الخميس 18 مايو 2017 / 23:28

نوال الصوفي.. صانعة أمل للاجئين لم يكن لديهم أي أمل

24- محمد رمضان

صنعت المغربية نوال الصوفي الأمل، في إحدى أهم القضايا التي يغرق فيها العالم العربي اليوم، قضية اللاجئين التي شغلت جزءاً كبيراً من حياتها وباتت قضيتها الأولى، إذ عملت جاهدة على مساعدتهم في تخطي الأوضاع الصعبة التي يمرون بها، بمساهمتها في عمليات إنقاذهم من مصيرهم المجهول في البحار التي فروا إليها هاربين من الحروب في بلدانهم.

نوال صوافي (30عاماً) التي كرمها نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مساء اليوم الخميس، بجائزة "صانع الأمل" في الوطن العربي، بذلت جهداً كبيراً في مساعدة اللاجئين والنازحين في العديد من الدول، فمنذ صغرها شغفت في قضايا المهاجرين بداية من أبناء وطنها المغرب وصولن إلى كافة اللاجئين حول العالم.

القضية الفلسطينية
القضية الفلسطينية من أبرز القضايا التي أخذت حيزاً من اهتماماتها فخرجت في العديد من المظاهرات المناصرة للشعب الفلسطيني ونظمت بعضها، إلى جانب العديد من الملفات والقضايا التي جعلت من العمل الإنساني هدفاً تسعى لبلوغه في كل مواضعه.

تبلور الفكر الإنساني أكاديمياً مع توجه الصوفي، لدراسة العلوم السياسية والعلاقات الدولية للعمل في المحاكم والسجون، بهدف الوصول أكثر لملفات اللاجئين وتحقيق أهداف أكثر فعالية، وتبع هذه المرحلة من حياتها بدء الأزمة في سوريا ونزوح الآلاف عن مدنهم وقراهم، حيث جذبت أوضاعهم الإنسانية الصعبة اهتمامها بشكل لافت لدرجة دفعت بها إلى التوجه نحو حلب التي اعتبرت الصوافي أنها نقطة الإنطلاق الرئيسية للتعريف بها كناشطة إنسانية على الرغم من أنها وصلت إليها سراً لدعم اللاجئين والمحتاجين فيها في الأوقات التي كانت تخضع فيها المدينة لحصار مطبق.

المهاجرين السوريين
خارج الأراضي السورية عملت الصوافي في البحار، وكانت مهمتها إنقاذ اللاجئين، وقد نجحت في ذلك عبر مساعدتها لقارب كان يحمل على متنه 200 شخص وآخر 800 شخص، وتذكر الصوافي دوماً تفاصيل تلك التجربة الإنسانية التي لم يقتصر عملها فيه على إبلاغ خفر السواحل بل كانت تتولى نوال مهمة توعيتهم وتعريفهم بطرق التنقل الرخيصة، وشراء أرقام ليتحدثوا مع عوائلهم.

أثرت الصوافي بعدد كبير من الجماهير المشاركة في اختيار "صانع الأمل العربي" عبر سرد تجربتها التي عاشتها في صيف 2013، حين اتصل بها شخص مذعور في قارب مهدد بالغرق فيه مئات السوريين تائهين، وأبلغت خفر السواحل الإيطالي، الذين شرحوا لها كيف يمكنها مساعدة المهاجرين على معرفة إحداثيات موقعهم باستخدام نظام "جي.بي.اس" في هاتف متصل بالأقمار الصناعية، لتوجيه فرق الإغاثة للعثور عليهم، وبعد ساعات تمكنت من إنقاذ كل من كان على المركب، وبعدها أدركت صانعت الأمل أنها قادره على فعل الكثير بتخصيص جهدها ومعرفتها لإنقاذ الآلاف من المهاجرين واللاجئين ممن ينتظرون أملاً كالصوافي يساعدهم على الحياة.