علم قطر.(أرشيف)
علم قطر.(أرشيف)
الأربعاء 16 أغسطس 2017 / 13:55

قطر ستستجيب للمبادئ الستة.. كان بإمكانها توفير الكثير على نفسها

لا يخفي موقع "غولد ووتر" الأميركي قدرة قطر على الاستمرار في تمويل سلوكيّاتها التي وضعتها في موقعها الحالي، بالاتكال على فائضها المالي الذي يستند إلى العائدات من الغاز والنفط. لكنّ ذلك يأتي بثمن مرتفع. فالموقع يشير إلى أنّ القرارات غير الحكيمة التي اتّخذها أمير البلاد تميم بن حمد ستستهلك معظم المدّخارات القطرية وهذا ما سيجعل إدارة الدوحة للأزمة مكلفة وفاشلة.

استراتيجية قطر في المعركة تكمن في دفع الرباعي إلى الانسحاب عوضاً عن الاستجابة لكنّها في النهاية ستوافق على معظم المطالب بغضّ النظر عما تقوله أو تحاول فعله

وقامت قطر بجهود وصفقات كبيرة للضغط على الحكومات العالمية من أجل أن تحاول التوسّط مع الرباعي المقاطع للدوحة لكنّها فشلت.
إمارة قطر التي تدعم الإرهاب والتطرف في العالم العربي تلقت ضربات اقتصادية الواحدة تلو الأخرى منذ أن فرضت الرياض والقاهرة وأبوظبي والمنامة مقاطعتها التاريخية لها في الخامس من يونيو (حزيران) الماضي.

نزيف اقتصادها لم يتوقف
يشرح "غولد ووتر" أنّ التقارير الخليجية والعالمية توضح أنّ سحب الرباعي المناهض للإرهاب ودائعه من المصارف القطرية يضع ضغطاً كبيراً على مصارف الدوحة. وهذا يجبر الحكومة القطرية على تغطية النقص في السيولة من خلال ضخ ملايين الدولارات من احتياطاتها المالية لمواجهة الأزمة. وقد بدأت الأخيرة تزداد سوءاً بشكل دراميّ خلال الأيام القليلة الماضية إذ إنّ نزيف الاقتصاد القطري لم يتوقف مع محاولات الدوحة التوصل إلى حل.

تدهور مؤشر البورصة
يشير الموقع إلى أنّ الإجراءات الاقتصادية واللوجستية التي اتّخذها الرباعي أدى إلى تدهور مؤشر البورصة خلال الأيام الماضية. فالبيانات الاقتصادية أظهرت أنّ الصناديق الأجنبية باعت أسهماً قطرية أكثر ممّا اشترت في حين انهار سوق الأسهم القطرية مع انخفاض مؤشر رسملة السوق إلى ما دون حاجز 500 مليار ريال قطري خلال اليومين الماضيين. جاء ذلك وسط ضغوط بيع على المؤسسات الأجنبية أيضاً. وتعرّضت القيمة السوقية للأسهم لخسارة 1.74 مليار ريال الأحد الماضي بحيث بلغ مجموع الخسائر منذ بداية المقاطعة إلى 33 مليار ريال قطري.

انخفاض بالجملة
وتراجع المؤشر العام لبورصة قطر بنسبة 0.41% أو 37.6 نقاط ليغلق عند 9205.22 نقطة بينما تراجع مؤشر الريان الإسلامي بنسبة 0.57% ليغلق عند 3674.5 نقاط وانخفض مؤشّر جميع الأسهم بنسبة 0.37% إلى 2628.45 نقطة. وانخفضت أيضاً مستويات السيولة بشكل ملحوظ إلى 140.9 ملايين ريال مقارنة بما كانت عليه قبل الأزمة أي ما بين 300 و 400 مليون ريال. ومن بين 40 سهماً جرى التداول بها، انخفضت أسعار 30 منها بينما انخفض سهم قطر للسينما انخفض بنسبة 7.41%. وقد أعلنت الشركة خسارة في الأرباح بلغت 30.3% في الربع الثاني من هذه السنة بضغط من تراجع الإيرادات.

وخسر بنك الدوحة 2.86% تلته القطرية للصناعات التحويليّة (2.3%) والميرة للمواد الاستهلاكية (1.77%) وقطر للوقود (1.57%) وبنك قطر الدولي الإسلاميّ (1.23%) وفودافون قطر (1.12%). وهبط سهم صناعات قطر ب 0.43% بعدما خفّض البنك الوطني القطري سعره إلى 109 ريالات إثر إعلان الشركة تراجع أرباحها بنسبة 47% في الربع الثاني من السنة الماضية. ويتابع موقع غولد ووتر كاتباً أنّ المؤسسات الأجنبية ضاعفت مبيعاتها على الأسهم القطريّة وفقاً لبيانات بورصة قطر.

الرباعي مرتاح بعكس قطر
ويشير الموقع إلى أنّ استراتيجية قطر في المعركة تكمن في دفع الرباعي إلى الانسحاب عوضاً عن الاستجابة لكنّها في النهاية ستوافق على معظم المطالب بغضّ النظر عما تقوله أو تحاول فعله. ويؤكّد "غولد ووتر" أنّ الدول الأربع ليست مجبرة على التفاوض، لأنّ الوضع الحالي مريح للغاية على عسك ما هي الحال مع قطر التي كانت مصدر المشاكل للإمارات والسعوديّة والبحرين ومصر.

وانطلاقاً من بذل القطريين للغالي والنفيس لإقناع جميع هذه القوى وبعد استهلاك ذخيرتهم التحريضية والإعلامية، ستضطر الدوحة في نهاية المطاف إلى التفاوض ضمن إطار الشروط الست. كان بإمكان قطر أن تحقق ذلك في الأسبوع الأوّل من الأزمة، ولو فعلت ذلك، لوفّرت على نفسها الكثير من المشاكل والإحراج.