الإثنين 20 مارس 2017 / 14:06

"الطفولة المبكرة" والتربية الأخلاقية.. إمارات الغد

24 - الشيماء خالد

مع استعداد الإمارات للبدء بتنفيذ برنامج "الطفولة المبكرة"، الذي أطلقه نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ومناقشة إطلاق "منهج التربية الأخلاقية" في المدارس، بتوجيهات ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اجتمع خبراء التربية والتعليم من المنطقة والعالم في ملتقيات ومنتديات وورش عمل على مستوى الإمارات، وينقل 24 بعض أبرز انطباعاتهم، التي تمحورت حول رؤية الإمارات لمستقبل أجيالها.

مرحلة العمل
يقول التربوي ومدير مدرسة علي بن أبي طالب، محمد الحمادي لـ 24: "الآن الإمارات في مرحة العمل الجاد، بعد مشاركة وعرض التجارب العالمية والإقليمية في التعليم والتربية الأخلاقية، حان الوقت للانطلاقة الحقيقية للتطبيق والتي تسعى لها قيادة البلاد، ومهمتنا كتربويين وأهالي التحفيز وغرس القيم التي تدعو لها الإمارات في الطلاب، وأيضاً العمل على مرحلة التعليم المبكر بروح إيجابية".

ويضيف الحمادي: "الآن الحاجة ملحة لتشكيل أجيال الغد بقيم أخلاقية للتعامل مع ما هو آت، بالتزامن مع تعزيز المستوى العملي، لذا فالتربية المبكرة والتعليم المبكر لا ينفصلان، ونسعى في الإمارات لجعل الطفل يمارس المهارات بقدر ما يعيش الثقافة والأخلاق، أي تعلم المعلومات والنهل من المعرفة، والتعامل والسلوك الحميد في نفس الوقت".

توازن .. مواطني المستقبل

وتحدث الكاتب الأمريكي، بول تاف، الشهير بمؤلفاته في التربية وعالم الطفل واستراتيجيات التنمية البشرية، لـ 24 خلال زيارته إمارة دبي للمشاركة في مناقشات حول التربية الأخلاقية والتعليم، عن جهود الإمارات المثيرة للإعجاب على حد تعبيره، نحو الأطفال والشباب.

وتاف هو كاتب في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ومتحدث عالمي في شؤون التعليم، وهو مؤلف كتاب "أيا كانت التكلفة: سباق جيفري كاندا نحو تغيير أطفال أمريكا"، ويقول: "الإمارات تستمر بإدهاشي في كل مرة، فبعد الخطوة الذكية نحو إدخال التربية الأخلاقية في المناهج، تأتي كذلك بمبادرات نحو التعليم في الطفولة المبكرة، وهي بهذا تتبع استراتيجية شمولية لا تترك ثغرة في خطتها لخلق جيل مبتكر واعٍ وخلاق".

ويضيف تاف: " أود تقديم رسالة للإمارات، للتركيز على جودة التعلم، والاستمرار بالتركيز على حاجة الأطفال لبيئة مستدامة، سعياً إلى التوازن في تشكيل ودعم مواهب الأطفال بين مختلف النواحي، والتمهيد للانطلاقة نحو مواطني المستقبل، والتحدي الإيجابي لعالم أفضل وأجمل، منذ نعومة أظافرهم".

ويقول الخبير التربوي أستاذ اللغة العربية المخضرم، صقر الزعبي، لـ 24: "لا تنفصل التربية الأخلاقية عن التعليم المبكر برأيي، بل بطبيعة الحال فإن غرس هذه القيم في نفوس الأطفال من الصغر ستجعلها أكثر رسوخاً وتساعد على تسهيل تعزيزها لاحقاً بالمزيد، وهذا ما يبدو أن القيادة الإماراتية توليه جل اهتمامها".

ويضيف: "توجه الإمارات اليوم جهوداً جبارة تصب في التعليم والعناية بأجيال الغد، مع إطلاق الشيخ هزاع بن زايد برنامج الطفولة المبكرة، والاستعداد لتدريس التربية الأخلاقية كمادة في المناهج والمقررات الدراسية، بعد إعلان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن هذه المبادرة، وتجاوب شرائح المجتمع بشكل لافت، كل هذا وأكثر مع فعاليات ومبادرات وبرامج متنوعة يعني أن البلاد تسير بخطى ثابتة نحو رؤيتها لاستشراف المستقبل".

طلاب .. التزام
ويتحدث الخبير التربوي د. محمد سعد، عن أهمية التعليم في الطفولة المبكرة من واقع خبرته كمدير مدرسة لسنوات ومتابعته للعديد من الطلاب، فيقول: "كان أغلب الطلاب المميزين هم من حظوا بتعليم وتجارب غنية في سن مبكرة، فالطلاب الذين اعتادوا اللعب والتعرض لتجارب ممتعة والتعامل مع الكتب والقصص والفن من سنواتهم الأولى أظهروا أداء أفضل بكثير من أقرانهم ممن لم ينالوا القدر نفسه من الاهتمام والرعاية في سنين مبكرة".

ويضيف سعد: " نحتاج لتنمية مهارات الأطفال، وإكسابهم المعارف الحياتية المختلفة، وتنمية قدراتهم الاجتماعية والعاطفية والحسية والبدنية والثقافية في سن مبكرة، وهذا ما يسعى إليه برنامج الشيخ هزاع بن زايد، وهذا يسير في نسق تام مع سعي الإمارات لتضمين التربية الأخلاقية في المناهج، فحين ينتقل الطفل لمقاعد الدراسة رسمياً سيكون أكثر انفتاحاً وتيقظاً وتفهماً للقيم الأخلاقية التي ستحفر في ذاته".

وعلق رئيس مجلس إدارة ومدير عام لهيئة المعرفة والتنمية البشرية، الدكتور عبد الله الكرم، قائلاً: "نشهد اليوم انطلاق موجة جديدة من توجهات التعليم من شأنها أن تساعد في تشكيل شخصية الجيل القادم في دولة الإمارات العربية المتحدة، وسيمتد أثرها للأجيال القادمة، ونحن نؤكد التزامنا بتطوير جيل مسؤول، ومثقف، ومشارك وجاهز للانخراط في المجتمع، كما نعمل على تعزيز المثل العليا من العطاء والعمل التطوعي في الوقت الذي نقوم فيه بإعداد شباب مسؤول وجاد للمساهمة في تقدّم المجتمع والعالم الأوسع".

من الجدير بالذكر أن برنامج الطفولة المبكرة يعد منهجاً تكاملياً شاملاً يهدف إلى تنمية مهارات الأطفال، وإكسابهم المعارف الحياتية المختلفة، وتنمية قدراتهم الاجتماعية والعاطفية والحسية والبدنية والثقافية في سن مبكرة تؤهلهم لأن يكونوا عناصر فاعلة ومؤهلة وقادرة على المشاركة في بناء مجتمعهم وتطويره، كما يعمل البرنامج على تمكين الأسرة والقائمين على تربية الأطفال وتزويدهم بالمهارات والوسائل والأدوات اللازمة لرعاية الأطفال وتنشئتهم وفق أسس علمية.

وسيبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من البرنامج والمتمثلة في توفير برامج التدريب والتمكين للأسرة والقائمين على تربية الأطفال وتوفير المصادر الإلكترونية والمواد التعليمية اللازمة لهم في مجال الطفولة المبكرة ابتداء من شهر أبريل 2017 في 15 مركزاً من مراكز المؤسسة الغربية والوسطى والشرقية.