المعلومات، سوى من اسم الحساب والفيديو المذكور.

ويظهر بشكل واضح أن الحساب يحمل اسم "أف أس تبولة"، وعدد مشاهدات الفيديو لم يتعدّ 250 شخصاً، أما العنوان فكان "المقلاع البشري مارينا جاي بي آر دبي".

ويلاحظ عن طريق الاسم الموضوع استخدام كلمات مفتاح وتعابير أساسية توجه الباحث عن أي فيديو باستخدام تلك الكلمات للوصول إلى هذا الفيديو، في حين أن الفيديو لو كان مرفوعاً من قبل أي مستخدم، لكان استعملت جملاً تعكس الحادثة أو المأساة المزعومة، وبطريقة أقل آلية.

تفكيك الفيديو
بالعودة إلى الفيديو، يلاحظ أن المقطع المصور يظهر جميع التفاصيل المطلوبة للفت الانتباه.

الفيديو يمتد على 25 ثانية، يتم قذف الشخص في منتصف الفيديو تماماً أي في 0.125 ثانية، ما يعطي الوقت اللازم لاستيعاب ما يحصل مسبقاً وما يحصل بعد أن تتم عملية القذف.


تظهر ناطحات السحاب البعيدة في منطقة دبي مارينا، وتحمل إحداها الشبكة التي من المفترض أن يهبط عليها المرء، بالإضافة إلى العامودين اللذين من المفترض أن يحملا هذا الشخص، واللذين يبدوان مثبتين على سطح المبنى بطريقة ضعيفة لا يمكن أن تتحمل ضغط قذف شخص بهذه الطريقة.


بالنسبة إلى الصوت فعلى الرغم من سماع صوت الهواء، فيمكن بسهولة سماع أحدهم يتكلم اللغة العربية وباللهجة المصرية وكأنما وضع مذياعاً لكي يتم سماع صوته بهذا الشكل الواضح، فيما بدا أن كل من في هذا المشهد له دور في جذب انتباه المشاهد.

وعند الثانية 12، يمكن رؤية الشخص الواقف إلى جانب الآلة ينظر إلى الأعلى قبل إطلاق المقلاع بأجزاء من الثانية ويتطلع نحو الأعلى قبل أن يحصل الحدث نفسه.


وفي الوقت عينه، يمكن للمدقق الانتباه إلى وجود بعض آثار التحريك (آنيمايشن) بطريقة انطلاق المقلاع في الهواء.

وفي نهاية الفيديو، يمكن بوضوح مشاهدة الشخص الذي تم قذفه، وهو يقف في وسط السماء، من دون أن يهبط على الشبكة المفترضة.


ولمن يرغب في مشاهدة مقاطع فيديو جرت وتم التأكد منها في منطقة دبي خلال الأشهر القليلة الماضية، يمكن مشاهدة الفيديو أدناه وملاحظة الاجهزة التي تم استخدامها والطريقة التي يتم فيها قذف شخص في الهواء.