الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم.(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم.(أرشيف)
الثلاثاء 15 أغسطس 2017 / 13:34

أردوغان يحاول الاستفادة من قطر ومقاطعيها معاً.. سيخيب أمله

رأى الكاتب توماس سيبيرت أن مشاركة تركيا في تدريبات عسكريّة مشتركة مع قطر، دليل على انحياز أنقرة للدوحة في الأزمة الخليجية بعكس ما جاء في تصريحات المسؤولين الأتراك.

موقف تركيا في الشرق الأوسط أضعفته سياسات أردوغان في سوريا والعراق ومصر خصوصاً مع خطاباته الشعبوية التي ستعطيه تعاطفاً لدى حماس والإخوان المسلمين

 وكتب في صحيفة "ذي اراب ويكلي" أنّ هدف التدريبات المشتركة التي جرت أوائل هذا الشهر هو تعزيز التعاون العسكري البحريّ بين الدولتين. وقال المسؤول البارز في حزب العدالة والتنمية ياسين أكتاي في حديث إلى قناة الجزيرة إنّ الوجود العسكري التركي في دول الخليج "يخلق توازناً في المنطقة". وأضاف أنّ ذلك الحضور يعمل على تأكيد غياب أيّ "أخطاء محتملة".

لكنّ سيبيرت يؤكد أنّ هذا ما لا تعتقده الدول الرباعيّة المقاطعة لقطر بسبب دعمها للإرهاب وللإخوان المسلمين وهو التيار الذي يتمتع بروابط فكرية كبيرة مع حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ويساعد الأخير الحكومة القطرية علناً في التخفيف من آثار المقاطعة عبر إرسال السلع إلى الدوحة، فيما يدعو المملكة العربية السعودية إلى إنهاء الأزمة. وانتهت زيارة أردوغان إلى المنطقة الشهر الماضي والتي وصفها الرئيس التركي كمسعى من أجل التوسّط لحلّ الخلاف، بدون تحقيق أي تقدم.

أردوغان أضعف مصلحته

ينقل كاتب المقال عن روبرت بيرسون، سفير أمريكي سابق إلى أنقرة، قوله إنّ نشر الجنود الأتراك في قطر قبل محاولة التخفيف من الأزمة قلّص آمال أنقرة بلعب دور الوسيط. وقال بيرسون للصحيفة نفسها إنّ "السعوديين لا يريدون القاعدة التركية في قطر بأي حال من الأحوال وأضعف أردوغان نفوذه بتوقيت مبادراته". بهذا المعنى، يمكن أن تكون التدريبات البحرية المشتركة نقطة تحول.

استثمار طويل المدى
وشدّد النائب التركي السابق الذي يعمل كباحث في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" أنّ المناورة التركية القطرية لها دلالة عسكريّة. وفي حديثه إلى "ذي اراب ويكلي" لفت النظر إلى أنّ أردوغان يرى الدوحة كحليف إخواني وهو مستعد لاستغلال الموارد العسكرية والديبلوماسيّة للدولة التركية من أجل "تفادي خسارة واحد من آخر شركائه المتبقين في الشرق الأوسط. ويشير كاتب المقال إلى وجود مؤشرات أخرى تدلّ على أنّ تحالف أنقرة مع الدوحة ليس تكتيكياً بل استثماراً طويل المدى. فوزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكي تحدّث عن خطط لبناء طريق سريع من تركيا عبر إيران الحليفة أيضاً لقطر إلى الخليج العربي بالقرب من الدوحة. وأضاف أنّ هذا المشروع الذي سيسهّل كثيراً إرسال السلع من تركيا إلى قطر.

حماية علاقتها بخصوم قطر

وكتب سيبيرت أنّ عضو مجلس إدارة غرفة التجارة في قطر محمّد مهدي الأحبابي قال خلال زيارته إلى مرفأ مدينة إزمير إنّ دولته تحب أن تعيد تحويل جزء كبير من تجارتها البالغة 15 مليار دولار مع الرباعي المقاطع للدوحة إلى تركيا. وفازت ذراع الصناعة في تكفن وهي شركة تركية قابضة بعقد بناء طريق سريع في قطر بقيمة 200 مليون دولار. ولفت السفير السابق بيرسون النظر إلى أنّ تركيا تعزز علاقاتها مع قطر لكنها في الوقت نفسه تأمل في الحفاظ على علاقاتها التجارية مع خصوم قطر. فتركيا دولة يتعاظم فيها الطلب على الطاقة ورأس المال، لذلك هي تحاول الاستفادة إلى أقصى حدّ ممكن من الطرفين.

مزيد من العزلة
إنّ موقف تركيا في الشرق الأوسط أضعفته سياسات أردوغان في سوريا والعراق ومصر خصوصاً مع خطاباته الشعبوية التي ستعطيه تعاطفاً لدى حماس والإخوان المسلمين لكنّها لن تحظى بوقع كهذا في العواصم المقاطعة للدوحة. ويضيف أردمير أنّ مسار الرئيس التركي محكوم عليه بمزيد من العزلة. فتخصيص موارد دولته لدعم قطر يعزز حلف بلاده مع قطر، لكنّ ذلك لن يعود عليه بالنفع في المستقبل، بحسب الباحث: "إذا تصاعد النزاع القطري، يمكن أن ترى تركيا مزيداً من التآكل مع خصوم قطر".