الأربعاء 2 نوفمبر 2016 / 13:11

كتاب إماراتيون: قانون القراءة الجديد يجل الكلمة ويلهم العالم العربي

24 - علياء شاهين

أشاد كتاب ومثقفون إماراتيون، بـ "القانون الوطني للقراءة"، الذي أصدره رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الأحد الماضي، وهو أول قانون من نوعه للقراءة يضع أطراً تشريعية وبرامج تنفيذية ومسؤوليات حكومية محددة، لترسيخ قيمة القراءة في الدولة بشكل مستدام، وذلك في بادرة حضارية وتشريعية غير مسبوقة في المنطقة.

واعتبر كتاب في حديث لـ 24 أن هذا القانون يجل الكلمة ويلهم قيادات العالم للاستثمار في الفكر والإنسان، ويدعم تنمية رأس المال البشري والمساهمة في وبناء مجتمعات المعرفة في الدولة.

شعب قارئ بحكم القانون
يقول الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، حبيب الصايغ: "يكفي أننا كدولة في الإمارات ننطلق في المحيط العربي بمبادرات من شأنها التغيير بكل معنى للكلمة، فالدولة اليوم أصبحت تصدر الأفكار للعرب، حتى يتلقفوها ويتمثلوها، ونسعى ليتحول شعب الإمارات إلى شعب قارئ بحكم القانون وتضع الإمارات جهودها لترسخ تعاون الجميع في جهد يفيض بالشراكة ليتحول المجتمع إلى حب القراءة وتقديرها".

ويضيف: "الحاصل أن المعلمين واولياء الأمور ربما لا يحثون أبناءهم على القراءة الحرة، بل فقط المناهج، وهذا ما لا ينفع مع اعتبار القراءة وسيلة معرفة وإعادة إنتاج الفكر، لذا نحتاج مع هذا القانون لتدريب المعلمين وتوعية ذوي الطلاب، وإشراك المكتبات، ودعم المكتبات المدرسية المهجورة أو المهملة أو الفقيرة، والتوجه لإنشاء مكتبات كبرى متكاملة، بالمعنى الغربي للكلمة، بحدائق ومرافق وغيرها".

وأشار الصايغ إلى ضرورة أن "يراعي القانون أساليب توجيه أو إنارة درب القراء الصغار أو الأجيال الجديدة لما يتجهون له من مطالعات ومواضيع، وبالطبع لا يجب فرض قراءات توافق ذائقتنا وتوجهاتنا فقط، لكن القصد هو خلق وعي وتحقيق المعادلة الصعبة في التوازن في الاطلاع، وتشيجعهم في الوقت نفسه على حرية التفكير واحترام الاختلاف".

مع القهوة الصباحية
ويقول الروائي والكاتب والإعلامي علي أبو الريش: "لا شك أن هذا القانون الوطني السامي يشكل وثبة قوية باتجاه تقدير الكلمة واحترامها وإجلالها وبالتبعية الإنسان، والقراءة هي المفتاح للفضاء الواسع، وفي الإمارات أصبحنا في كل يوم بينما نرتشف فنجان قهوتنا الصباحية ونفتح الجريدة نجد أننا على موعد مع مبادرة مدهشة، وأصبحت المبادرات الإيجابية أسلوب حكم وحياة في الإمارات، وأؤمن أن هذا القانون يجعل القراءة في مقامها كأولوية".

ويضيف أبو الريش: "نحن كأبناء الإمارات أسعدنا هذا القانون جداً، ومعشر الكتاب امتلأوا حبوراً وفرحاً بهذا القانون الذي يعني أن طريق الوصول لأكبر عدد من القراء أصبح معبداً، وهذا القانون ليس فقط محفزاً للقراء، بل للكتاب أيضاً والمشغلين بالثقافة عموماً".

قراءة للموظفين
وتقول الكاتبة د. فاطمة حمد المزروعي: "من المعلوم أن الإمارات في كل عام نركز على أمر معين والمميز في هذا العام التركيز على القراءة في أطر تشريعية والبرامج التنفيذية وحدد المسؤوليات والتكليفات لجهات مختلفة فالقانون يحدد الوزارات والهيئات لمتابعتها ومن اللافت تحفيز القطاع الخاص لإنشاء المكتبات والتسهيلات الممنوحة لذلك وأراض لإنشاء مراكز ثقافية وهو مهم في الإمارات بسبب قلة المكتبات".

وتضيف المرزوعي: "دعم القانون لبرامج صناعة النشر وتعزيز اللغة العربية والقانون انتبه لنقطة مهمة في جعل المكتبات جاذبة للناس، وإعفاء الكتب كسلعة من الضرائب والرسوم وكل مؤسسة لابد أن يكون فيها مكتبة، كما أن تخصيص قانون القراءى لوقت للموظفين خلال يوم العمل للكتاب، وغيرها من عناصر القانون يعتبر الكلمة الأهمة، والإنسان رأس سنام الاستثمار والتطور".

تعميم القراءة
ويقول الشاعر عادل خزام: "مرة أخرى تثبت الإمارات أنها تعمل وفق منظومة معايير استراتيجية، تحول المبادرات إلى برامج عمل وطنية ويمتد أثرها إلى العالم العربي بأسره، وقانون القراءة هذا أتى بشكل متفرد ومدهش للجميع، كونه الأول من نوعه، في تحويله لقيم معنوية وفكرية إلى قانون إجرائي، فالقراءة كما نعرف في ذاتها سلوك وتقليد عند الناس، لكن أن تعمد الدولة إلى جعل هذه الذائقة برامج عمل لخلق أجيال متفردة قادرة على تحليل العطيات وتذوق الجماليات في اللغة والأدب والغوص في عصارة عقول المفكرين في العالم، فهذا يدل بشكل استثنائي عن أن هذه الحكومة لن تتوقف عن السير في طريق المستقبل ولن تترك زاوية إلا وتأخذها بمضامين عالية تؤسس لخير الإنسان وفكره".

ويضيف خزام: "أنا على ثقة بهذا المشروع، الذي أراه منارة لإعلاء المجتمع الإماراتي وتحويل القراءة من ترف فكري إلى متناول الجميع ليشاركوا ويصنعوا الثقافة بأنفسهم، أما من ناحية الكتاب في الإمارات فقد اشاع هذا القانون بينهم حماسة منقطعة النظير، وأخذ بعضهم مخطوطاتها وأعماله غير المكتملة لإنجازها، وسيصدر الكثيرون من الكتاب أعمالهم قريباً، وخلال هذا العام والعام التالي سنكون وضعنا حجر أساس لهذا المشروع العظيم وكلي ثقة بوجود مبادرات قادمة على مستوى الحكومة والمجتمع، فجميعنا في الإمارات شركاء".