(أرشيف)
(أرشيف)
الأربعاء 23 أغسطس 2017 / 12:41

الأخطاء القاتلة للإخوان المسلمين في مصر.. ما هي؟

كتب إريك تراغر، زميل مركز إيثر واغنر لدى "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، عن خطأ قاتل وقع فيه تنظيم الإخوان المسلمين في مصر، ما أدى لانقسامه إلى فصيلين متناحرين.

برز عدد من الفروع المسلحة التي استهدفت مراكز الشرطة، وجنوداً وأبراج الكهرباء والطرق، وسواها من المرافق العامة. وقد شجع ودعم تلك الأعمال بعض من زعماء الإخوان

استهل تراغر تحليله السياسي بذكر ما جرى في 14 أغسطس(آب)، 2013، وما عرف بيوم رابعة، عندما تجمع مئات من أنصار الإخوان في ساحات عامة في القاهرة والجيزة، واشتبكوا مع قوات الأمن المصرية، لافتاً إلى أن ما جرى لم يفاجئ التنظيم.

"الموت في سبيل الله"
والسبب، برأي تراغر، يعود لإدراك قادة جماعة الإخوان، منذ لحظة إسقاط الشعب المصري لمرسي في 3 يوليو( تموز) أنهم في صراع "إما قاتل أو مقتول" مع الحكومة الجديدة. وتمسك هؤلاء بشعارهم المشهور "الموت في سبيل الله يمثل أسمى آمالنا". إذ قبل أسبوعين من الحادثة، قال الناطق باسم الجماعة، جهاد الحداد، للصحفي ماجد عاطف "إن كانوا يريدون فض اعتصام القاهرة، فإنهم سيضطرون لقتل 100 ألف متظاهر، وهم لا يستطيعون ذلك لأننا مستعدون لتقديم مائة ألف شهيد".

انقسام كبير
ويرى الباحث أن من بين عدد من الأحكام الاستراتيجية الخاطئة التي طرحها الإخوان المسلمون خلال فترة "الربيع العربي" القصيرة، كان اعتقادهم بقدرتهم على حشد أعداد كبيرة من الأنصار والتغلب على قوات الأمن، وهو أفدح أخطائهم. فقد أدى حادث رابعة واعتقال قادة الإخوان لإضعاف التنظيم على الساحة المصرية عامة، وضمن المحافظات. فخلال أشهر، ثبت أنه لم يعد للتنظيم تقريباً وجود، كما أنه يعاني من انقسام حاد، بعدما حقق سلسلة من الانتصارات في انتخابات واستفتاءات أجريت قبل عامين ونصف.

صراع على السلطة

ويشير تراغر إلى حصول الانقسام وسط جماعة الإخوان عقب مواجهة رابعة مباشرة، حيث انتقدت الكوادر الشبابية القادة الأكبر سناً لسوء تحليلهم للحالة السياسية التي قادت لخلع مرسي، ولسوء إدارتهم للصراع اللاحق على السلطة. ورغم ممارسة الإخوان المسلمين العنف ضد معارضيهم عدة مرات خلال عهد مرسي، إلا أن مرشدهم الأعلى محمد بديع زعم: "سلميتنا أقوى من رصاصهم".

سذاجة
لكن من منظور شباب الإخوان، كانت تلك استراتيجية ساذجة "تركتهم عزلاً في أوقات لاحقة". وبالفعل كشف لاحقاً عضو بارز في شباب الإخوان، أحمد المغير، أن "موقع التظاهر كان مليئاً بالأسلحة لمقاومة الشرطة والجيش المصري، ولكن كل تلك الأسلحة نقلت قبل يوم رابعة تنفيذاً لأوامر قادة الإخوان، وتلك خيانة".

وخلال الأشهر اللاحقة، يشير تراغر لرفع شباب الإخوان السلاح داخل مصر. وكما أشار الباحث لدى معهد هدسون، صاموئيل تادروس، في دراسته المعنونة "الإخوان بعد رابعة"، شكل شباب الإخوان" وحدات حماية" للدفاع عن حركات الاحتجاج الإخوانية.

هجمات
لكن، بحسب تراغر، لم يمض وقت طويل قبل أن تنتقل تلك الوحدات لمرحلة الهجوم، وبرز عدد من الفروع المسلحة التي استهدفت مراكز الشرطة، وجنوداً وأبراج الكهرباء والطرق، وسواها من المرافق العامة. و شجع ودعم تلك الأعمال بعض من زعماء الإخوان، وكان من أبرزهم عضو المكتب التنفيذي محمد كمال، الذي ظل مختبئاً داخل مصر وشكل "لجان عمليات خاصة"، عملت على زعزعة النظام، وسرعان ما أبعد نفسه وأنصاراً له عن "الحرس القديم للإخوان".

لجنة جديدة
ويلفت تراغر لما كتبه مختار عوض الباحث لدى جامعة جورج واشنطن، في تقرير مفصل حول دعوة محمد كمال للعنف وتشكيله لجنة جديدة تحت مسمى "لجنة شريعة الإخوان المسلمين" لتبرير العنف بوصفه" نشاطاً ثورياً يستند للشريعة".

ويشير الكاتب لمصادقة "لجنة الشريعة" على عدد من عمليات القتل التي نفذت في مصر وطاولت عدداً من ضباط الشرطة والجيش والجنود ممن عدوا "متعاونين مع الحكومة المصرية".

ثم تمكنت قوى الأمن المصرية من قتل كمال في غارة نفذت في أكتوبر (تشرين الأول) 2016، ولكن ما زال الانقسام بين الحرس القديم والإخوان المسلمين "الثوريين" قائماً، بالتزامن مع التضييق على عناصر التنظيم داخل وخارج مصر، وتراجع مكانته السياسية عامة.