الشاعر والناقد خضر الآغا (أرشيف)
الشاعر والناقد خضر الآغا (أرشيف)
الثلاثاء 22 أغسطس 2017 / 23:03

مبدعون سوريون.. أين هي الكتابة من فيض الدم في سوريا؟ (6)

كيف يمكن الكتابة عن حدث مأساوي بحجم الحرب؟ تبدو الإجابة عن سؤال كهذا أكثر تعقيداً في حالة الحرب السورية المستمرة منذ قرابة 7 سنوات، لما بلغته من درجة قبح، لم يسبق أن شهد العالم مثيلاً لها، كثير من المبدعين السوريين حاولوا مقاربة الواقع السوري المؤلم خلال سنوات الحرب؟ والإجابة عن تساؤلات كثيرة حول طبيعة ما يحدث، وكيف تفاعل الأدب شعراً ونثراً مع هذا المشهد المأسوي.

فهل استطاعت الأعمال الأدبية الجديدة تشخيص المأساة السورية؟ وما التغيرات التي طرأت على معالم الكتابة الإبداعية في سوريا في هذه المرحلة؟ وأخيراً: هل يمكن أن نطلق مسمى "أدب الحرب" على ما أنتجه الأدباء والكتاب السوريون حول الحرب في بلادهم خلال الست سنوات الماضية؟ وفي محاولة للإجابة عن هذه التساؤلات، توجهنا إلى عدد من المبدعين السوريين:

خضر الآغا: معايير جديدة "للمستوى الأدبي"
الشاعر والناقد خضر الآغا يقول عن واقع الكتابة الجديدة في سوريا: "السؤال الذي يمكن التفكير به هل ثمة معايير جديدة لتحديد "المستوى الأدبي" للأعمال التي ظهرت وتظهر بعد قيام الثورة ودخول البلد في حرب فناء يشنها النظام وأعوانه ضد السوريين؟، أعتقد أن إطلاق حكم على "المستوى الأدبي" يحتاج إلى معايير واضحة. غالباً لم تكن ثمة معايير واضحة قبل الثورة، وكان الأمر متروكاً لما يسمى: "الذوق الشخصي"، الأمر الذي ترك الحياة الأدبية في مهب الريح لاختلاف "الذوق" بين القراء. أعتقد أنه يجب أن تكون ثمة معايير جديدة، وريثما يتم ذلك يمكنني النظر في مدى اقتراب العمل الأدبي مما يحدث في سوريا، وفي القيمة التي يؤسس لها/ أو يدعو إليها. مثلاً: لا أصدق النصوص التي تعتبر ما يجري وكأنه هبط من السماء، وأقف ضد الأعمال التي تمجد القاتل، وهكذا... ضمن هذا المعيار يوجد القليل/ القليل جداً من الأعمال الأدبية/ الرواية خاصةً التي أعتبرها ذات مستوى متقدم. على الكتابة أن تسمي القاتل وتفضحه باستمرار وبلا هوادة".

وبرأي الشاعر خضر، فإن "الكتابة لا يمكن أن ترتقي إلى مستوى حدث من هذا النوع: حرب إبادة.. الكتابة تؤرخ لبعض اللحظات، توثق بعض الجرائم، وبعض المآسي التي يعيشها الناس، يمكن للكتابة الأدبية أن تدخل في مناطق شديدة الخصوصية، في تفاصيل إنسانية مما لا تذكرها عادة الوثائق، كما لا يمكن أن نبحث عن الثورة/ أو عن الحرب في كتاب واحد: رواية/ ديوان شعر/ قصة أو مجموعة قصصية، وغير ذلك... هناك مجموعة كتابات يمكن لها مجتمعة أن تروي جانباً مما يحدث. الثورات والحروب عادة تنتج كتابة لا كاتباً، رواية لا روائياً، شعراً لا شاعراً".

ويختم الشاعر والناقد خضر الآغا بتأكيده أنه: "حتى الآن لا وجود لمرحلة شعرية جديدة. هناك نصوص متفرقة وكتب متفرقة أنتجت خلال السبع سنوات، ليس من شأنها بعد، التأسيس لمرحلة جديدة. إن الدم السوري فاض على الكتابة وعلى الكتّاب، الكتابة في فيض الدم ترسو إلى القاع كثيراً".