الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقيادات عسكرية.(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقيادات عسكرية.(أرشيف)
الخميس 10 أغسطس 2017 / 15:11

معمودية النار للقادة العسكريين الأتراك ستكون في.. سوريا

تطرق الكاتب دينيز زيريك في صحيفة "حريت" التركية لقرارات اتخذها المجلس العسكري الأعلى في تركيا، والتي قضت بتعيين قادة جدد للقوات المسلحة التركية، بيمن فيهم قادة القوات البرية والبحرية والجوية، والجندرمة (الشرطة).

أول وأهم اختبار للقادة العسكريين الأتراك الجدد سيكون حول الأهداف التي تضعها القيادة السياسية في أنقرة بشأن القضية السورية

ورأى الكاتب أن التعيينات الجديدة جاءت نتيجة الصراع ضد منظمة فتح الله غولن (فيتو)، وضد حزب العمال الكردي الكردستاني( بي كي كي).

ولفت إلى حركة احتجاجات بشأن التعيينات صدرت عن بعض القادة. فقد أشار هؤلاء لحقيقة أن بعض الجنرالات الذين قاوموا جنود الانقلاب ليلة 15 يوليو( تموز) قد أحيلوا على التقاعد.

ويقول زيريك أنه لدى تصفحه للائحة الجنرالات وضباط البحرية المعينين، وجد أن أسماء مثل الميجور جنرال محمد أوكان، والذي عين رئيساً لقسم رئاسة عمليات هيئة الأركان من قبل وزير الدفاع فكري إيجيك ،بعد المحاولة الانقلابية في 15 يوليو( تموز)، والذي قاوم المحاولة، كان من بين ضحايا مؤامرات سابقة.

توقعات
وفيما كان متوقعاً أن يصبح الأدميرال فيسيل كوسيلي قائداً للبحرية التركية، فقد أحيل على التقاعد، ونفى كوسيلي مزاعم بأنه لم يبد مقاومة كافية ضد حركة غولن. كما دافع أدميرال متقاعد عن كوسيلي في رسالة إلكترونية قال فيها إن كوسيلي قاوم "فيتو" أثناء خدمته في البحرية التركية.

أول اختبار
وبرأي زيريك، جاءت قرارات المجلس العسكري الأعلى في تركيا واضحة، ولكن ما يحتاج الأتراك لمعرفته الآن، هو ما الذي تتوقعه الحكومة من الجنرالات التي عينتهم في قيادات الجيش.

وسيكون أول اختبار للقادة الجدد في سوريا، وهم سينفذون بالتأكيد ما أشار إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطابه في مالاطية، شرق تركيا من "أننا مصممون على تعميق الخنجر الذي غرسناه في قلب مشروع الإرهاب في سوريا، عبر اتخاذ خطوات جديدة وهامة من خلال عملية درع الفرات. وبات واضحاً الآن أن القضية في سوريا تتجاوز حدود القتال ضد تنظيم إرهابي".

إشارات
ويقول زيريك إنه عندما يقول الرئيس التركي إن القضية تتجاوز القتال ضد تنظيم إرهابي، فهو يشير إلى خطط تضعها روسيا وأمريكا حول مستقبل سوريا. فإن كلا البلدين يفتتحان اليوم قاعدة جديدة على الأرض السورية. ويعمل الطرفان، مع مرور كل يوم جديد، على وضع تصورات لمناطق حكم ذاتي كردية في شمال وشرق سوريا. وتعمل وحدات حماية الشعب الكردي( واي بي جي) على فتح الباب نحو تحقيق هدفهم بتغيير التركيبة السكانية في المستقبل، وتفريغ المناطق التي يسيطرون عليها من سكانها العرب.

بنادق لم تصمت
وبرأي الكاتب منعت عملية درع الفرات واي بي جي من الاستيلاء على منطقة مساحتها 2000 كيلومتر مربع بين كوباني وعفرين. كما أمنت العملية استقراراً للمنطقة (تعكسها أعداد هجرة السوريين المعاكسة إلى المنطقة). بعد ذلك، تم التوصل إلى وقف لإطلاق نار من خلال لقاءات أستانة، التي رعتها تركيا وروسيا.

ورغم ذلك، لم تتوقف المناوشات بين الجيش السوري ومجموعات معارضة مسلحة. وقدمت تركيا عربات مسلحة ودراجات للشرطة السورية الحرة، التي يوفر عناصرها الأمن على طول الحدود بين تركيا وجرابلس ـ أعزاز على الجانب السوري.

خيارات عسكرية
ويقول الكاتب إنه استفسر من ضباط وديبلوماسيين بشأن "الخطوات الجديدة" التي ذكرها أردوغان. ولكن هؤلاء قالوا إنهم لم يسمعوا بها، وأن القضية لم تذكر. ولربما سمعوا بالأمر لأول مرة، أو أنهم لم يرغبوا بالكشف عن خطوات قد تتخذ.

وبحسب زيريك، وبالنظر لتحرك قوات الجيش السوري الحر والمعارضة التي تقاتل الجيش السوري، فلربما تسعى "المعارضة السورية" إلى أن يكون لها صوت في الترتيبات الجديدة التي تجري في الشمال السوري. 

من هنا، يرى الكاتب، أن أول وأهم اختبار للقادة العسكريين الأتراك الجدد سيكون حول الأهداف التي تضعها القيادة السياسية في أنقرة بشأن القضية السورية.