مقاتلون من داعش يسوقون معتقلين الى السجون.(أرشيف)
مقاتلون من داعش يسوقون معتقلين الى السجون.(أرشيف)
الأربعاء 16 أغسطس 2017 / 14:24

شهادات سجناء سابقين لدى داعش.. هكذا احتلنا على عناصر التنظيم

في تعليقه على التفكك داخل داعش، اعتبر مايكل روبين، كاتب سياسي لدى مجلة "كومنتري" الأمريكية، أن أفضل كتاب قرأه كان لناتان شارانسكي، وعنوانه "لا تخف من الشر" والذي يشرح فيه كيف برع في الاحتيال على محققي كي جي بي عندما سعوا لإضعافه وإجباره على كشف سره.

كنا نتظاهر بأننا نقرأ كتبهم. وكنا نتصرف كأننا نسأل بعضنا البعض بشأن أمور وردت في الكتب. وفي الصفوف كنا نتواصل مع مدرسي الشريعة

واستخلص روبين من الكتاب أن كل ناشط يتصور أنه يقول الحقيقة، ولكن التغلب علـى قوة ما يتطلب شجاعة ومهارة. ولكن عندما سعى كي جي بي لبسط استبداده، كان حذقاً، وهذه الصفة لا تنطبق على داعش.

وفرض داعش الإرهاب على مناطق حكمه. وفيما رحب به بعض سكان تلك المناطق، قاومه آخرون. وكتب بعضهم حول مخاطر كبرى واجهها أشخاص وصحفيون من أجل نقل واقع الحياة تحت حكم داعش إلى العالم الخارجي.

صورة جديدة
ويلفت روبين إلى أنه حتى حينه، لم يعرف إلا القليل عمن اعتقلهم وعذبهم سجانو داعش. ولكن ظهرت صورة جديدة من خلال تقرير نشره مؤخراً المركز الدولي لدراسة التطرف العنفي تحت عنوان: "نظام سجون داعش: بنيتها وأقسامها وأوضاعها، وممارسات التعذيب النفسي والبدني".

ويشير الكاتب إلى الاستفادة من تحليل مضامين عشرات المقابلات مع منشقين عن التنظيم، وعن عائدين وسجناء سابقين. وتعطي تلك اللقاءات فكرة حول آليات تستخدمها منظمات مختلفة مرتبطة بداعش تقوم باعتقال سجناء، والتحقيق معهم والعمل على تلقينهم إيديولوجية التنظيم.

وفيما كان داعش يعدم عدداً من السجناء، ويستغل قتلهم لإنتاج فيديوهات للتشجيع على الالتحاق بصفوفه، نفذ سجناء آخرون أحكاماً وأخضعوا لبرامج تثقيفية أشرف عليها منظرو التنظيم. وحاول عدد من هـؤلاء خداع سجانيهم. وفي مقطع من التقرير المذكور يفسر سجين سابق، رجل عمره 28 عاماً، كيف تلاعب بعض السجناء بحراسهم. يقول: "كنا نتظاهر بأننا نقرأ كتبهم. وكنا نتصرف كأننا نسأل بعضنا البعض بشأن أمور وردت في الكتب. وفي الصفوف كنا نتواصل مع مدرسي الشريعة. وعندما كان حراس داعش يحضرون ويرون أننا نقرأ كتبهم، كنا ننجو من ثورات غضبهم".

تدريبات
وينقل روبين عن التقرير كيف نجح سجناء في تدريب معتقلين آخرين حول كيفية خداع المحققين. فبناء على قرار المحققين، كان المعتقلون يعرضون على القاضي الشرعي لدى داعش. وفي معظم الحالات، كانت تلك المرحلة تلي نهاية فترة تعذيب وتحقيق. ولم يكن لدى معتقلين سابقين علم بأن مرحلة التحقيق قد انتهت معهم. إذ في غالب الحالات كانوا ينقلون إلى نفس غرف التحقيق دون أن يكونوا على علم بأنهم سيعرضون على القاضي الشرعي. ولكن وفق معتقل سابق، وهو رجل عمره ٥٤ عاماً، تعلم المعتقلون مع الوقت كيفية التصرف لتجنب تبعات سلبية أخرى.

استهداف
وورد ضمن التقرير كيف تم استهداف رجال رفضوا تزويج بناتهم لعناصر من داعش. وقال منشق: "كان ثمة عجوز له ابنتان. عرض مقاتل أجنبي دفع مليوني ليرة سورية في مقابل زواجه من إحداهما. لكن عندما رفض العجوز اعتقلوه واتهموه بأنه جاسوس يعمل لصالح النظام، وذلك يعني آنه كان سيعدم. وعندها استسلم الرجل وقال للمقاتل: تستطيع الزواج من ابنتي لكن لا يمكن إقامة حفل زفاف وأنا في السجن". لذا أطلقوا سراحه في اليوم التالي. وعندما خرج العجوز تظاهر بأنه يستعد للعرس، ولكنه حمل ابنتيه وهرب إلى تركيا.

ومع اقتراب زوال داعش من العراق وسوريا، ينتظر سماع مزيد من الروايات البطولية حول سوريين وعراقيين قاوموا وحشية التنظيم من داخل مناطق سيطرته.