الثلاثاء 29 أغسطس 2017 / 21:54

عودة السفير.. وعودة الفرع إلى الأصل

من منطلق الولاء للسيد والمرشد كان لا بد للإخوان المسلمين أن يعودوا إلى حضن سيّدهم، بعد فشلهم في إقامة نظام إخواني في أي دولة عربية، لذا لم يكن أمامهم إلا العودة إلى "الحضن الأم"، نظام الملالي الذي شكّل لهم المثال الأعلى في الثورات الإسلامية، وهم الذين فشلوا في قيادة المجاميع، ولم يفلحوا في "الثورات الإخوانية" أو ما تسمى بـ "الثورات الإسلامية"، لذا طالبتهم إيران بالعودة إلى الأصل، فهم يعتبرون الفرع المخطط لما يزعمون أنها "ثورة إسلامية".

منذ انقلاب الابن على الأب في قطر، وجد الإخوان مبتغاهم في السيطرة على الابن، فهو كان يتقرب إليهم ليس إيماناً بفكرهم، بل لأنه التقى معهم على نفس الطريق في هدم الدول، وحياكة المؤامرات، فوجد الاثنان ضالتهم، ومنذ ذاك الوقت بدأ الإخوان مخططهم المعروف في كل دولة، وهو التمكن من كل مفاصلها، و لكن الأمير الوالد كما يطلق عليه في قطر اختصر عليهم الطريق، فقدم لهم التمكين من قيادة الدولة، فلم يتدرّج الإخوان المسلمين في قطر عبر التمكين من مفاصل الدولة، بل قفزوا قفزاً إلى قيادة قطر بالشراكة مع الجناح الإسرائيلي بقيادة عزمي بشارة، فأصبحت قطر، وشعب قطر، تحت رحمة الإخوان المسلمين، وكل قرار تصدره القيادة القطرية الشكلية يكون بمباركة وتنسيق مع الإخوان المسلمين.

بعد الفشل الذريع والسقطة المدوية للإخوان المسلمين في سوريا ومصر والكويت والإمارات والسعودية، انكشفت الأوراق لدى الدول العربية والخليجية بأن القرار الفعلي ليس بيد القيادة القطرية لوحدها بل القيادة القطرية سلمت نفسها تحت رحمة إيران بالخفاء، وتحت رحمة الإخوان المسلمين في العلن، فلم تجد القيادة القطرية إلا أن تكشف عن وجهها الحقيقي، فأعلنت تدريجياً بل كشفت عن تعاونها وتعاملها وتنسيقها مع إيران، حتى وصل الأمر إلى عودة السفير القطري إلى طهران في ظل تدخلات إيران في دول الخليج، وآخرها خلية العبدلي في الكويت.

ليس مستغرباً إذن عودة السفير القطري إلى إيران، فالأمر الطبيعي أن يعود الفرع إلى الأصل، أي إلى المرشد الشيطان الأكبر، خامنئي، فنبارك للقيادة الاخوانية القطرية عودتهم إلى أصولهم.