لاعبو الفيصلي خلال هجومهم على الحكم نور الدين (أرشيف)
لاعبو الفيصلي خلال هجومهم على الحكم نور الدين (أرشيف)
الأحد 13 أغسطس 2017 / 08:47

مصطفى الآغا يكتب: ختامها... مش!!!

للأمانة كنت أفكر بعنوان غير الذي قرأتموه لمقالتي هذه وهو (ختام... مش)، وكنت سأعنون مقالتي (ختامها... زفت)، ولكني رأيت أن كلمة زفت قد تكون ثقيلة على العنوان وعلى المقالة نفسها.

نعم للأسف لم يكن ختام البطولة العربية بكرة القدم مسكاً ولا حتى معقولاً ولا مقبولاً.

وقبل أن أبدأ بذكر السلبيات سأتحدث عن بعض المظاهر الجميلة، وأولها الحضور الجماهيري المعقول للمباراة النهائية رغم أنه لا طرف مصرياً فيها، والمباراة نفسها كانت جميلة وفيها خمسة أهداف وفيها إثارة ومتابعة كبيرة من شعبي وقيادتي تونس والأردن، وكلنا قرأنا تغريدة الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله قبل المباراة، وتغريدة ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله قبل المباراة.

ومن الأمور التي تسجل للبطولة عودتها بعد غياب ومشاركة أسماء كبيرة من الأندية حتى لو بالأولمبي، إضافة للنقل التلفزيوني الرائع من قنوات أبوظبي الرياضية، وسبق وكتبت مقالاً الأسبوع الماضي عن قوة هذا النقل وإبداعاته وأبعاده.

كل هذا بكفة والتحكيم الذي قاد معظم مباريات البطولة في كفة، وقبل أن أكمل كلامي أقول إنني ضد العنف وضد وضع التحكيم كشماعة، لأن أخطاءه جزء من اللعبة وأحد أسباب إثارتها، وضد تبرير العنف مهما كانت الأسباب، ولكن بنفس الوقت أنا ضد المحاباة والمجاملة وضد عدم التعلم من الأخطاء السابقة التي قتلت البطولات العربية وغيّبتها لخمس سنوات، وضد كل ما من شأنه أن يخسف بجهود العشرات ممن وصلوا الليل بالنهار كالأمير تركي بن خالد الذي طاف الوطن العربي شارحاً ومقنعاً ومحاولاً إعادة الروح لبطولات لم يعد يؤمن بها أبناؤها، وعندما عادت انتهت بمشاهد بشعة ومقززة، ولا أتحدث فقط عمّا حدث في المباراة من فوضى وشغب وضرب للحكم وضرب بين اللاعبين وهدف مثير للجدل، بل عمّا حدث بعدها عبر وسائل التواصل الاجتماعي من سب وشتم وتهديد ووعيد ودخول أكثر من طرف على الخط، حتى طالب البعض بإلغاء البطولات العربية لأنها لم ولن تتعلم من تجاربها السابقة، وستبقى مصدر مشاكل وحساسيات طالما أنها لا تخضع لعقوبات ملزمة ولا تنضوي تحت مظلة اتحاد قاري أو دولي يجبر المشاركين على التقيد بالقوانين أو الخوف من خرقها على الأقل.

إن لم نتعلم مما حدث فسنبقى ندور في نفس الدائرة المغلقة بدون أي فسحة أمل، فهل نتعظ ونتعلم؟

نقلاً عن صحيفة الاتحاد الإماراتية