رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.(أرشيف)
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.(أرشيف)
الأربعاء 12 يوليو 2017 / 14:34

الصراع على السلطة بدأ للتوّ في العراق

24- زياد الأشقر

بالنسبة إلى عراقيين كثر، يرمز تدمير المنارة الحدباء التاريخية إلى هزيمة داعش في العراق، ذلك أنه تحت هذه المئذنة في مسجد النوري، أعلن أبو بكر البغدادي "الخلافة"، والآن دمرها التنظيم الإرهابي في مواجهة تقدم قوات الأمن العراقية.

يتوقع أن يخرج إلى العلن الصراع الشيعي الداخلي بين رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي ورجل الدين الشيعي مقتدى الصدر

ومع ذلك، كتب ريناد منصور في مجلة "فورين بوليسي" إن شكل هذه الهزيمة والمسار المحتمل لما بعد داعش في العراق يبقى غير واضح. 

وقال الباحث في معهد "تشاتهام هاوس": "على رغم انتهاء عمله في مركز الولاية، فإن داعش لا يزال موجوداً. إن تنظيماً ذا هيكلية جديدة لا يسيطر على أراضٍ يمثل تحديات جديدة. فعسكرياً يلجأ التنظيم إلى حرب العصابات، بما في ذلك هجمات ضد مناطق ذات كثافة سكانية. خلافاً للماضي، يمتلك التنظيم الكثير من المصادر وانتقل إلى تكتيكات تستخدمها المافيا، مثل تبييض كميات من الأموال النقدية من طريق تبادل العملات وتجارة الأدوية. وحتى الفترة الأخيرة، كان ذلك يشمل إبدال الدينار بالدولار الأميركي عبر مزادات المصرف المركزي على العملة العراقية".

نزاعات مضمرة
ولفت منصور إلى أن نزاعات مضمرة بين الكثير من القوى السياسية العراقية ستبرز إلى الواجهة بعد أن تخمد المسألة المشتركة المتمثلة بداعش. ويتوقع أن تنفجر النزاعات الخامدة حول الأراضي في شمال العراق. وسيتنافس قادة كردستان العراق، والشيعة العرب، والميليشيات التركمانية المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي، والقادة المحليون، ومقاتلو القبليون السنّة، واللاعبون الإقليميون، على نفوذ أوسع في مناطق حساسة ساخنة مثل كركوك وشمال نينوى، والحدود العراقية-السورية.

الصراع الشيعي الداخلي
وفي بغداد، يتوقع أن يخرج إلى العلن الصراع الشيعي الداخلي بين رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي ورجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. وتتناقض في هذا الشأن سياستا الولايات المتحدة وإيران، وستعمل طهران على تمكين حلفائها الذين تثق بهم، وبينهم المالكي وقادة الحشد الشعبي مثل هادي العامري وقيس خزعلي وأبو مهدي المهندس. أما واشنطن فستركز على تمكين العبادي. ومن المهم أيضاً التذكير بأن تنافس العبادي-المالكي-الصدر، يتغذى بشكل متزايد من اقتناع الجمهور الساخط بأن الفساد لا الطائفية، هو السبب الرئيسي لظهور داعش.

التحديات
ومن أجل أن ينأى العراق بنفسه عن هذه التحديات، عليه أن يعزز المؤسسات المحلية والفيديرالية لمحاربة سلطة اللاعبين العنيفين من خارج الدولة والتوصل إلى تفاهم جديد على تقاسم السلطات المحلية. وعندها فقط يمكن للدولة أن تعالج جذور الأسباب التي أدت إلى صعود داعش والعمل على ترجمة الانتصارات العسكرية إلى تسويات سياسية بعيدة المدى-وتضمن أن العراق لا يسير نحو جولة جديدة من النزاع.