مدرب ريال مدريد زيدان (رويترز)
مدرب ريال مدريد زيدان (رويترز)
الإثنين 21 أغسطس 2017 / 17:31

زيدان يسرق رقصة "البلوغرانا" الساحرة ويتفوق عليها

يحق للمدير الفني لريال مدريد الإسباني، الفرنسي زين الدين زيدان، أن يفخر بتحقيق إنجاز غاب طوال السنوات الأخيرة عن الفريق، وهو التحول من الاعتماد الكامل على الهجمات المرتدة إلى أسلوب اللعب من لمسة واحدة.

وظلت جماهير ريال مدريد خلال حقبة من الزمن تبغض أسلوب اللعب من لمسة واحدة، وتحديداً خلال فترة تولي المدرب الإسباني بيب غوارديولا المهمة الفنية لبرشلونة، الذي أذهل الكرة العالمية بأسلوبه الذي يعتمد على السيطرة والاستحواذ على الكرة "تيكي تاكا".

وقال المدير الفني الأسبق لريال مدريد، المدرب التشيلي مانويل بيليغريني، ذات مرة: "هذا الأسلوب في كرة القدم لا يمكن أن يفلح في ريال مدريد".

بيد أنه مع مرور الوقت انتهى الأمر بدحض هذا الادعاء، بعدما أثبت ريال مدريد قدرته على العمل بهذا الأسلوب بنجاح.

وأسس المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في الفترة ما بين عامي 2010 و2013، أثناء قيادته لريال مدريد، فريقاً يعتمد على القوة البدنية الكبيرة وعلى الهجمات المرتدة بطبيعة الحال.

وحاول مورينيو مجابهة برشلونة خلال حقبة جوارديولا بأسلحة تكتيكية مختلفة، ولكنه لم يحقق نجاحاً كبيراً، أو على الأقل نجاحاً يليق بتاريخ فريق مثل ريال مدريد.

وبعد رحيل مورينيو جاء الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي أحدث تطوراً بسيطاً، وجعل الفريق يهتم بعض الشيء بامتلاك الكرة، ولكن في النهاية لم يصل الأمر فيما يخص السمات العامة للفريق إلى حد التطور الشامل.

ولكن زيدان، الذي كان مساعداً للمدرب الإيطالي في تلك الفترة، اتخذ بكل تأكيد خطوات أكثر جرأة فيما يخص مستقبل النادي "الملكي".

وكان التعاقد مع المدرب الإسباني رافايل بينتيز من قبل ريال مدريد في 2015 بمثابة تراجع خطوة للخلف في مشوار هذا النادي، فكان الإتيان به يمثل عودة لحقبة مورينيو.

إلا أن مشوار بينتيز لم يدم طويلاً مع ريال مدريد، وتمت إقالته في 4 يناير (كانون الثاني) 2016، ليتم تعيين زيدان في منصب المدير الفني للنادي المدريدي.

وفي البداية لم يكن لدى المدرب الفرنسي فكرة كاملة وشاملة عما يتعين عليه فعله، وقرر الإبقاء على طريقة 4-3-3، معتمداً على الخط الهجومي الشهير المكون من كريم بنزيما وغاريث بيل وكريستيانو رونالدو "بي بي سي".

وآثر زيدان الاهتمام بشكل أكبر بالأداء الدفاعي واللياقة البدنية للفريق ليمر الموسم الأول له بدون تحقيق نتائج كبيرة ولكن متوسطة.

وكان الموسم الثاني هو الذي بدأ فيه زيدان وضع خطة تطوير جديدة لريال مدريد.

وكانت إصابة بيل التي أبعدت اللاعب وقتاً طويلاً عن الملاعب أحد العوامل التي ساعدت زيدان في عمله بشكل مؤثر للغاية.

وتعرض اللاعب الويلزي لإصابة في الركبة في الثلث الأخير من الموسم الماضي، ليقوم زيدان بتغيير خطة الفريق ويدفع بأربعة لاعبين في وسط الملعب واثنين فقط في الهجوم، وهما كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما.

وتحول ريال مدريد إلى فريق يجيد السيطرة على مجريات اللعب بعد قيام زيدان بإشراك لاعبه إسكو في وسط الميدان، وهو ما أثار إعجاب أنصار الفريق، الذين أعربوا عن رضاهم عن هذا التغيير المثمر.

وجاء التغيير الأكبر في خطة زيدان الفنية مع انطلاق الموسم الجاري، عندما اختار زيدان هذه المرة اللعب بطريقة 4-4-2.

وشكلت مباراة العودة لبطولة كأس سوبر إسبانيا الأخيرة علامة فارقة في التاريخ الحديث لمباريات الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة.

وللمرة الأولى منذ 32 مباراة يتمكن ريال مدريد في التفوق على غريمه التاريخي في الاستحواذ، الذي وصل لنسبة 53% لصالح النادي "الملكي" في تلك المباراة التي فاز فيها الأخير بهدفين نظيفين.

وشهد ذلك اللقاء تفاعلاً كبيراً من جماهير ريال مدريد مع لاعبيها الذين نالوا إشادتهم وتصفيقهم الحار طوال المباراة، التي وصفتها الصحافة الإسبانية بـ "الرقصة".

وقدمت المباراة الأولى لريال مدريد في بطولة الدوري الإسباني هذا الموسم أمام ديبورتيفو لا كرونيا، والتي جرت أمس الأحد وفاز بها ريال مدريد 3-0، لمحة جديدة عن طريقة لعب زيدان، فقد جاء الهدف الثاني للنادي المدريدي في ذلك اللقاء بعد رقم قياسي من التمريرات (44 تمريرة).

وكان صاحب التمريرة الحاسمة في هذا الهدف لاعباً يشغل مركز الظهير الأيسر (مارسيلو)، فيما كان كارلوس كاسميرو، وهو لاعب دفاعي بحت، صاحب اللمسة الأخيرة التي جاء منها الهدف.