الأربعاء 28 سبتمبر 2016 / 15:54

كيري واهم بشأن سوريا... بوتين والأسد لا يريدان اتفاقاً

24- زياد الأشقر

كتبت جنيفر روبن في صحيفة واشنطن بوست أن البيت الأبيض بات يستصعب تصور أي تعاون عسكري مع روسيا في سوريا، لأن موسكو أخفقت مراراً في الوفاء بالتزاماتها بالنسبة إلى وقف النار الذي أمكن الاتفاق عليه مؤخراً.

ماذا سيفعل البيت الأبيض الآن بعدما أقر وزير الخارجية جون كيري بالجهود غير المثمرة من أجل التوصل إلى حل سلمي

وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إن الوضع في حلب بات أسوأ في عطلة نهاية الأسبوع، وأن الحكومة السورية شنت "حملة منسقة" لضرب أهداف مدنية، وأن قوات بشار الأسد تحاول "قصف المدنيين من أجل إخضاعهم".

شكوى مثيرة للشفقة
وتقول روبن إن أي مراقب لم يكن يتصور إن الأمور ستسير عكس ما هي عليه الآن، لافتة إلى أن شكوى البيت الأبيض المثيرة للشفقة من الطريقة التي دفعت بها موسكو الغرب للقبول بهدنة تعزز فقط موقع الأسد، تثير مسألة أكثر حساسية: ماذا سيفعل البيت الأبيض الآن بعدما أقر وزير الخارجية جون كيري بالجهود غير المثمرة من أجل التوصل إلى حل سلمي في وقت استبعدت فيه الولايات المتحدة أي تدخل عسكري مهم يمكن أن يقنع بتسوية دائمة ومنطقية؟

معلومات استخباراتية
وسخر السناتور جون ماكين من جهود كيري العبثية للحصول على مساعدة روسيا في التوصل إلى هدنة، قائلاً: "فيما طائرات النظامين الروسي والسوري تقصف المستشفيات والأسواق ومستودعات الغذاء وأهدافاً مدنية أخرى، أرسل أوباما مجدداً وزير خارجيته القوي لكن الواهم لاقناع (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين وحتى التعهد بالمشاركة في معلومات استخباراتية مع روسيا من اجل عمليات عسكرية منسقة". والإثنين، قال ماكين والسناتور ليندسي غراهام: "بعد جولة جديدة من الديبلوماسية المتخفية، أطلقت روسيا وقوات النظام السوري موجات جديدة من الغارات الجوية في حلب لا تستهدف عشوائياً المدنيين فقط، وإنما تستهدف الآن بشكل متعمد القوافل الإنسانية ومستودعات الغذاء وعمال الإنقاذ الذين يتحركون للمساعدة على وقف النزيف.

إصرار أمريكي على الديبلوماسية
لكن بينما يمهد الأسد وبوتين الأرضية لتجويع أو ذبح 250 ألف سوري في حلب الشرقية، تبقى سياسة أوباما على حالها بشكل صادم. وهو قال في الأمم المتحدة إن "ما من نصر عسكري في نهاية المطاف، لذلك سنواصل العمل الديبلوماسي الشاق الرامي إلى وقف العنف وإيصال المساعدات إلى المحتاجين".

بوتين والأسد ليسا مهتمين بوقف العنف
وتسأل روبن: "كم ستقصف طائرات روسيا والنظام السوري من المستشفيات والأسواق والمدارس والملاعب، قبل أن ندرك أن بوتين والأسد ليسا مهتمين بوقف العنف؟ وكم من مستودعات الغذاء وقوافل الأمم المتحدة الإنسانية يجب أن تدمر قبل أن ندرك أن بوتين والأسد ليسا مهتمين بتوزيع المساعدات على المحتاجين؟ وبعد مقتل 400 ألف سوري مدني، كم يجب أن يموت قبل أن ندرك أن الأسد وبوتين ليسا مهتمين بالديبلوماسية؟ إن بوتين والأسد لا يريدان إبرام إتفاق سلام، هما يريدان الفوز بالحرب. وعدم اللامبالاة الأمريكية تساعد على ذلك".

خطأ أوباما لا كيري
وإتخذ كيري موقع الهجوم بإصراره على أنه ليس هو الواهم. وترى روبن إنه ليس خطأ كيري عدم وجود رافعة بين يديه في المفاوضات. إنه الرئيس أوباما الذي قرر تجاهل نصيحة هيلاري كلينتون ومستشاري الأمن القومي الآخرين للعمل بحسم وبسرعة للمساعدة على إطاحة الأسد. إن كيري يتحمل مسؤولية عن المهزلة القاسية التي يؤديها.