الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب وزوجته يدليان بصوتهما خلال الانتخابات (أرشيف)
الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب وزوجته يدليان بصوتهما خلال الانتخابات (أرشيف)
الخميس 11 مايو 2017 / 12:55

من اللجوء إلى الرئاسة.. مون جاي الحالم بتوحيد الكوريتين

24 - راما الخضراء

من لاجئ إلى رئيس للبلاد، تدرج مون جاي إن، الذي ينحدر من أصول شمالية في الحياة السياسية ليصل إلى رأس السلطة في البيت الأزرق بسيؤول.

وحقق مون (64 عاماً) الذي ينتمي للحزب الديمقراطي (يسار وسط)، فوزاً كبيراً بالانتخابات الرئاسية التي جرت الأربعاء، بعدما حصل على 41,4% من الأصوات، متغلباً بفارق كبير على المرشحين الآخرين.

وينهي فوز مون 10 سنوات من حكم المحافظين، وقد يبشر بعصر من التقارب مع بين الكوريتين، وتغير حيال الولايات المتحدة، إذ بعد أن أدى اليمين الدستوري، أبدى الرئيس الجديد استعداده لزيارة كوريا الشمالية في تصريح أثار جدلاً عالمياً، كما أنه من أشد المعارضين لنشر نظام "ثاد" الدفاعي على أرض بلاده.



وبينما تقبع الرئيسة السابقة بارك غون هي في الاحتجاز بانتظار محاكمة قد تضعها في السجن مدى الحياة، استغل مون رغبة البلاد في التغيير، واستطاع حصاد عدد أصوات يبلغ ضعف عدد الأصوات التي نالها أقرب منافسيه.

ووعد الرئيس المنتخب بتقليص سطوة الشركات العائلية الكبيرة على الاقتصاد الوطني، ومحاربة الفساد واستغلال السلطة.

فمن هو الرئيس الكوري الجديد؟
إبان الحرب الكورية هرب والدا مون من كوريا الشمالية، وأقاما في جزيرة غيوجي الجنوبية مسقط رأس مون.

ولد مون عام 1953، وقضى سنواته الأولى مربوطاً إلى ظهر والدته التي كانت تبيع البيض في ميناء بوسان لكسب لقمة العيش، بينما عمل والده في معسكر لأسرى الحرب.

تخرج في المعتقل
عام 1972، التحق مون بكلية الحقوق لكنه لم يمض فيها وقتاً طويلاً، إذ اعتقل لقيادته احتجاجات ضد حكم بارك تشونغ هي الدكتاتوري، وحكم عليه بالسجن، وأثناء حبسه تمكن من التخرج وأصبح محامياً في المعتقل، قبل أن يطلق سراحه.

يذكر أن بارك تشونغ هي، هو والد الرئيسة المعزولة بارك غون هي، التي تقبع بالسجن حالياً بانتظار محاكمتها في قضية فساد هزت البلاد.


مون خلال الخدمة الإلزامية العسكرية 

وعام 1976، بدأ مون الخدمة القسرية بالجيش، ثم سرح بعد عام واحد، وأعيد اعتقاله بسبب مشاركته في حركات مناهضة للنظام.

وعرف مون بنشاطه في مجال حقوق الإنسان، وافتتح مع صديقه الرئيس المستقبلي رو مو هيون مكتباً للمحاماة، مختص بقضايا حقوق الإنسان والحقوق المدنية في بوسان، مما حولهما إلى ناشطين بارزين في الحركة الديمقراطية التي اجتاحت البلاد وأدت إلى اجراء أول انتخابات عام 1987.

وآثر مون البقاء في المحاماة ورغم قرار صديقه رو دخول عالم السياسة، إلا أن الوضع تغير عام 2003، عندما انتخب رو رئيساً لكوريا الجنوبية، وأصبح مون واحداً من كبار مستشاريه.

وشغل مون، المتزوج الذي لديه طفلان، منصب سكرتير أول للرئيس لرو للشؤون المدنية على مدى دورتين، ومنصبي سكرتير أول للمجتمع المدني ورئيس مكتب سكرتارية الرئاسة، مكتسباً لقب "ظل رو"، وكان يأمل أن يتم تعيينه كقاض، إلا أنه فشل في ذلك بسبب أنشطته الاحتجاجية السابقة.


الرئيس المنتخب مع زوجته وأطفاله

وعن تلك الفترة من حياته كتب مون: "كنت أشعر بالحرج دائماً، وكنت أشعر أن هذه الوظيفة لم تخلق لي، كأنني ارتدي ملابس ليست بحجمي، وكنت دائماً أفكر بالعودة إلى مهنتي الأصلية، المحاماة".

وبعد انتحار رو عام 2009، قرر مون أن يواصل العمل السياسي، إذ ترشح للرئاسة للمرة الأولى عام 2012 وخسر أمام بارك بفارق ضئيل، لكنه فاز بمقعد في البرلمان.

ويحظى مون المعروف بقيادة الحركة الديمقراطية في كوريا الجنوبية بشعبية كبيرة، وكان شارك في تظاهرات عام 2016 المعارضة لبارك غون هي.


الرئيس المنتخب مع زوجته

حلم وحدة كوريا
في 9 من مايو (أيار) 2017، انتخب مون رئيساً للبلاد، وكان أول تصريحاته أنه يرغب بزيارة كوريا الشمالية، مما أثار ضجة عالمية.

وكشف مون في كتاب نشره هذا العام، عن حلمه بالعودة إلى قرية أجداده هونغنام في كوريا الشمالية، وقال في كتابه: "أحلم في قضاء ما تبقى من حياتي في هونغنام أمارس عملاً دون أجر، عندما تتوحد الكوريتان سلمياً، أول شيء أرغب في عمله هو اصطحاب والدتي البالغة من العمر 90 عاماً إلى مسقط رأسها".

ويؤيد مون إجراء المزيد من الحوار مع كوريا الشمالية، مع مواصلة الضغط والعقوبات، في اختلاف كبير عن الرئيسة المعزولة التي قطعت معظم العلاقات بين البلدين.


الرئيس المنتخب مع زوجته

ومن الجدير بالملاحظة أن كوريا الشمالية أشارت إلى أن مون كان "مرشحها المفضل"، ودعت وسائل الإعلام الحكومية الناخبين مؤخراً إلى التصويت لمون ومعاقبه المحافظين بقيادة بارك.

أما فيما يخص العلاقات مع الولايات المتحدة، فيتبنى رئيس كوريا الجنوبية الجديد علاقة التوازن وعدم التبعية، وهو من معارضي نظام "ثاد" الصاروخي الذي نشرته الولايات المتحدة في بلاده، مما يثير تساؤلات كثيرة حول السياسية التي سيتبعها والتغيرات التي ستطرأ على الساحة الدولية، والتي ستجيب عنها الأيام القادمة.