مقاتلون من داعش ينفذون عمليات إعدام علنية.(أرشيف)
مقاتلون من داعش ينفذون عمليات إعدام علنية.(أرشيف)
الثلاثاء 15 أغسطس 2017 / 13:26

انشقاقات داخلية تنذر بزوال سريع لداعش

تساءل طوم أوكونور، محلل سياسي لدى مجلة نيوزويك، عن أسباب مواصلة داعش القتال على رغم تلاشي أحلام دولة الخلافة، لافتاً إلى خلافات وانشقاقات داخلية تنذر بتسريع نهاية التنظيم.

على الرغم من تماسكه الظاهري، لربما يواجه داعش حالة تفسخ داخلية

ويشير المحلل إلى أن داعش، في أوج قوته، كان أكثر من مجرد خلافة مزعومة قائمة على مساحة واسعة في الشرق الأوسط، دون رؤية واضحة. وقد أدى اكتساح التنظيم لمساحات واسعة في بلدين ذوي أهمية عربية وإسلامية تاريخية، لاجتذاب عشرات الآلاف من المناصرين من جميع أرجاء العالم.

انقلاب الطاولة

ولكن، كما يلفت أو كونور، يمثل فقدان الأرض خسارة كبيرة لداعش، وانقلاب للطاولة على رأس التنظيم، وإن يكن ليس قاتلاً.
فقد قال مايكل سميث، خبير في مكافحة الإرهاب ل"نيوزويك": "ما يهم هو تأكيد داعش علـى كونه أكثر التزاماً بقضية معاقبة من يعتبرهم أعداء الإسلام مما كان عليه القاعدة وسواه من التنظيمات السلفية الجهادية التي رفضت الاندماج معه. ولذلك يخشى من شنه هجمات إرهابية في الغرب ينفذها جهاديون مناصرون له مقيمون في دول غربية".

استهزاء
ويقول الكاتب إن التنظيم الذي خرج من رحم القاعدة بعد الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، والاحتلال العسكري اللاحق، لا يرفض حركات جهادية أخرى فحسب، بل يسخر منها، حتى رغم تراجع عدد مقاتليه. وكما هو حال سميث، تقوم ميا بلوم من جامعة جورجيا الحكومية، بمتابعة بصمات داعش المشفرة عبر تطبيق تلغرام على وسائل التواصل الاجتماعي. وتلفت بلوم لوسيلتين يعتمد عليهما التنظيم لتدبر أمر بقائه كحركة خارجة على القانون، وللصمود في وجه حملات تنفذها قوى دولية، والجيشان السوري والعراقي من أجل تدميره.

إنكار الهزائم
تقول بلوم إن داعش يتعمد إنكار هزائمه أمام أتباعه. وفيما تتراجع جيوب مقاومة داعش في العراق، جراء ضربات التحالف الدولي والجيش العراقي وقوات البشمركة، يحرص التنظيم على التظاهر أمام قواته في سوريا بأنه ما زال قوياً ومستمراً في القتال، ويعرض صوراً لمبانٍ دمرها أعداؤه، ومشاهد لقتلى بين المدنيين. وتدعي آلته الإعلامية بأن كل ما يصل من أخبار عن خسائره ليس سوى "أكاذيب".

تفسخ داخلي
من جانب آخر، دأب داعش على تمجيد ضحاياه باعتبارهم شهداء تنتظرهم حور العين في الجنة، ما أدى لاستقطاب عدد من المجندين إلى صفوفه. ولكن بحسب بلوم، يعاني اليوم داعش من انقسامات وانشقاقات بين قادته. ومن خلال أسلوب عرف لدى أي تنظيم يشعر زعماؤه بأنه أصبح على وشك الانهيار، أخذ أنصاره في الانقلاب علي بعضهم، وتبادل الاتهامات بالكفر والتجسس. وقد وصفت بلوم تلك الظاهرة بأنها عملية "مزاحمة ذاتية"، قائلة إنه على الرغم من تماسكه الظاهري، لربما يواجه داعش حالة تفسخ داخلية.

أرضية مشتركة
لكن لمنع ظهور تنظيم جديد من نوعية داعش، يقول والي نصر، عميد كلية الدراسات الدولية المتقدمة لدى جامعة جون هوبكينز: "لا بد للاعبين المحليين أن يجدوا أرضية مشتركة فيما بينهم، وهو أمر يجب أن يدركه كل من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، ومحور روسيا وإيران".وأضاف: "إما أن تعتقد أن هناك حلاً عسكرياً لسوريا، فهذا أمر مكلف ولن يكون مستداماً، أو أنه لا بد من التوصل إلى صفقة. ولكن ما زال الجانبان يتعاملان مع الحالة السورية كمقارعة خاسرة".