الأحد 4 يونيو 2017 / 14:50

يوسف العتيبة.. الدبلوماسي النابغة والرجل الأكثر سحراً في واشنطن

24- نيفين الحديدي

في محاولة بائسة للإساءة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، شن الإعلام القطري والإيراني حملة إعلامية مسعورة، استهدفت تشويه صورة السفير الإماراتي بالولايات المتحدة يوسف العتيبة، أحد أبرز دبلوماسيي الإمارات في الخارج، وذلك بعد نشر تسريبات من بريده الإلكتروني.

وقوبلت هذه الحملة القطرية الإيرانية المشبوهة، والهادفة لتحريف أقوال الدبلوماسي يوسف العتيبة، باستنكار واسع من قبل مغردين إماراتيين وعرب، أطلقوا هاشتاقاً بعنوان "إيميل العتيبة يمثلني"، معبرين عن فخرهم بالجهود الكبيرة التي يقوم بها سفير الدولة بالولايات المتحدة للحفاظ على مصالح الدولة.

وتصدّر هاشتاق "إيميل العتيبة_يمثلني" ترند شبكة تويتر، كرد فعل على التقارير التي نشرتها الجزيرة القطرية والعالم الإيرانية لتحريف أقوال السفير يوسف العتيبة، وذلك بعد اختراق بريده الإلكتروني من قبل مجموعة تسمي نفسها "غلوبال ليكس".

فمن هو يوسف العتيبة، "الرجل الأكثر سحراً وتأثيراً في واشنطن"، كما يصفه الإعلام الأمريكي، والذي يوصف بالدبلوماسي النابغة، الذي وضع لنفسه ولبلاده، وللقضايا العربية، بصمة خاصّة في المحافل الدولية ذات الثقل السياسي الأكبر.

ولادته ونشأته
ولد العتيبة لأب إماراتي وأمٍ مصرية، والده مانع سعيد العتيبة، أول وزير للنفط في الدولة الإماراتية، وعين سفيراً للإمارات في الولايات المتحدة في 21 يونيو(حزيران) 2008.

حصل على درجة علمية في الآداب من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وخلال هذه الفترة استطاع تقديم نفسه للسفير الأمريكي لفرانك ويزنر، في القاهرة آنذاك.

وحاز العتيبة درجة في العلاقات الدولية من جامعة جورجتاون في واشنطن العاصمة، وكان زميلاً دولياً في الكلية الصناعية للقوات المسلحة التابعة لجامعة الدفاع الوطني في واشنطن العاصمة.

وقبل تعيينه سفيراً في الولايات المتحدة، في 2008 عمل العتيبة لمدة سبع سنوات مديراً للشؤون الخارجية في ديوان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وعمل العتيبة خلال هذه الفترة على تعزيز علاقات الإمارات في المنطقة.

تصريحات ومواقف
في 2015، تحدث يوسف العتيبة عن ضرورة الحصول على ضمان أمني خطي من واشنطن، خلال اجتماع الرئيس، باراك أوباما، في قمة كامب ديفيد مع زعماء الدول الخليجية.

وفي كلمة له بمعهد أبحاث أتلانتك كاونسل في واشنطن، أشار العتيبة إلى الحاجة إلى ضمان خطي من واشنطن بشأن أمن المنطقة وسلوك إيران فيها، بقوله: "في الماضي أمكننا المضي باتفاق شرف مع الولايات المتحدة بشأن الأمن... أعتقد أننا اليوم نحتاج شيئاً مكتوباً".

وأضاف السفير الإماراتي أن "قمة كامب دايفد لن تتناول الاتفاق النووي الإيراني فقط، بل ستتطرق أيضاً إلى التدخل الإيراني في المنطقة".

وأكد العتيبة أن "هذه القمة ستكون خطوة أولى لرفع مستوى العلاقة بين الخليج والولايات المتحدة"، موضحاً "ما كنا نصبو إليه هو عقد هذه القمة قبل أربع سنوات وهذه القمة ستبحث تقوية العلاقة على جميع الصعد".

وفي سبتمبر 2016 قال العتيبة في مقال نشر على موقع "فوكس نيوز" الأمريكي إن "آثار القاعدة والإخوان المسلمين وإيران وعملائها تمددت بعيداً في قلب أوروبا وأمريكا وآسيا، ولكن في الشرق الأوسط وقلب العالم العربي، "نواجه تهديداً وجودياً من التطرف. إن مجتمعاتنا وعائلاتنا وسبل عيشنا وأنماط حياتنا معرضة لهجوم دائم".

ولفت العتيبة إلى أن الإمارات ودولاً عربية أخرى تفكر بالطريقة نفسها، تدرك أن علينا مهاجمة الملاذات الآمنة للتطرف في المنطقة، وأن هذا يجب أن يكون معركة مشتركة مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين. وذكّر بأنه بعد هجمات 11\9 بوقت قصير، انضمت القوات الإماراتية إلى الحرب على القاعدة وطالبان في أفغانستان، "وبقينا على الجبهات هناك مع الولايات المتحدة والناتو لأكثر من 12 سنة... واليوم، تتقدم الإمارات ودول عربية أخرى المعركة ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية، أخطر فروع القاعدة على الأرجح. وفي أبريل (نيسان)، أطلق تحالفنا هجوماً كبيراً ضد هذا التنظيم في شرق اليمن مع دعم حاسم من الولايات المتحدة. وفي وقت سابق هذه السنة، استعادت قوات محلية درّبتها ودعمتها الإمارات، عدن، ثانية كبرى المدن اليمنية من المتمردين المدعومين من إيران، وعناصر القاعدة في شبه الجزيرة العربية".

وفي مارس 2017 نشر العتيبة مقالاً في "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اعتبر فيه أن "التعاون الأمني بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربي، بإمكانه أن يحد من التدخلات الإيرانية في المنطقة، كما سيكون له تأثير فوري على الوضع في اليمن".

وتساءل العتيبة في مقاله قائلاً: "ما الذي تريده إيران بالضبط؟ دستورها يدعو إلى تصدير "الثورة الإسلامية" إلى باقي دول العالم. وقادتها يتحدثون عن بلاد "فارس الكبرى"، وهي ما يعني فرض نفوذها على منطقة تشمل معظم الشرق الأوسط، وما زالت عبارة "الموت لأمريكا" هي الصرخة المفضلة والمحببة لدى طهران"، مؤكداً أن الحد من العدوان الإيراني ومراقبته لن تكون سهلة أبداً، إلا أن الاستقرار في المنطقة يعتمد عليه. والخطوة الأولى تكون بمتابعة تحقيق إيران لالتزاماتها، ثم إعادة بناء أمريكا لعلاقاتها مع شركائها في المنطقة كخطوة ثانية، وبالتالي مواجهة التدخلات الإيرانية في هذه الدول بشكل مباشر، كاليمن مثلاً".