(أرشيف)
(أرشيف)
الأربعاء 16 أغسطس 2017 / 16:20

شركات الطيران تغادر فنزويلا وكراكاس تدخل في عزلة

بقيت الفرنسية جان كوست (26 عاماً) 6 أيام عالقة في كراكاس، عندما توقفت شركة أفيانكا عن تسيير رحلات إلى فنزويلا، على غرار شركات جوية أخرى أوقفت رحلاتها إلى هذا البلد الغارق في أزمة.

وكانت كوست التي وصلت من باريس، وترأس شركة تعمل في مجال السياحة في البيرو، تريد السفر إلى بوغوتا.

واختارت شركة أفيانكا الكولومبية، لكن توقفها في كراكاس طال فجأة عندما علقت الشركة رحلاتها في 27 يوليو (تموز)، متذرعة بـ"قيود تشغيلية وأمنية".

ولم تعمد كوست التي اضطرت إلى الاقامة في العاصمة الفنزويلية، إلى السياحة في البلد، وتقول إنها لازمت فندقها، بينما كان يتناهى إليها من الخارج صخب المواجهات بين المتظاهرين وقوى الأمن.

وأسفرت هذه التجمعات التي تطالب باستقالة الرئيس نيكولاس مادورو، على خلفية الأزمة الاقتصادية، عن 125 قتيلاً منذ أبريل (نيسان) الماضي.

وتؤكد كوست أن محنتها قد انتهت في 1 أغسطس (آب)، عندما تمكنت من السفر على متن طائرة تابعة لشركة أخرى.

وقالت "نريد ملاحقة آيرفرانس وأفيانكا اللتين كانتا تعرفان ماذا سيحصل عندما نصل إلى هنا".

وبدأت شركات الخطوط الجوية في الواقع الفرار من فنزويلا اعتبارا من 2014، مع تراجع اسعار النفط الذي يؤمن 96% من العملات الصعبة للبلاد.

وادى ذلك إلى نقص في الدولار الذي تحتكره الحكومة منذ 2003 عبر رقابة صارمة على المبادلات، وإلى تراكم ديون بحجم 3,8 مليارات دولار لدى الشركات، كما ذكر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا).
ولأنه بات يتعذر على الشركات الاستفادة من ارباحها في فنزويلا، توقف معظمها عن بيع البطاقات بالعملة المحلية البوليفار في 2016، كما قال مصدر في القطاع، وباتت تقدم عروضا على الانترنت وبالدولار فقط.

واختار البعض منها النزوح بكل بساطة. فما بين 2014 و2015، غادرت شركات "إير كندا" و"إيرومكسيكو" وأليطاليا و"غول" البرازيلية، ومنذ 2016، تلتها شركات داينامك ويونايتد ودلتا الأمريكية ولوفتهانزا الألمانية ثم أفيانكا.

وقال رئيس الاتحاد الفنزويلي للشركات الجوية هومبرتو فيغورا: "قررت الشركات ذلك لأن الرحلات لم تكن تؤمن الأرباح الكافية لتبرير المخاطر التي تقدم عليها".

وقال مصدر في قطاع النقل الجوي إن مغادرة أفيانكا يمكن أن تكون على صلة بالتوتر بين فنزويلا وكولومبيا التي تتهم مادورو بإقامة "ديكتاتورية".

وكانت النتيجة مزيدا من العزلة لكراكاس، ففي 2013، بلغ عدد المقاعد المتوفرة 57 ألفا للذهاب والإياب، ولم يبق الآن سوى 19 ألفا بأسعار مرتفعة، وإضافة إلى ذلك، هناك المشاكل التقنية.

وقال مصدر داخلي إن شركة إيرولينياس أرجنتيناس علقت رحلتها في 9 أغسطس (آب)، لأن الوقود والمواد الغذائية للطاقم لم تكن مؤمنة في كراكاس.

إلا أن فيغورا يؤكد أن الأجهزة المختصة لم تسجل أي مشكلة على صعيد المراقبة الجوية وحالة المدرجات أو تأمين الوقود، لكنه أقر أن تكاليف استخدام المطار ورسوم التحليق، أعلى من أي مكان آخر في المنطقة.

ويقول مدير مكتب مختص بشؤون الطيران هنري هارتفيلت إن الوضع قد يزداد سوءاً، وأضاف "لن يعرض أي رئيس شركة خطوط جوية حياة زملائه للخطر ولن يجازف ببقاء طائراته في بلد يمكن أن ينهار".

وما زالت في فنزويلا حتى الآن 12 شركة جوية، قرر بعضها مثل أمريكان إيرلاينز أو إيرفرانس خفض وتيرة رحلاتها.

وهناك أيضاً الإسبانية "إيرأوروبا" التي يطالب طياروها بتعليق رحلات تضطرهم إلى تمضية الليل في فنزويلا، أو أن يتمكنوا في هذه الحالة من المنامة في بلد مجاور، بسبب العنف في كراكاس.

وينام طيارو إيبيريا الإسبانية في سان دومينيك عند الضرورة، كما قال فيغورا.

ولا تتسم هذه المخاوف بالمبالغة، ففي 8 أغسطس، قتل فنزويلي عند أحد شبابيك التذاكر بمطار كراكاس. وفي مارس (آذار) 2016، قتل مصري لدى تعرضه لعملية سلب أمام المطار، في فنزويلا التي تعتبر إحدى أخطر البلدان في العالم.

ورغم كل شيء، ترغب كوست في أن تكتشف فنزويلا بشكل أفضل، وقالت "أريد أن أعود في أحد الأيام، عندما تنتهي المشاكل والأزمات".